نورة فتيح: " من الرائع أن يشعر الأطفال أنّهم جزءاً من الصورة الأكبر من حيث الاهتمام بالأرض"

لطالما شجّعها والداها على القراءة خلال نشأتها. وكانت المطالعة جزءاً مهماً من روتينها اليوميّ ولا سيّما قبل النوم، حيث كانت نورة فتيح تحصل على 4 كتب جديدة في كلّ عطلة نهاية أسبوع كهديّة من والدَيها. فجعلتها المطالعة منذ سنّ مبكرة تندهش بعالم الكلمات والكتابة فعلمت أنّها طريقة لتعبّر فيها عن نفسها وعن أفكارها. ومالبثت في سنّ الـ12عاماً أن بدأت بجمع القصاصات لتضعها معاً فتبتكر مجلّاتها الخاصّة وتضع فيها قصصاً متنوّعة. فكانت تتخيّل نفسها في حينها صحافيّة وامرأة أعمال تتّخذ القرارات المهمّة في الشركة. وهكذا بدأت قصّة نورة فتيح مع الكتابة ! فانضمّي إلينا في ما يلي لنتعرّف أكثر على الكاتبة السعوديّة وسفيرة جامعة عفت فيما نناقش آخر أعمالها!

التصوير: Sulafa Sami Kurdi

1. شاركت في كتاب "نساء ملهمات" الذي يجمع عدداً من القصص الملهمة من نساء من مختلف التخصّصات والثقافات حول العالم. هلاّ أخبرتنا أكثر عن جوهر هذا الكتاب وكيفيّة محاكاته النساء السعوديات؟

يشكّل كتاب "نساء ملهمات" مشروعاً مشتركاً مع شركة المتحدّثين في الإمارات MENA Speakers وقد ساهمت وشاركت في كتابته. وأردت المشاركة في هذا العمل لأوصل قصّتي كأمّ وأكون مصدر إلهام للنساء في كافّة أنحاء العالم. فمنذ طفولتي وأنا أحلم أن أكون فاعلة خير، وسمح لي هذا الكتاب أن أشارك تجربتي من أجل مساعدة النساء وإلهامهنّ ودعمهنّ، وهذا برأيي يُعتبر عمل خير أيضاً.

2. في كتابك "آدم والعملاق" تعزّزين ارتباط الأطفال بالبيئة. فيما شهد العالم عودة إلى الطبيعة وصحوة لأهميّة خيراتها بعد جائحة كورونا، كيف تقرأين أهميّة زرع بزور الإستدامة في أطفالنا في الخليج العربي وما هو دور كتب المطالعة مثل "آدم والعملاق" والمناهج المدرسيّة في ذلك؟

"آدم والعملاق" هي قصّة كتبتها للأطفال للتوعية حول أهميّة البيئة منذ سنّ مبكرة. فمن الرائع أن يشعر الأطفال أنّهم جزءاً من الصورة الأكبر من حيث الاهتمام بالأرض. وفي كتابي هذا، أشرح للأطفال ما هو التلوّث والاحتباس الحراري وكيف يرتبطان ببعضهما البعض. وممّا لا شكّ فيه أنّ أثر الاحتباس الحراري على الأرض كان هائلاً في السنوات الأخيرة الماضية، وفي ظلّ انتشار وباء كورونا، ارتأيت أنّ تثقيف الأطفال حول هذا الموضوع أمر مهمّ جداً لأنّنا في النهاية نرتبط جميعنا بالأرض وببعضنا البعض. 

3. ما القواعد والإرشادات الشخصيّة التي تأخذينها في عين الإعتبار في كلّ مرة تعملين فيها على كتاب معيّن ويجعل من هذا العمل يحمل بصمتك؟

كَوني مؤلّفة كتب أطفال وشاركت في تأليف كتاب يلهم النساء، أنا أضع كل ما أشعر به على الورقة وأشاركه مع قرّائي، فالصدق هو الأساس لأتمكّن من الوصول إلى الجمهور. فما ينبع من القلب سيصل حتماً إلى القلب!

4. بين الكتابة للأطفال والتوجّه للنساء، أين تجدين نفسك أكثر؟

أنا داعمة للبيئة والأطفال والنساء والرجال والشباب وكلّ ما يخدم مصلحة العالم. وما أحبّ فعله هو أن ألهم الناس وأكون منتجة.

5. كيف يمكن للفنّ عموماً والكتابة خصوصاً برأيك أن تبني جسوراً بين المجتمعات المختلفة؟

أؤمن فعلاً أنّ فنّ الكتابة والفنّ بشكل عام وبكافّة مستوياته وأشكاله يبني جسوراً بين الشعوب والمجتمعات والثقافات، وهذا يؤدّي إلى ظهور الإبداع كما يضيف المزيد من الألوان إلى عالمنا. يتيح الفنّ أيضاً للناس أن يتشاركوا قصصهم ويعبّروا عن فرادتهم وعن مواهبهم. فالتطوّر والنموّ في الحياة أمران مهمّان جداً، فطالما قلبنا ينبض بالحياة، هناك دائماً مجال للتقدّم والتحسّن بكلّ الطرق الممكنة.

6. بصفتك سفيرة جامعة عفت، ما هي دروس الحياة التي تودّين مشاركتها مع الشابات السعوديّات اليوم في ظلّ الأوضاع التي استجدّت مؤخراً؟

نصيحتي للفتيات والنساء هي أن يقمنَ دائماً بخطوات صغيرة في كلّ تجربة جديدة يبدأنها، سواء كان عملاً جديداً أو مسيرة مهنيّة جديدة... وبخاصة عندما تبدأ المرأة بشيء جديد في الحياة، التمهّل يتيح المزيد من الاستدامة والنتائج طويلة الأمد، وهذا ما يريده الجميع برأيي. كما أنّني أؤمن بأنّ الوقت لا يفوت أبداً للوصول إلى أهدافنا وتحقيق شغفنا أو حتى لإيجاد أنفسنا ومواهبنا وطاقاتنا. لقد غيّر الوباء توجّهات الكثير من الأشخاص وقد شكّل نقطة تحوّل أدّت إلى ظهور إبداعات كثيرة ومواهب جديدة.

7. كيف تساهمين من موقعك ككاتبة سعوديّة في تحقيق رؤية 2030 ؟

بصفتي كاتبة ومتحدّثة ملهمة، أنا مع رؤية 2030 في بلدي الحبيب المملكة العربية السعودية وأتمنّى أن أكون دائماً إضافة منتجة وبنّاءة ومكسباً لمجتمعي قدر الإمكان.

إقرئي أيضاً: "رسائل من بيروت" من الشارقة إلى البندقيّة والعالم

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث