كيف نتشارك السعادة اليوم؟

فيما عرضنا معك في مقالٍ سابقٍ الإيجابيّات التي يُمكن إستخراجها من صلب القلق والتّحديّات التي نعيشها خلال فترة الحجر المنزلي، سنتطرّق فيما يلي إلى موضوع السعادة. في الليلة السابقة لبداية الحجر، فيما كانت حياتنا تضجّ بالمناسبات الإجتماعيّة واللّقاءات مع الأصدقاء، كان نمط الحياة سريعاً جدّاً لدرجة أنّه في بعض الأحيان لم يكن لدينا الوقت للتّفكير بنوعيّة السعادة التي نعيشها.

أمّا اليوم، في حين يمكن للكآبة أن تعترينا جرّاء ملازمتنا المنزل وبُعدنا عن الآخرين الذي يُضيفون البهجة إلى حياتنا. أضحيْنا في بحثٍ مستمرّ عن سعادة افتقدناها. لطالما سمعنا أنّ الإنسان الذي لا يمكن أن يكون سعيداً بوحدته، لا يُمكن أن يكون سعيداُ حتّى بوجود الآخرين بحيْث تكون سعادته زائفة لأنّ السعادة هي شعور ينبع من داخل الإنسان وليْس من ظروف خارجيّة. يبدو من خلال ما يحصل اليوم أنّه الوقت الأنسب لفهم هذه العبارة. وهنا أهميّة تعلّم أن نفرَح أوّلاً مع أنفسنا قبل الإتّكال على الآخرين.

ففيما يمكنك اغتنام هذا الوقت لإعادة توطيد علاقتك بأسرتك والتّركيز على أهدافك وحياتك المستقبليّة بعد هذه الأزمة ما يُمكن أن يُشعرك بالسّعادة إلاّ أنّه من المعروف أنّ السعادة هي الشيء الوحيد الذي يتضاعف عندما نتشاركه. فبالرغم من كوْن السعادة شعور داخليّ إلاّ أنّ ما سيُضاعفها اليوم هو الوقوف مع الآخرين حتّى لو من بعيد. فبيْنما أنت مع عائلتك، يُمكن أن يكون هناك أشخاص آخرين في محيطك يشعرون بالوحدة لبُعدهم عن أهلهم أو مسنّين يقطنون بمفردهم. فاحرصي على الإطمئنان عليْهم وعلى التّأكيد لهم أنّك بجانبهم إن احتاجوا لأيّ شيء. كذلك، هناك أشخاص كثيرون يُواجهون الخطر في الخطوط الأماميّة مثل الأطّباء والممرّضات والصيادلة وعناصرحفظ الأمن والعاملين في قطاع الغذاء، فمن الواجب إظهار الإمتنان لهؤلاء الأشخاص الذين يُعرّضون أنفسهم للخطر كي يحموننا ويعالجوننا ويسهّلون حياتنا. كذلك هناك الكثير من الحملات التي تقام اليوم حوْل العالم لمساعدة الأشخاص الذين هم بحاجة ليد تسندهم أو لدعم الطّاقم الطّبي والمستشفيات عموماً في الظّروف الإستثنائيّة الحاليّة. فدعم حملات كهذه يعود عليْنا بالفرحة كما يُعزّز من تضامن البشريّة بأسرها ضدّ العدوّ المشترك الذي يهدّدنا.

إقرئي أيضاً: أعيدي قراءة حياتك!

العلامات: Share hapiness

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث