Dalia Nsouli: بدأت وكثيرات غيري برؤية مدى قباحة الرحلة التي توصل إلى الجمال

الإعداد: Dalia Nsouli

لطالما كان الألماس بالنسبة إلى الفتيات الصغيرات مرادفاً للفخامة المطلقة ورمزاً للحبّ والنجاح، وكان دائماً حجم القيراط يعكس قيمة الشخص بفضل الحملات الإعلانيّة المُصمّمة ببراعة والمموّلة من قبل شركات كبيرة مثل De Beers. مع الوقت، ومع تقدّمي في السنّ واكتسابي الخبرة الكافية للتساؤل عن بعض الأمور، بدأت وكثيرات غيري برؤية مدى قباحة الرحلة التي توصل إلى الجمال.
بدأت أدرك أنّ دعمي لصناعة لديها مثل هذا التأثير البيئيّ والإنسانيّ للمجتمع يعني أنّني غير مهتمّة وأدعم الاستعمار أيضاً.

اقرئي أيضاً: Dalia Nsouli: "أشعر أنّ شراء المجوهرات لنفسي هو لأمر مرضٍ ومحرّر للغاية"

ورحت أفكّر في الامتياز الذي أتمتّع به عندما أتزيّن بالألماس حول إصبعي بعد أن حُفرت مساحات كبيرة من الأراضي لهدف وحيد وهو استخراج قطع صغيرة من الأحجار الكريمة، حتّى أتمكّن من الاستمتاع بها. وكأنّ هذه الأرض ليس لها قيمة أخرى فيتمّ تدمير منازل السكان وتلويث الممرّات المائيّة المحيطة وتدمير الحياة البريّة المحليّة. إذ تُقدَّر كميّة التراب الذي يتمّ إزالته لكلّ قيراط من الألماس بـ250 طناً. وإذا تعمّقنا أكثر بعد، سنكتشف أنّه يتمّ توظيف الملايين من الأطفال الذين يعيشون فقراً مدقعاً وهو ما يُعدّ انتهاكاً مباشراً لحقوق الإنسان. وتُدفع لهم أجور زهيدة فيما يُرهقون في العمل كما يتعرّضون لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسيّ والإصابات الجسديّة والصدمات العاطفيّة التي ستظلّ معهم إلى الأبد. حتّى أنّ تجنّب شراء الألماس المنتج في مناطق الحروب والأزمات لن يعفي من كلّ التأثيرات الاجتماعيّة والبيئيّة التي يحملها الألماس المستخرج بشكل طبيعيّ لأنّه حتى لو فعلتِ (وقد لا تتمكّنين من ذلك وفقاً للبحوث)، فإنّ أنظف الألماس قد لا يزال يعني أنّ طفلاً كان يعمل لاستخراجه لك وكان لا بدّ من حفر أطنان من التراب فقط لهذا الهدف.

ويُعتقد أنّ الألماس المستخرج وفقاً لعمليّة Kimberley، الذي يهدف إلى إنهاء تجارة ألماس الدماء لا يضمن أنك تشترين أحجاراً من مناطق ليس فيها نزاعات بما أنه من الصعب تتبّع مصدر الألماس بعدما يتمّ قطعه وصقله.

ولهذه الأسباب بالتحديد وبما أنّ الألماس المصنوع في المختبر أرخص من ذلك المستخرج طبيعيّاً، فإنّ 70٪ من جيل الألفية والجيل الجديد يفضّلون الألماس الاصطناعيّ على ذلك التقليديّ.

أمّا من الناحية التقنيّة، فالألماس المصنوع في المختبر هو ألماس بالفعل من حيث تطابقه كيميائيّاً وفيزيائيّاً مع الألماس المستخرج طبيعيّاً. ويبقى الاختلاف الأساسيّ هو أنّ االأخير يُبتكر بشكل طبيعيّ على مدى مليارات السنين ويتواجد داخل الأرض. وبالمقابل يتمّ إنتاج الألماس الاصطناعيّ في المختبرات باستخدام آلات في عمليّة تستخدم الضغط العالي ودرجة حرارة العالية HPHT أو الترسيب الكيميائي للبخار CVD وتأتي النتيجة على شكل ألماس يتمتّع بالتصنيفات نفسها من ناحية معاييره الأربعة أو ما يُعرف بـC4 أي طريقة القطع واللّون والنقاوة والقيراط، فهي مطابقة للألماس الطبيعيّ ويمكن التصديق عليها من قبل مختبرات وهيئات كبرى مثل معهد الأحجار الكريمة في أميركا GIA أيضاً.

وبما أنّ المزيد من خبراء المجوهرات يختارون اليوم استبدال الألماس الطبيعيّ بالاصطناعيّ أو على الأقلّ تضمين الألماس المصنوع في المختبر في تصاميمهم، هذا يُعتبر بمثابة دليل حقيقيّ على التغيّر على مستوى المستهلكين والمنتجين على حدّ سواء. وقد أجرينا مقابلات مع أهمّ الأسماء في السوق لنعرف رأيهم حول الألماس المصنوع في المختبرات وإذا ما كان سيستمرّ.

ولمعرفة المزيد عن هذا الموضوع، قابلنا اثنين من خبراء المجوهرات هما ميساء زارد، مؤسسة Loyal.E Paris التي تستخدم الألماس الاصطناعيّ والكيميائي، وخبير الأحجار الكريمة ومستشار المجوهرات نادر جابر. ترقّبي لقاءنا معهما قريباً!

اقرئي أيضاً: عبّري عن ذاتك من خلال مجوهراتك!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث