قصة نجاح الدكتورة أمل المالكي

الدكتورة أمل المالكي باحثة قطرية وتربوية ومتحّدثة عامة ومفكّرة في الشؤون الاجتماعية ورائدة في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. وهي العميدة المؤسِّسة لكليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر. وقد أطلقت في العام 2020 بودكاست Women of the Middle East  بوصفه أول سردية نسوية تنتجها باحثة قطرية. فيما احتفينا خلال هذا الشهر بيوم المرأة العالمي، نتعرّف عن قرب إلى قصة نجاحها الملهمة!

"نعم، لقد قمت بذلك. اليوم الذي أدركت فيه أنّني لست بحاجة لتقليص نفسي إلى هوية واحدة، أو لعب دور واحد، أو التركيز على جانب واحد من كياني - أطلقت سراح نفسي. كوني امرأة كان في صميم هويتي، ولكنه لفترة طويلة لعب دورًا معطِّلاً في تطوّري. كوني امرأة يعني أنّني كنت على دراية منذ صغري بالقيود - الخطوط الحمراء التي لا يمكنني تجاوزها، الأحلام والطموحات التي لا يُسمح لي بتحقيقها. لكن كان لديّ أحلام بأن أصبح كاتبة تكشف الظلم الذي تواجهه النساء، وأحلام بالسفر حول العالم لسرد قصص النساء من منطقتي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والصور النمطية عن النساء العربيات والمسلمات في الغرب.

اكتشفت تقاطع القمع مبكرًا في حياتي، عندما أدركت أن تقاطع جنسيتي مع كوني امرأة يمكن أن يكون امتيازًا في سياق واحد، وأن يضعني في وضع خاسر في سياقات أخرى؛ كوني شابة يجعلني استثناءً في سياق واحد، وهدفا للتحرّش في سياقات أخرى؛ وكوني امرأة مسلمة يجعلني مصدر إعجاب للبعض وصورة نمطية محمّلة بالدونية والعنصرية للآخرين.

يمكنني القول بأمان إنّ حياتي حتى الآن كانت اكتشافاً للطبقات المتعدّدة لهويتي وكيف أنّ بعضها ينسجم وبعضها يتصادم. بحثت عن نسخة كاملة منّي في صفحات الروايات التي قرأتها وغمرت نفسي في دراسات النسوية في العالم الثالث والتعدديّة الثقافية وسياسة الهوية، وكلّها أصبحت مجالات شغفي ومهارتي. انتقلت من كوني أوّل عضو هيئة تدريس قطرية في المدينة التعليمية في 2005، إلى أوّل عميدة قطرية في 2017. أصبحت أماً في الثلاثينيات بينما كنت أبني مسيرتي كأكاديمية وباحثة، ونشرت كتبًا، وشاركت في محاضرات حول العالم. أسّست معالم تعليمية، معهداً وكلية، أطلقت درجات علمية فريدة، أحدها برنامج ماجستير في دراسات المرأة.

ثم ظهرت طبقة أخرى بعد سنوات من الكبت، وهي الناشطة داخلي. أضافت الناشطة داخلي الحاجة إلى إحداث التأثير في كل ما أفعله؛ أصبحت أمًا أفضل بكوني القدوة، كتبت وألقيت المحاضرات حول المساواة بين الجنسين، وانضممت إلى شبكات ومنظمات نسوية. يُقال لنا إنّنا نحتاج 134 سنة لسد الفجوة وتحقيق المساواة بين الجنسين في العالم. ومع ذلك، تمكّنت من الوصول إلى ذلك في كليتي في أقل من 8 سنوات. أصبحت كليتي في عام 2023 مثالاً رائدًا في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة "المساواة بين الجنسين". وصل توازن النسبة بين الجنسين بين أعضاء هيئة التدريس والموظفين إلى 50/50. وضعت الكلية سياسات داخلية لضمان المساواة في الأجور، والمشاركة المتساوية في صنع القرار، وبناء بيئة عمل صديقة للنساء، وطبّقت سياسة ضد التحرش وتدريبات على الإبلاغ عنه ومنعه.

المساواة بين الجنسين ليست شعارًا بالنسبة لي، إنّها حقيقة يمكن تكرارها. ولأنّني "فعلتها" مرة يمكنني فعلها مجددًا".

إقرئي أيضاً: الدكتورة المهندسة سعاد الشامسي: " إذا أنا استطعت فأيّ امراة تستطيع "

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث