أزمات اقتصاديّة وجوع وفقر وغيرها من المشاكل المختلفة الأخرى تبسط جناحها على عدد كبير من الأمم، لا سيّما وعلى أحد أجمل بلدان العالم العربيّ، لبنان. لكن في خطوة ملهمة تظهر عن روح الوحدة في مواجهة كلّ هذه المشاكل، جمعت المصمّمة اللبنانيّة Hala Moawad أكثر من 70 مصمّماً ومصوّراً وفنّاناً تشكيليّاً من جميع أنحاء العالم في معرض خيريّ يتم التبرع بعائداته لجمعيّة "بيت البركة"، وهي منظمة غير حكوميّة محليّة في لبنان ملتزمة بتقديم المساعدة للمجتمعات المهمشة في جميع أنحاء البلاد.
وبالفعل، قدّم مصمّمون بارزون أمثال Jacquemus وJean Paul Gaultier وGiambattista Valli وRabih Kayrouz و Sandra MansourوNoor Fares، قطعاً من تصميمهم للحدث الخيريّ المقبل. وإليك كلّ ما أخبرتنا به Lamia Moawad شقيقة المؤسِّسة في هذا الصدد.
- هلّا أخبرتنا أكثر عن نفسك وعن المشاريع الأخرى التي تعملون عليها حاليّاً إلى جانب معرض 'It's Lebanon's Anarchy that bothers you'؟
تمثّل شقيقتي Hala Mouawad جوهر مشروعنا الخيريّ LAB. حيث أنّها المصمّمة وراء علامة رائعة وفريدة لتصميم السترات اسمها Momma’s Blues ويقضي دوري بمساعدتها على تطوير علامتها. وما حصل أنّ Nikita Dimitriev ممثّلة العلاقات العامة في Momma’s Blues، سألتنا بعد الحجر عمّا سيكون مشروعنا التالي. ولا عجب في سؤالها ذاك لأنّنا شعرنا بالقلق الشديد بشأن الوضع الكارثيّ في لبنان لدرجة أنّنا لم نستطع التفكير في الترويج لأيّ مشروع، كذلك لم يكن ثمة أسبوع أزياء. لذا ارتأينا تنظيم حدث للمساعدة في جمع الأموال للبنان. وإثر ذلك، عيّنت Hala جميع شقيقاتها ومن بينهم أنا لمساعدتها، وعثرت Joy و Myssiaو Nikita على القاعة التي استضافتنا. من هناك، بات لدينا فريق كبير من المتطوعين المتفانين، بعضهم من اللبنانيين، وبعضهم الآخر من الروس أو الفرنسيين ... الذين يعدّون أصدقاءً للبنان. كذلك، لجأنا إلى المساعدة والمشورة من امرأتين رائعتين كانتا في فريق Stars Solidaires، السحب الفرنسيّ الذي جرى عبر الإنترنت وجمع 1.5 مليون لعمال الرعاية الصحيّة في خلال أزمة كورونا.
- لماذا اخترتم التعاون مع "بيت البركة" وهل ثمة أيّ خطط للعمل مع منظمات غير حكوميّة أخرى؟
حينما قررنا تنظيم حدث لمساعدة لبنان، شرعنا في البحث عن منظمة غير حكوميّة للتعاون معها وبدت "بيت البركة" خياراً مناسباً جداً. حيث وضعنا أنفسنا موضع غير اللبنانيين، لأنّنا علمنا أنّ هذا سيكون حال معظم متبرّعينا، ولأنّنا رمينا أيضاً إلى استهداف الجنسيّات الصديقة للبنان. خصوصاً أنّ اللبنانيين أنفسهم منغمسون بالفعل في مشاكلهم الخاصّة. ووجدنا جمعيّة "بيت البركة" مناسبة لنا لأنّها منظمة "2.0"، بمعنى أنّه لديها حساب نشط على إنستجرام، وموقع على الإنترنت، ومديرتها مايا إبراهيم شاه التي التقيت بها شخصيّاً الأسبوع الماضي امرأة رائعة ومحبوبة جداً. هذا فضلاً عن الشفافيّة في حسابات الجمعيّة ومشاريعها، فهذه كلّها معايير مهمّة جداً، خصوصاً من أجل جمع الأموال عبر الإنترنت. كذلك، أحببنا "الإدارة الدقيقة" الذين يتميّزون بها، وشخصيّاً أفضّل أن أسمّيها "المساعدة الدقيقة": حيث أنّهم يذهبون إلى منزل الناس ويتحقّقون من ثلاجتهم، أو يذهب الناس إلى "سوبر ماركت بيت البركة" المليء بالخضروات التي تزرعها الجمعية وغيرها من البضائع التي يشترونها أو يتم التبرع بها. وعندما قابلت مايا، ذهبت إلى المبنى وأدركت كم أنّها مشغولة: إذ رأيت أشخاصاً بحاجة إلى السلع الأساسيّة، وغيرهم أرادوا أطعمة أخرى. ولمحت امرأة بحاجة إلى استبدال جهاز السمع لابنها، والكثير من "الفقراء الجدد"، وأعني بهذا المصطلح الأشخاص الذين يملكون شهادات ووظائف إنّما براتب لم يعد يسمح لهم بإعالة أسرهم بسبب التضخم الحالي للّيرة اللبنانيّة وارتفاع الأسعار. وبصراحة، كان من المفجع جداً رؤية ذلك المشهد. والأمر نفسه ينطبق على الفريق النشط والمتفاني في بيت البركة. وفي الوقت الحالي، لديهم مشروع زراعيّ كبير قيد التطوير سيسمح لهم بالزراعة لإنتاج المزيد من الغذاء. وطبعاً ستُستخدم الأموال التي تم جمعها بواسطة مشروع LAB للمساعدة في تمويل هذا المشروع الزراعيّ.
- كيف يمكن للأشخاص الذين يعيشون في الخارج أن يساعدوا ويكونوا جزءًا من هذه المبادرة؟
يمكن للأشخاص في الخارج المشاركة في سحب Tombola من خلال شراء تذاكر على موقع
www.lab-tombola.com. كذلك، يمكنهم إجراء عمليات شراء مباشرة لجميع القطع التي تساوي قيمتها 3000 دولار أمريكي وما فوق. وأخيراً، يمكنهم تقديم تبرعات مباشرة من خلال موقعنا على الإنترنت أو بيت البركة.
فضلاً عن ذلك، نحن نفكر أيضاً في إقامة نسخة ثانية من مشروع LAB في نيويورك.
- كيف تلقّى المتعاونون من Jacquemus إلى Rabih Kayrouz وغيرهم نهج سير العمل وكيف جرى التنظيم؟
أظهر جميع الفنانين عن كرم كبير وسعادة غامرة لتقديم المساعدة. إذ أدركنا أنّ لبنان يتمتّع بمكانة خاصّة في قلوب الناس وأسعدنا أن نلمس ذلك الأمر. ونظراً إلى أنّ Hala منخرطة جيداً في عالم الفنّ والإبداع، لذا فإنّ معظم الفنانين والمصمّمين الذين تواصلنا معهم كانوا معارف شخصيّة.
ونحن محظوظون لأنّ الصحافة أشادت بالمشروع وتلقّينا أصداءً إيجابيّة في المعرض يوم 3 يوليو، لذا كان الفنّانون بدورهم سعداء.
- إذا أردت توجيه رسالة متفائلة ونصيحة للشعب اللبناني، فماذا سيكون مضمونها؟
رسالتي إلى اللبنانيين: كونوا أقوياء ومبدعين مثلما أنتم دائماً، لا بل أكثر بعد. ولأصحاب القدرات، حاولوا تطوير المنتجات والصناعات المحليّة. وختاماً، ابقوا متّحدين مثلما كنتم طوال الثورة. إذ يمكن أن تتغيّر الأوضاع إذا عاد الجميع إلى الشارع مرة أخرى. واعلموا بأنّنا نحرسكم بقلوبنا.