الرقص السعودي النسائي المتمثل في حركة لفح الشعر

الحركة السعوديّة

لم يطرأ في بالي يوماَ مفهوم الحركة، فكرت سريعاً أن أكتب عن شيء لطالما تساءلت عنه، ولكنّي لم أجد الوقت والمصادر الموثوقة للبحث علمياً. وكعادتي سألجأ إلى نظرتي الفنيّة أو نظريّتي الفكريّة في استنباط أصول الأشياء والحاجة اليها، بسؤال لماذا؟ وكيف؟ فيتبادر في ذهني من هذه الأسئلة إجابات يتمّ تحليلها... فهل هو تحليل منطقي أم لا؟

الإعداد: Abdullah Alkhorayef

الرقص السعودي. كان أوّل ما فكّرت به، خصوصاً الرقص النسائي متمثلاً في حركة لفح الشعر. هي حركة غريبة جداً وجميلة وملهمة، ما هو مصدرها؟ لسنوات فكّرتُ في حركات هذه الرقصة، فيها رقيّ وخفّة وحياء ومرح، وغنج وفرح وابتهاج. فكيف تكوّنت هذه المعادلة؟

عام ٢٠٢٤ كان عام الإنتاج الأدائي والاهتمام بالفنون الأدائيّة السعوديّة، التراثيّة أو الحديثة، في اعتقادي بدأ يتبلور متمثلا بأوّل اوبرا سعودية (زرقاء اليمامة). غريبة هي المصادفات التي ارتبطت بالرقص والأداء هذا العام في استلهام الأفكار، بدأت بالنسبة لي مع المصمّمة ريم الكنهل. حيث استلهمت مجموعتها الجديدة من رقصه العرضة الرجاليّة. في نفس الوقت إحدى فنانات الإقامة الفنية في جاكس، عملها الفني هو أزياء استعراضيّة مستوحاة من العرضة أيضاً، وكذلك في دورة فنيّة أخذتها في معهد مسك للفنون، للمشروع النهائي لإخراج معرض فني. بلا استثناء وبالمصادفة جميع الأربع مجموعات أعطت فكرة تتعلّق بالرقصات السعودية، سواء كفكرة عامّة او أحد الأعمال المشاركة! في مجموعتنا كانت رقصة السامري للفنانة السعودية ضياء الهلالي.

ولكن ما هي النتيجة والهدف من كلّ ما سبق؟ فكّرت في توسيع معنى الحركة عن نطاق الرقص، الحركة في الرياضة أيضاً. وكما قالوا قديماً (الحركة بركة)، كذلك ينصح المختصين إن أحسسنا بالملل أو الاكتئاب أن نبدأ بعمل أي شيء، مثل التنظيف او المشي، للشعور بالإنجاز.

بجانبي في مساحة مسند في حيّ جاكس (الجدار الملاصق!) معرض اسمه (حركة!!!) للفنانين خالد عفيف، راشد الشعشعي ومعاذ العوفي، هدفه إبراز أنّ الفنّ ديناميكي ومتحرّك. فتحت مداركي هذه الكلمة إلى استخدامات كلمة حركة، تذكرتُ الحركات الفكريّة والحركات السياسية، وحركات التشكيل في اللغة!

التشكيل في اللغة يُعطي الكلمة معناها، وهكذا وصلت إلى معنى قد يكون نقطة ثانية للبحث، أنّ الحركات توضح المعاني، حركات اليدين في الكلام لتوضيح المقصد، حركات الجسد في التعبير، رقص التعبير الحركي والأدائي. من هذا المنطق، معروف أنّ حركات العرضة السعودية هي تمثيل المعارك، خصوصاً أنّ السيف حاضر فيها. ومن هذا المنطق أيضاً اعتقد أنّ الرقصة النسائية التي ذكرت أعلاه هي تعبير حركي عن الحركات اليومية للمرأة السعودية قديماً. فلو تخيّلنا شكل المرأة السعودية قديماً أو اليوم وهي تبخّر شعرها الأسود الطويل بالعود، ستجمع الشعر من الجهة اليمنى وبيدها المدخنة في اليد اليمنى واليد اليسرى تحفظ الشعر من الاحتراق و تفرقه ليتخلّل خصلاتها الكثيفة، و لأنّ يديها منشغلتان، لا حلّ لتبخير جهة الرأس اليسرى إلاّ باللفحة السريعة إلى الجهة الأخرى! وهكذا! تشكّلت الحركة! .....

قد نتكلّم في مقالات أخرى بالتفصيل عن سائر الحركات الإيماءات. ولكن أعتقد أنّ الحركة الثقافية المتفجّرة حالياً في المملكة قد تولّد حركة أو حركات أيضاً فنيّة، اجتماعيّة أو فكريّة تسمّى بالحركة السعودية والتي ستكون بلا شكّ لها معالم وعناصر بارزة، مميّزة وواضحة، تضيف للإرث العالمي، ولم لا فكما قلنا في الحركة بركة... 

إقرئي أيضاً: مشاريع الرؤية السعودية والعقد الفريد

 

 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث