Panthère de Cartier رمز أيقوني افتخرت به الدار على مرّ السنين

عندما أقول Panthère من المستحيل ألّا أربط هذا الحيوان فوراً بدار Cartier بما أنّه بات رمزها الأيقوني منذ العام 1914. ولا عجب من أنّ العلاقة ما بين دور المجوهرات الفاخرة والحيوانات لطالما كانت متينة على مرّ العصور، بما أنّ هذه الأخيرة دائماً ما اختيرت لرمزيّتها القيّمة ومعانيها التي تعكس من دون أيّ شكّ الرسائل التي تودّ هذه الدور أن تنقلها إلى العالم. وإن أردنا التمعّن أكثر في رمزيّة هذا النمر الأسود، نجد أنّه كناية خفيّة عن الشجاعة والبسالة والجمال والإحسان والتّحدي والقوّة الأنثويّة ومعنى العبور من مكان إلى آخر. وأعتقد أنّها صفات غالباً ما تتميّز بها المرأة العربيّة بالفطرة والتي برأيي ستشعر بها مضاعفةً في كلّ مرّة تزيّنت بها بالحلى.

فكيف بدأت قصّة هذا النمر الأسطوريّة إذاً؟ دعيني أطلعك في ما يلي على نبذة من تاريخه الاستثنائيّ الذي ما زال حيّاً حتّى اليوم. لطالما كانت المرأة أسمى مصادر الإلهام في مختلف المجالات وعلى مرّ السنوات وكان لها الفضل في شقّ طرق النجاح والتمّيز، وما من شيء يختلف هنا... فسرعان ما أذهلت صانعة المجوهرات ومصمّمة الأزياء البلجيكيّة الفرنسيّة Jeanne Toussaint مؤسّس الدار Louis Cartier وألهمته بفضل ذوقها الرفيع وأسلوبها المتقن وشخصيّتها الجريئة، فضلاً عن إطلالتها الجذّابة التي لفتت كبار مصمّمي الأزياء. ويُقال أنّها في إحدى المرّات كانت ترتدي معطفاً طويلاً مصنوعاً بالكامل من فرو النمر ومنذ ذلك الحين أصبح لقبها Dame à la Panthère. وكان Louis قد اختار رمز Panthère تكريماً لـ Toussaint التي أثرت فيه بشكل واسع فبات يناديها Ma Petite Panthère. وأودّ الإشارة هنا إلى أنّه قد كلّف الرسّام التوضيحي الفرنسي George Barbier برسم لوحة لامرأة تقف إلى جانب نمر وكان من المقرّر أن يُطبع هذا العمل الفنّي على بطاقة دعوة رسميّة لمعرض للساعات الفاخرة.

وقد تحوّل Panthère من شكله التجريديّ إلى تجسيد تصويريّ عندما ظهر محاطاً بأشجار السرو، على علبة قدّمها Louis إلى Toussaint عام 1917. فجعلت من هذا الحيوان توقيعها الخاصّ. وسرعان ما عيّنها مديرة إبداعيّة لقسم المجوهرات الفاخرة في العام 1933، وتركت بصمة كبيرة في تاريخ الدار المعاصر والإبداعي وإرثاً ضخماً وراءها في عالم المجوهرات الحديث وقدّمت مفهوماً جديداً لفنّ العيش الجميل وألهمت كلّ من حولها وما زالت تلهمنا حتّى اليوم. وقد تمّ وصف الحقبة التي تولّت إدارتها من أكثر الحقبات شهرةً وأكثرها مبيعاً في تاريخ الدار.

ولا بدّ لي من أن أعود بالذاكرة إلى أوّل سوار Panthère الذي صمّم خصّيصاً لدوقة Windsor آنذاك Wallis Simpson، وكان مصنوعاً من الأونيكس والألماس، وقد بيع في مزاد Sotheby في لندن بسعر قدره 7.3 مليون دولار ليكسر بذلك الأرقام القياسيّة لأثمن سوار يُباع في مزاد على الإطلاق. بل أصبح حتّى أثمن قطعة مجوهرات تُباع لدار Cartier في أيّ مزاد.

وتواصل اليوم مجموعة Panthère de Cartier نموّها عبر السنين وتتجسّد في تصاميم وإبداعات مذهلة من قلائد وأساور وساعات، منحوتة جميعها نحتاً جميلاً ومفصّلة تفصيلاً دقيقاً لتعانق بشرتك بمرونتها الملحوظة التي تحاكي حركة الحيوان Panthère، فضلاً عن أنّها تتمتّع بخصائص تقنيّة ومغناطيسيّة. أمّا المواد المستخدمة في عمليّة التصنيع فتختلف بين الذهب الأصفر والذهب الوردي والألماس والفولاذ والأونيكس، وأحجار الزمرّد والتسافوريت التي تتميّز بها عيون النمر، لتناسب ذوقك مهما اختلف حسب المناسبات التي تودّين حضورها.

وبالتطرّق أكثر إلى تفاصيل التصميم، نشير إلى أسلوب النحت والمرونة الفائقة التي تنتج عنه والتي لا شكّ في أنّها كانت من أبرز التّحديات التي واجهها حرفيّو الدار على مستوى الدقّة والمهارة والبراعة من ناحية تقطيع الأحجار وتصميمها ورصفها.

أمّا القطعة الأساسيّة في المجموعة فتعود إلى سوار Panthère Head Bangle. وإرضاءً لمزاجك، تأتي هذه الأساور بـ6 أشكال مختلفة ويمكنك التزيّن بواحدة بمفردها أو تكديسها مع بعضها البعض. وهي مصنوعة إمّا من الذهب الأصفر بالكامل أو الوردي بالكامل عيار 18 قيراطاً مع الأونيكس وحبّات التسافوريت، أو مرصّعة بـ184 حبّة ألماس بأسلوب قطع brilliant-cut، أو الأونيكس والزمرّد و313 حبّة ألماس بأسلوب قطع brilliant-cut. لذا اختاري ما يحلو لك من ألوان ومن أسلوب رصف الألماس سواء على رأس النمر في الأعلى فقط أو من الأسفل أيضاً. كما يمكنك أن تحفري عليها من الخلف رسالة معيّنة أو الأحرف الأولى من اسمك أو اسم آخر أو حتّى تاريخ معيّن تحبّين تذكّره طوال العمر بما أنّها قطعة يمكن توارثها من جيل إلى آخر. وكذلك الأمر بالنسبة إلى علبتها الحمراء الشهيرة، فتستعطين تخصيصها بالطبع كما أنّ طلبك سُيحفر عليها باللون الذهبي.

ونذكر من المجموعة نفسها أيضاً Panthère Necklace المصنوع من الذهب الأبيض والزمرّد والأونيكس والألماس، وقد يأتي أيضاً مصنوعاً من الذهب الأصفر وطلاء الورنيش وأحجار التسافوريت والأونيكس. كما يأتي العقدان على شكل سوارين Panthère Bracelet وخاتمين Panthère Ring مصمّمين من المواد نفسها.

أمّا بالانتقال إلى ساعات Panthère de Cartier التي تُعدّ واحدة من أكثر تصاميم الدار تميّزًاً إذ يمكن اعتبارها قطعة مجوهرات بحدّ ذاتها، فهي مصنوعة من الذهب ومرصّعة بالألماس والأحجار الكريمة. وباتت أساسيّة لكلّ امرأة تريد لفت الأنظار بجاذبيّتها وقوّتها وجرأتها فتزيد إطلالتها تألّقاً ورقيّاً. وقد أخذت اسمها من سوار Panthère، كما أنّها تتسّم أيضاً بمرونة ملحوظة تذكّر بحركة النمر فائقة المرونة. ومنذ أن تمّ إصدارها في العام 1983، لاقت استحساناً كبيراً لدى الرجال والنساء معاً وما زال الطلب متزايداً عليها اليوم مع كلّ تصميم جديد. إذ طوّرت الدار تصاميمها الرمزيّة وجدّدت مهاراتها في 4 إبداعات جديدة تتجسّد في 4 أقراص ملونّة ومختلفة وتعمل جميعها بآليّة كوارتز. لذا سأعدد في ما يلي خصائص الإصدارات الأربعة الجديدة: الأولى مصنوعة من الذهب الأصفر بالكامل أمّا التاج فمصقول بحجر الياقوت. والثانيّة مصنوعة من الفولاذ، والتاج مصقول بحجر الإسبينل الصناعي الأزرق، أمّا المينا فتأتي بألوان متدرّجة من اللون الأسود إلى الرمادي. والثالثة مصنوعة من الفولاذ أيضاً إنّما الإطار الخارجي مرصّع بـ36 حبّة ألماس بأسلوب قطع brilliant-cut، أمّا التاج فمصقول أيضاً بحجر الإسبينل الصناعي الأزرق. والرابعة مصنوعة من الذهب الوردي بالكامل وألوان المينا تتراوح بين تدرّجات البنفسجي الذهبي والبنيّ.

 

العلامات: كارتييه Cartier

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث