Anum Bashir: كورونا يعيد تشكيل الإنسانيّة والطبيعة الأمّ والصناعات...

​لا شكّ في أنّنا نحتاج جميعاً إلى القليل من التحفيز في الوقت الحاضر، ويمكننا أن نستمدّ ما يلزمنا تماماً منه عن طريق قراءة قصص نجاح النساء! ونظراً إلى أنّ Anum Bashir من أكثر السيّدات نجاحاً وأفضلهنّ في إطلاق المحادثات الفكريّة، سألناها كلّ ما نودّ معرفته عن تجاربها وعلامتها التجاريّة ومجموعاتها، إلى جانب التغيير الجذري الذي ترى أنّه على دور الأزياء اتّباعه. وتجدر الإشارة إلى أنّها تولّت استشارة المصمّمين الناشئين والترويج لهم، فضلاً عن أنّها تعاونت مع دور الأزياء العالميّة وتجّار التجزئة المرموقين، لا سيّما وحلّت "مشترية ضيفة ومديرة أزياء" فيPer Lei Boutique في قطر. أمّا حالياً، فتشغل منصب المديرة الإبداعيّة المشاركة لعلامة N-DUO في تبليسي، فضلاً عن أنّها أطلقت أول بودكاست للمؤثرات في المنطقة تحت اسم DM FM، إنّما ليس هذا كلّ شيء... اقرئي المزيد في مقابلتنا معها!

كيف تعرّفت إلى Natuka Karkashadze؟

في الواقع، كنت في إجازة مع عائلتي لزيارة تبليسي في العام 2016. وما حصل أنّ ّNatukaسبق أن اتصلت بي لتخبرني أنّها تودّ أن نلتقي، وعرضت عليّ جولة في مدينتها الأمّ. وبطبيعة الحال، لم أستطع إلّا أن أقبل عرضها. وبصراحة، كنت أتابع N-DUO لفترة من الوقت، وحينما تعرفّت إلى الشخص الذي خلفها شعرت بخصوصيّة أكبر تجاهها. وفي خلال لقائنا، تحدّثنا عن التعاون يوماً ما، بدون أن ندرك أنّ الموسم التالي سيمثّل الموسم الأوّل لنا معاً! وبالنسبة إليّ، أصبحت فتيات Karkashadze وN-DUO عائلتي! نحن نعمل بشكل جيد معاً ونتوافق إلى حدّ كبير ودائماً ما نتشارك الإعجاب المتبادل. كذلك، إنّ أهدافنا متبادلة ونحبّ الجماليّات والأساليب عينها ولدينا فهم عام للمكان الذي نودّ أن نأخذ العلامة التجاريّة إليه. حتى أن أزواجنا أصبحوا أصدقاء! وساهم حبّ العائلة في دفعنا إلى الأمام، ناهيك عن أنّنا على تفاهم دائم. ولهذا السبب تماماً، أعرف أنّنا سنبلغ أهدافنا معاً كشركاء ومصمّمين وأصدقاء.

ما نصيحتك للنساء العربيّات لإلهامهنّ على القيام بالشراكات الدوليّة؟

إنّ الأمر أشبه بالمواعدة أو البحث عن شريك الحياة، لذا ستعلم المرأة تلقائيّاً متى يكون التعاون المناسب لها. وهذا ما حصل معي تماماً، وها إنّني أتفّق مع وNatukaونتواصل بشكل جيد ونفهم بعضنا البعض، والأهم أنّه لدينا رؤية مشتركة لـN-DUO. حتى أنّنا بالكاد نضطر إلى القيام بأيّ تنازلات، وهذا ما يدفعنا إلى الأمام. لذا سواء كانت الشراكات محليّة أو عالميّة، يبقى المعيار الأهم وجود نقطة التقاء لأفكار الطرفين وخبراتهما وحبّهما. وهذا ما لدينا في N-DUO، لذا بالرغم من أنّني أقيم في دبي بينما هي في تبليسي، المهم أنّنا نريد أن نصل بـN-DUO إلى هدف وحلم مشترك.

كيف تروّج N-DUO لتوسيع دورة حياة المنتج؟

نأمل أن نصمّم ملابس يمكن أن تعيش فعليّاً في خزانة ملابس المرأة. فأنا وNatuka لا نتبع الصيحات كثيراً، بالرغم من أنّنا نستمتع بها ونعمل معها، إلّا أنّنا غالباً ما نستخدمها لتطوير الأنماط والأشكال التي نتخيّلها ونأمل أن تعيش مطوّلاً إلى ما بعد العمر الافتراضي لأيّ قطعة موسميّة عصريّة. وعلاوةً على ذلك، نريد أن تكون قطع N-DUO قطعاً استثماريّة، ممّا يعني أنّ المرأة التي تشتريها سترغب حتماً في ارتدائها أكثر من مرّة.
ويبقى الأهم أنّ جماليّتنا تقضي بدمج الطابع القديم مع العالم الجديد. ناهيك عن أنّها قطع ديمقراطيّة تماماً، بحيث يمكن لفتاة تحتفل بعيد ميلادها الـ 16 أو امرأة تحتفل بذكرى زواجها الـ25 أن ترتدي فستان
 Dance Through the Meadows الخاص بنا. فنحن لا نميّز بين تصاميمنا، لا سيّما بين الجندرين، حتى أنّني أستطيع أن أتخيّل الشباب يقترضون الملابس منّا مثلاً. من هنا، ثمة تجاور قويّ نعمل معه في كلّ موسم ممّا يجعل المرء يتساءل، "هل هذا ثوب أو سترة عتيقة ترتديها؟" وبرأيي، هذا ما يجعل العلامة التجاريّة شاملة وأزليّة. إذاً ليس الموسم المقبل ما نهتم به، لا بل العقد التالي وما بعده!
 
ما إلهام مجموعة Resort 2020؟

بالنسبة إلى مجموعة Resort، أردنا أن نمزج بين مختلف الطبعات والألوان الممتعة. ونظراً إلى اقتراب فصل الصيف، لم نرغب في أن تكون لوحة الألوان عادية جداً، على الرغم من أنني وNatuka نميل إلى البساطة في خياراتنا. ولهذا السبب قدمنا القطع المصبوغة بالربط للمرّة الأولى، إلى جانب الطبعة الحيوانيّة المفضّلة لدينا! لكن بالمقابل، حافظنا على قصّاتنا بالطراز "العتيق" مع الأكمام المنفوخة، إنّما لدينا أيضاً قطع أكثر جاذبيّة مثل السراويل الضيّقة. أمّا لمحبّي البساطة مثلنا، فلدينا قطع جميلة وكلاسيكيّة باللونين الأسود والأبيض. 

ماذا عن مجموعة ما قبل خريف 2020؟

لموسم ما قبل الخريف، عدنا إلى الأساسيّات وإلى أكثر ما أحبّه وNatuka... ألا وهي البساطة. كذلك، اكتشفنا مجموعة ألوان أكثر رقّة من الأقمشة والألوان، تناسب مفهوم البساطة تماماً. وحتى الآن، كانت الأصداء وردود الفعل ممتازة، لا سيّما وأنّ كلّ إطلالة تعكس أسلوب N-DUO وجماليّته. لذا، أعتقد أنّنا قمنا بعمل رائع في ترسيخ هويّة العلامة، لدرجة أنّ Zara نسخت تصاميمنا الأكثر مبيعاً!

مكتوب على موقع الويب الخاص بك: "تعتقد Anum أنّها تستطيع أن تؤدّي دورها في تعزيز مجتمع من المبدعين الذين سيدفعون صناعة الأزياء في الشرق الأوسط إلى الأمام". كيف تطبقين هذا القول؟

من المهم بالنسبة إليّ أن أدعم مبادرات أمثال Fashion Trust Arabia. إذ كنت من أوائل من شاركوا في المنطقة لمساعدة Tania Fares في الحصول على الدعم الذي تحتاجه لضمان نجاح الموسم الأول من فعاليات هذا الحدث. لقد أجرينا حلقة بودكاست معاً لتحديد أهميّة مفهوم المنظمات غير الربحيّة وجوهرها الذي يقتصر على احتضان مواهب التصميم الناشئة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتقديم الدعم لها. وتمكنت أيضاً من إحضار شخصيّات بارزة أمثالSonam Kapoor إلى لجنة التحكيم في العام الماضي، وكنت آمل في مواصلة عملي ودعم المواهب هذا العام من خلال جلب الرعاة لهم، إنّما للأسف تم إلغاء حدث هذا العام بسبب تفشّي فيروس Covid-19.

علاوةً على ذلك، أستمتع كثيراً عندما يتواصل معي المصمّمون الشباب والعلامات التجاريّة الناشئة للحصول على الدعم، سواء كان ذلك من خلال الترويج لهم ببساطة على وسائل التواصل الاجتماعي أو إن أرادوا الحصول على المشورة والمعرفة في هذه الصناعة. وبالفعل كلّ ما تعلمته على مرّ السنين يقضي بالمشاركة، إذ لا يمكننا العمل بصورة منفردة وتوقّع النجاح.
وبصفتي مستشارة ومساهمة، روّجت للكثير من المصمّمين في الشرق الأوسط ورفعتهم إلى منصات عالميّة أمثال Man Repeller، ولا زلت مستمرّة في إيجاد طرق جديدة ومشوّقة لتأدية دوري. وآمل أن أتمكّن من الاستمرار في القيام بذلك في المستقبل.

من خبرتك في شراء الأزياء، ما التعديلات الجذريّة التي يجب أن تقوم بها دور الأزياء لمواجهة التغييرات وتقليل الأضرار التي يفرضها فيروس كورونا على هذه الصناعة؟

أعتقد بطريقة ما أنّ جائحة كورونا أسهمت في إعادة تشكيل الإنسانيّة والطبيعة الأم والصناعات.. إذ إنّها تجبرنا جميعاً على التراجع وإعادة تحليل سلوكنا. فمنذ عقود ونحن نمارس التبذير والإفراط في الإنتاج والاستهلاك، وكانت آثار ذلك واضحة جداً بتغيّر المناخ وما إلى ذلك. أمّا الآن، فها إنّنا نفكر بشكل جماعيّ أكثر، ونضطر إلى إعادة تقييم احتياجاتنا مقابل طلباتنا. وعلى صناعة الأزياء أن تتأقلم وفقًا لذلك، أي أنّني أودّ أن أرى الأزياء السريعة تجري بعض التغييرات الضخمة قريباً، وإلّا عليها أن تختفي لأنه لم يعد من الممكن الحفاظ على هذه المستويات من الإنتاج بدون إحداث تأثير شديد على كوكبنا.

لكن أتمنّى فقط أن تكون الشركات الصغيرة قادرة على الصمود في هذه الأوقات العصيبة، وأن تتحلّى بالذكاء الكافي لإيجاد طرق جديدة وجريئة للبقاء واستمرار العمل.  

اقرئي أيضاً: Bouchra Ezzahraoui تفصح عن أمنياتها المستقبليّة بينما العالم يصغي إليها...

العلامات: Anum Bashir

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث