مصر توثق حدث انضمامها إلى التقويم العالمي للموضة

 

مقال: جيسي أ. مؤسّسة ومحرّرة منصّة The Jewellery Penthouse​

في حدث تذكاري، أعلنت مصر رسمياً انضمامها للتقويم العالمي للموضة، وذلك بمشاركتها في أكثر أسابيع السنة التي تشهد الفعاليات الأضخم في مجال صناعة الموضة. وتجدر الإشارة إلى أنّ السيدة سوزان ثابت، إحدى خبراء الصناعة وعضو المؤسسة المصرية للأزياء والموضة، قد تزعّمت المبادرة طوال السنوات الخمس الماضية إلى أن ترتّب عليها حصاد النتائج المثمرة في يومنا هذا.

اقرئي أيضاً: 20 اطلالة جينز لهذا الصيف مستوحاة من اسلوب الشوارع

تم استضافة الحدث الرائد في حدائق المتحف الزراعي المصري، والذي شكّل بدوره تجربة مكتملة العناصر للتعرّف على أجمل المواهب الفنية الواعدة التي تمتلكها الدولة، بدءاً من الممشى وصالات العرض ووصولاً إلى قاعة المحاضرات المجهزة بأنظمة الصوت. إلا أن ما يستحق المزيد من الإطراء هو المنظور التعليمي والتفاعلي للمبادرة، حيث أنها تهدف إلى إتاحة الفرصة للحوار المطلوب بشدة بين خبراء الصناعة والمبتدئين فيها، وذلك في محاولة لـ "إلقاء نظرة على الصناعة وبناء صناعة من أجل الغد، أي بناء صناعة حديثة"، وهو الهدف الذي دعمه السيد آدريان روبرتس، المدير الدولي للتعليم في الأكاديمية الإيطالية للأزياء والموضة Accademia Costume & Moda. وقد تمثلت مجموعة الضيوف المتحدثين الذين تم اختيارهم بعناية، في قائمة من الأشخاص الأكثر تأثيراً في مجال صناعة الموضة، في حين استعرضوا كذلك رؤية متعددة الأوجه من حيث خبرات الصناعة. وفي هذا الحدث الذي بموجبه اجتمع الأشخاص الصحيحون في المكان والتوقيت الصحيحين، تمّت إدارة النقاشات والحوارات الأشد تأثيراً، والتي تجلّت في نتائج مستخلصة سيتم عرض لمحة مختصرة عنها في ما يلي.

قام السيد عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لمجلة ذا بيزنس أوف فاشون، بإلقاء محاضرة جذب خلالها انتباه الجمهور، وتناول فيها بالشرح الدوافع خلف الإصدار الجديد باسم "وول ستريت جورنال أوف ذا فاشون اندستري"، وذلك حسبما أوضحت الأستاذة ملك فؤاد، مقدمة حلقات البث الصوتي "ماذا فعلت بعد؟ “What I did next ، كما يلي: "منذ كتابة منشوراتي الأولى في العام 2007، كانت الفكرة المسيطرة عليّ هي أن أغيّر كلياً الطريقة التي تنظر بها صناعة الموضة إلى نفسها والطريقة التي ينظر بها العالم إلى الموضة، ذلك لأن الموضة ليست بصناعة غير ضرورية أو منطوية على جهل. وبالتالي، فإنه قد تم إدراك الرغبة في التعريف بالكثير من الشخصيات غير المسلّط عليهم الضوء ممّن يقودون مسيرة صناعة الموضة، من خلال قائمة الـ 500 شخصية مؤثّرة التي تنشرها مجلة ذا بيزنس أوف فاشون “BoF 500” ، حيث تعرض الرواد الرئيسيين للصناعة بخلاف هؤلاء القائمين بمقار الصناعة في نيويورك وباريس وميلانو ولندن".

اقرئي أيضاً: 10 أحذية رياضيّة لن تستغني عنها هذا الصيف

لقد تجلّت الفكرة المحوريّة للتغيير المشار إليه في المناقشات حول المفهوم المتغيّر للرفاهية، والتي أدارها السيدة ديزيريه بولييه، الرئيسة والتاجرة العالمية الأولى لدى منصة فاليو ريتيل مانجمنت (ذا بيسيستر كوليكشن)، حيث أشارت قائلة " مجرد حملك لحقيبة من العلامة التجارية هيرمس Hermès ليس فعلاً مثالاً على الرفاهية. لقد تحوّل مفهوم الرفاهية في العالم وهو ما يتمثّل في مزيج من الصنعة والأصالة لتقديم شيء حقيقيّ". وممّا لا شكّ فيه أن الأصالة دائماً ما تكون مصحوبة بفكرة الاستفادة من التراث، والتي، حسبما أشار السيد داكي معروف، المؤسس المشارك لعلامة صبري معروف التجارية للمجوهرات: "لا تعني بالضرورة أن تكون مرجعيتك إلى جزء معيّن من الموروث الثقافي، ولكن تراثك هو أنت، تراثك هو أسلافك، هو شيء تضع انت تعريفاً له بناء على ما يعنيه تراثك بالنسبة إليك". لقد أصبح هناك إجماع عام على كون التراث هو أبعد من مجرد "وضع جعران على ظهر فستان"، بحسب قول السيد آدريان روبرتس، ولكنه يعني البحث وترجمة الاكتشاف في هيئة تصميم.

بناءاً على فكرة الوصول بالتراث إلى مستوى عالميّ، أشارت الأستاذة أمينة غالي، المصمّمة الرئيسة لدى علامة عزة فهمي التجارية للمجوهرات، في لمحة سريعة إلى الخيط الرفيع بين الوحي الثقافي والتقليد السافر. وقد أوضحت الأستاذة أمل عوده، مديرة الاتصال لدى دار ميسيكا الشرق الأوسط للمجوهرات، أن التزاوج بين أسلوب التصميم الخاصّ بميسيكا والاحتفاء بالثقافة المصرية القديمة هو ما يميّز الانعكاس الانسيابي للتراث والبصمة الواضحة والمتفردة للدار.

وختاماً، فقد تخطّت فكرة الاستدامة نطاق خبرة كلّ متحدّث وكل موضوع مطروح للنقاش بين مجموعة الضيوف المتحدّثين من حيث وثوق الصلة بالحدث. وقد أعربت الأستاذة مي قاسم، عضو مؤسس في ائتلاف الملابس المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن ضرورة تبنّي ممارسات مستدامة وصديقة للبيئة. وقدّمت ملخصاً فعّالاً لخطة عمل من أجل اقتصاد لا تزال فيه صناعة الملابس المستدامة في طور النشأة، قائلة: "دعونا نحاول ونجرب فقط ونتبع مبدأً بسيطاً وأساسياً، ألا وهو أن نقوم بعمليات شراء أقل، أن نكون مستهلكين واعين، نتفهم المواد التي تدخل في صناعة ملابسنا ومن هو الشخص الذي يصنع ملابسنا". وأشارت الدكتورة جيميما فريمبونج من جامعة نيويورك في أبو ظبي إلى أن الدراسات قد أوضحت أن إدماج محفزات الاستدامة في عملية إطلاق أي مشروع تجاري لصناعة الملابس سوف يضمن تفعيل ذلك التوجه الصناعي بشكل سهل وعملي. ويبدو هذا التوجّه على النقيض من الأسلوب المتبع لدى الشركات التي تعرض شعار الاستدامة كأداة تسويقية جاذبة دون أن تكون مبدأً أصيلاً تأسست عليه.

وأختم مقالي هذا بالقول إن أسبوع الموضة قد رسّخ مكانة مصر ودورها العالميّ في صناعة الموضة، كما أنّ هذا الحدث التذكاري قد شكّل مبادرة إقليميّة جمعت أقطاب الصناعة الأكثر تميزاً ومهّدت الطريق لبيئة جديدة لصناعة الموضة تقف على أعتاب الازدهار.

 

 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث