Free Wardrobes: قصة ارتباطنا بملابسنا وأغراضنا الشخصية

الإعداد: Emanuela Mirabelli

التصوير: Pierre & Florent

ما الذي يجعل بعض الملابس مميزة؟ إنها تلك القطع التي تبدو وكأنها امتداد لأنفسنا، وتساعد في بناء قصتنا الطبقة تلو الأخرى. فيحتفي مصوّران موهوبان بهذا الارتباط القوي بيننا وبين ملابسنا من خلال رموز بصرية تعكس جوهرنا.

في صور تتحدى المفهوم التقليدي للملابس، تبرز شخصيات شاهقة، جزء منها بشري وجزء فنّي، يبلغ طولها حوالى 3 أمتار، تشبه كائنات من الأساطير الحديثة. تُقارن هذه الصور بتلك القطع التاريخية من القرن التاسع عشر التي كانت تُلبَس تحت التنانير لتعطيها شكلاً منتفخاً، لكن هنا، بدلاً من التنانير، نجد طبقات جريئة وكبيرة الحجم من الملابس والإكسسوارات التي يقف عليها الأشخاص بكلّ فخر. يذكرنا هذا المفهوم بعمل Venus of the Rags الفنّي بتوقيع Michelangelo Pistoletto منذ أكثر من 50 عاماً، وهو يشير إلى أن ممتلكاتنا يمكن أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من هويتنا، فيما يشبه جلدًا ثانيًا لنا.

إن ارتباطنا بملابسنا وأغراضنا الشخصية معقّد ومتعدّد الأوجه ويمسّ قضايا تتراوح من النزعة الاستهلاكية إلى التأثير البيئي. ومع ذلك، يسلّط المصوّران Pierre وFlorent الضوء على القيمة العاطفية والمعنوية لهذه العناصر. وبالتالي فإن مشروعهما المسمى بـ Mémoire habillé (ذاكرة الملابس) يرمي إلى أن يختار المشاركون قطع مهمّة وقيّمة من خزانة ملابسهم وانتقاء مكان له دلالة خاصّة بالنسبة إليهم، ممّا يخلق سردًا بصريًا يمتدّ الى مراحل مختلفة من تجارب كل منهم ويحفر عميقاً في ذاكرتهم. لا تعمل هذه الطبقات كشكل من أشكال التعبير فحسب، بل أيضًا كقشرة واقية، فيقول المصوّران: "إنّها أشبه بالدرع الذي يحميهم من العالم ويمكّنهم من مواجهة الواقع، وقد سلّطنا الضوء على هذه القوة من خلال مشروعنا الذي عزّز تجربة الأشخاص أكثر." ويضيفان: "يملأ الناس حياتهم بالأغراض أيضًا كحماية ضد مرور الوقت والفراغ ولترك آثر لهم". يتضمّن هذا المشروع صور لأقارب المصوّرَين وأصدقائهم بالإضافة إلى الغرباء. من جدّ Pierre أحد المصوّرين، البالغ من العمر 90 عامًا، والذي اختار أغراضه في نصف ساعة ورأى حياته كلها أمام عينيه من جديد، وصولاً إلى طالبة تبلغ من العمر 17 عامًا، فخورة بمعاطفها الـ37. الملابس والمقتنيات هي بمثابة حليف لنا ولكن في بعض الأحيان يكون لها القدرة على السيطرة علينا فنصبح معتمدين عليها ومفتونين بها. يحمل مشروع Mémoire habillée الكثير من الدلالات وقد وُلِد بالصدفة من رغبة عفوية في خوض التجربة بحرية: فقد دُعِيَ المصوّران للمساهمة في مجلةFauxQ وتقديم عمل حول موضوع الجنّة. قرّرا تصوير صديقتهما الفنانة Ai، في مكان هادئ ونقيّ وهي جزيرة في اليابان. وبالمقابل، أرادا أيضاً تصويرها في بناء Pagoda ياباني تقليدي، حيث قاما بتغطيتها تمامًا بملابسها وأوشحتها ولحافها ووسادتها، فشكّلت هيكلاً هرمياً يظهر منه فقط رأسها. وهذا ما دفع المصوّرين لتكرار هذه الفكرة وتحسينها، وهكذا بدأ مشروع Mémoire Habillée الذي يظهر أشخاصاً يرتدون ملابسهم التي تحمل في طيّاتها كلّ تاريخهم.

يعمل المصوّران Pierre و Florent المقيمان في باريس في مجال الموضة وسرد القصص الشخصية منذ 14 عاماً تماماً كما في مشروعهما Mémoire habillée. وقد فازت إحدى الصور من المشروع في فئة "البشر" على منصة Life Framer التي تكتشف التصوير الفوتوغرافي المعاصر وتشاركه وتعرضه. ونُشر العمل ككتاب كما سيُعرض في مهرجان Les Rencontres de la Photographie فيArles بين 1 إلى 14 يوليو، وفي La cour cachée ضمن معرض Porte B. 

اقرئي ايضًا:سحر وجمال وأناقة... صفات عنونت عرض أزياء رامي قاضي من قلب صحراء العلا!

اقرئي ايضًا:تجارب متنوعة تقدمها Golden Goose بمناسبة افتتاحها Haus

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث