أتيحت لي مؤخراً فرصة مميّزة للانضمام إلى رحلة استكشافية ساحرة إلى جايبور امتدت على يومين، برفقة Lucia Silvestri، المديرة الإبداعية لدار .Bvlgari ما بدأ كبحث تقني عن مصادر الأحجار الكريمة وتحقيقات ميدانية مع المورّدين، تحوّل سريعاً إلى تجربة وجدانية آسرة.
خلال هذه الرحلة، انكشفت أمامي عقود من الخبرة في كل لحظة، مغزولة بخيوط العلاقات العائلية والقصص الإنسانية التي تكمن خلف كل حجر كريم. لم تكن الجواهر مجرّد أحجار نفيسة، بل إرث نابض بالحياة يروي حكايات أجيال من الحرفيين والشغف العابر للزمن. كانت الرحلة نافذة إلى عالم Lucia Silvestri الخاص، حيث يلتقي الشغف بالجمال مع الاحترام العميق لمدينة جايبور، مهد الأساطير والألوان.
Lucia Silvestri امرأة متعدّدة الجوانب، تماماً كالأحجار الكريمة التي تختارها بعناية، وكالدور الحيوي الذي تؤديه داخل دار Bvlgari . حبّها لجايبور ليس مجرّد إعجاب عابر، بل علاقة عاطفية متجذّرة، تتذكّر قائلة: "كانت رحلتي الأولى إلى جايبور عام 1987 برفقة السيّد Bvlgari، ومنذ تلك اللحظة وقعتُ في حبّ المدينة، طاقتها، وتقاليدها الغنية."
تتابع بابتسامة تعكس شغفاً حقيقياً: "في جايبور، هناك طاقة استثنائية تنبع من الأحجار الكريمة... يمكن الإحساس بها في كلّ زاوية." ومع الأحجار، تنسج Lucia Silvestri علاقة حميمية يصعب وصفها بالكلمات، فهي ترى فيها أكثر من مجرّد عناصر تصميمية. وتشاركني أحد طقوسها الخاصة، قائلة: "أستطيع التحدّث إلى الأحجار الكريمة. لديّ علاقة معها، وعندما يلفتني حجر ما أقول له: "Buongiorno، كيف حالك؟ علاقة روحانية من نوع خاص، حيث يتحوّل كل حجر إلى حكاية حيّة. أشتري الحجر وأرافقه في رحلته الكاملة، من المصدر حتى اكتمال القطعة... فهذه الأحجار هي مصدر إلهامي الأوّل."
لا يقتصر دور Lucia Silvestri على التصميم أو تأمين الأحجار الكريمة فحسب؛ بل تتعدّاه لتكون المرأة التي تقوم بكل شيء في عالم المجوهرات الفاخرة الذي لا يزال يغلب عليه الطابع الذكوري. من الاستيراد إلى التفاوض فالتصميم، تتولّى Lucia المسار بأكمله بشغف وثقة.
تصف عملية البحث عن الأحجار النادرة بأنها "معقّدة جداً، وتتطلّب شهوراً من المفاوضات"، قبل أن يقاطعها Rajeev، أحد مورّديها، بابتسامة مرحة قائلاً: "إنها مفاوضة شرسة"، مستعيداً اللحظة التي اكتشفته فيها المديرة الإبداعية لدار Bvlgari هو وعائلته.
كل مورّد زرناه قدّم لنا تجربة لا تُنسى، لكن كان هناك خيط ناعم يجمعهم جميعاً: دفء التعامل، والتقدير العميق، والاحترام الذي يكنّه كل منهم، مع عائلته، لLucia. لا بصفتها المشترية الرفيعة المستوى فحسب، بل كمرشدة ملهمة ترافقهم بخبرتها وإنسانيتها.
ومن اللافت أنّ كل مورّد كان يستعرض أمامها الأحجار التي يشعر في قرارة نفسه بأنها ستلامس ذوقها الرفيع، مترقّباً ملاحظاتها الدقيقة حول مدى مطابقتها لمعايير Bvlgari في اللون والقطع والشكل.
وبينما كانت Lucia Silvestri تتفحّص الأحجار واحدة تلو الأخرى، اختارت ثلاث قطع ملوّنة بعناية، جمعتها معاً وتأمّلتها قبل أن تقول :" في زيارتي الأولى إلى جايبور، أكثر ما ألهمني كان الألوان. كانت قوية، جريئة، تنبض بالحياة. وقد تعلّمت من السيّد Bvlgari درساً أساسياً: لا تترددي في استخدام الألوان، لكن ابحثي دائماً عن الانسجام."
ومع اختتام رحلتنا التي امتدّت على يومين، غادرت جايبور بشعور عميق بالإلهام من شغف المديرة الإبداعية لدار Bvlgari وتفانيها، وكلماتها التي ما زالت حاضرة في ذهني:"الأحجار الكريمة تدوم إلى الأبد. نحن نستمدّ إبداعنا من سخاء الطبيعة، وبفضلها نبتكر قطعاً خالدة."
بعزيمتها الراسخة، ورؤيتها التي تمزج الحس الفني بالحدس العاطفي، تتجاوز Lucia Silvestri دور مستوردة الأحجار، لتصبح صانعة إرث. فكل قطعة تمرّ بين يديها ليست مجرّد تصميم؛ بل احتفال بالفنّ والثقافة والقصص التي تنبع من عمق تلك الأحجار. في عالمها، الأحجار الكريمة ليست مواد صامتة، بل روايات تنتظر أن تُروى.
اقرئي أيضاً: Bvlgari للمرة الأولى في معرض Watches and Wonders 2025 بساعتين مبتكرتين