اكتشاف الذات وتطويرها مع عايشة رمضان

اكتشاف الذات وتطويرها ليس بالأمر السهل، بل إنّه مسيرة تتخلّلها العقبات والمطبّات وألعاب الفكر أو الـMind Games التي قد تخلط الواقع بالخيال في علاقتنا بذاتنا والآخرين، فتضع لمسيرتنا عوائق وهميّة. فما هي قوّة أفكارنا في مواجهة هذه الألعاب والتغلّب عليها؟ كيف ندرك أهميّة وعينا الذاتي وكيفيّة تعزيز الأنماط والأفكار المتناغمة مع قيمنا؟ ويساعدنا إدراكنا لمدى قدرة أفكارنا على التأثير على مشاعرنا وسلوكياتنا وكلّ تفاصيل واقعنا في إعادة رسم طريقة تفكيرنا والتحكّم بطاقتنا، وبالتالي تخطّي ألعاب الفكر. وفي هذا التحقيق نغوص في هذا العالم!

 

التصوير: Maximilian Gower

التنسيق في الموقع: Sarah Rasheed

الإنتاج: Melisa Laory

الموقع: LY-LA

بدأت Aiisha Ramadan مسيرتها المهنية منذ 20 سنة تقريباً، اكتسبت خلالها خبرة وإدراكاً شمولياً في عالم ريادة الأعمال والإعلام وتصميم الأزياء. فحصدت خلال تلك المرحلة مجموعة من الجوائز والألقاب المرموقة بعد تحقيقها نجاح على المستوى العربي والعالمي. فاقترن اسمها بالتميّز والدقة والإبداع في أهمّ المناسبات الرسمية والاحتفالية التي صمّمت فيهم أزياء لشخصيات مرموقة ومشاهير عالميّين. لكن بالرغم من هذه الإنجازات وعالم الشهرة والأضواء، إلاّ أنّها في داخلها كانت مدركة أنّ كلّ هذا هو عبارة عن تمهيد فقط لرحلة لا متناهية ستسعى من خلالها لتحقيق رسالتها في الحياة بشكل أعمق. وفي هذا الإطار قرّرت التعمّق أكثر في العالم الداخلي للفرد ونفسه البشرية. وبعد سنوات من الدراسة والاختبار الشخصي للتقنيات والأساليب النفسية والشفائية، تمكّنت من ابتكار خلطتها الخاصة التي تجمع بين شغفها للريادة والتصميم الإبداعي ورغبتها الصادقة والأكبر في إرشاد الأفراد وتمكين من احتراف تفرّدهم والارتقاء بجودة حياتهم في سبيل استشعار بهجة التوسع الحقيقي من خلال تصميم جلسات وألعاب سيكولوجية ورحلات دقيقة ومتفرّدة وفعّالة. وفي ما يلي نغوص معها في هذا العالم!

نبدأ حوارنا بسؤال Aiisha كمدرّبة وعي كيف تصف قوّة أفكارنا ودورها في التغلّب على "ألعاب الفكر "mind games من أجل تحقيق خيرنا الأعظم؟ فتجيبنا: تلعب أفكارنا دوراً جذرياً وكبيراً في خلق واقعنا المادي وتشكيله، لهذا من الضروري أن نستفيد من هذه الملكة في تخطي ألعاب العقل من خلال:

  • فهمنا العميق وإدراكنا لمدى قدرة أفكارنا على التأثير على مشاعرنا وسلوكياتنا وكلّ تفاصيل واقعنا. فجودة أفكارنا وعقليتنا تحدّد جودة حياتنا ونظرتنا لنفسنا وللآخرين والعالم.

  • مراقبة أفكارنا وقناعاتنا السلبية عن نفسنا والعلاقات والثراء والحياة بشكل عام ومناقشتها والتأكّد من مدى صلاحياتها.

  • إدراك أهميّة الوعي الذاتي وتعلّم أساليب وتقنيات نفسية دقيقة تمكّننا من تحديد الأنماط الفكرية التي تبنيناها. وفقط وعينا بهذه الأخيرة سيساعدنا بشكل كبير على تحديد ما لا يخدم رسالتنا ورحلتنا الأرضية والتحرّر منه وبالمقابل تعزيز الأنماط والأفكار المتناغمة مع قيمنا والوجهة التي نرغب في الوصول اليها".

ونتابع بسؤالها عن الألعاب السيكولوجية التي تعتمدها في علاجاتها وتأثيرها على النساء المشاركات، فتشرح لنا: " الألعاب السيكولوجية هي ألعاب صمّمتها بشكل دقيق وعميق وبسيط وهي واحدة من أهمّ وأقوى الأساليب التي إستعملها في الجلسات التي أقدّمها بشكل فرديّ وخاص للأشخاص الذين يريدون أن يبدأوا رحلة عميقة للارتقاء بجودة حياتهم بشكل عمليّ سواء عن طريق:

  • التعرف عمّا يعيق تقدّمهم في الحياة،

  • الاتصال بالطفل الداخلي والتعامل مع صدماتهم النفسية بشكل سليم ومتّزن،

  • شفاء علاقاتهم العاطفية والارتقاء بها الى مستوى أعمق،

  • اكتشاف شغفهم ورسالتهم بالحياة واحتراف تفرّدهم مهنياً ومالياً".

من خلال هذه الألعاب السيكولوجية ترشد Aiisha الفرد إلى خوض رحلة عميقة ومرحة في عالمه الداخلي ليصل إلى جذور كلّ ما يعيق تقدّمه في الحياة. فتقدّم له الإرشادات والتوجيهات الدقيقة المتناغمة مع تفرّده التي إذا طبّقها واتّبعها يحدث نقلة نوعية في مختلف جوانب حياته.

اكتشاف الشغف والذات ليس بالأمر السهل إلاّ أنّها تساعد النساء على ذلك من خلال جلساتها، فما هو الدرس الأهمّ الذي عليهنّ معرفته لتجنّب المصاعب في هذه المسيرة؟ تجيبنا: "على مرّ العصور تمت برمجتنا بشكل كبير على السعي للعمل بمهن محدّدة والعيش بالأساليب نفسها حتى لو اختلفت ظاهرياً، وتقييم نجاحنا بالمعايير نفسها حتى لو اختلفت ظروف كلّ فرد منّا... فيما ساعدنا ذلك ببعض الأمور إلاّ أنّه أعاق تقدمنا بشكل كبير نفسياً ومهنياً ومالياً ويمكن تفسير هذا بارتفاع نسبة الأمراض والبطالة والفقر والطلاق. كلّ شخص بيننا لديه بصمة عين وبصمة إصبع خاصة فيه، لقد خلقنا الله متفرّدين وميّز كلّ واحد منّا عن الآخر فكرياً ونفسياً وجسدياً، وقد أنعم الله على كلّ واحد بيننا بصفات ومواهب وقيم ورسالة حياة وقدرات مميزة ومختلفة عن الباقين. إذا اكتشفنا كنوزنا الداخلية وتفرّدنا الخاص واحترافه من خلال اتباع منهجية واستراتيجية دقيقة متناغمة معنا سنتمكّن من الارتقاء بجودة حياتنا واختبار بهجة التفرّد والتوسع بكل جوانب حياتنا". وتتابع: " لذلك في خضم كلّ النسخ المكرّرة التي نراها في كلّ جوانب الحياة اليوم، على الفرد أن يسعى لاكتشاف تفردّه البشري والسعي لاحترافه للتمكّن من التميّز وتقديم أفضل وأقوى ما لديه من قيم وخدمات ومنتجات لنفع البشرية ودعم بعضنا البعض. والمرأة اليوم مطالبة أكثر بالسعي للتعمّق بعالمها الداخلي واكتشاف كنوزها الداخلية، فهي رحم الكون، ونصف المجتمع، هي التي تلد وتشارك في تربية النصف الآخر وأجيال المستقبل. إذا أدركت المرأة ما انعم الله عليها من نعم وهدايا كونية لا تقدّر بثمن وتعرّفت على ما يميّزها عن الأخريات ستتمكّن من تخطّي كلّ التحديات بيسر وسلام وإحداث نهضة في مجتمعاتنا. إذا احترفت تفرّدها النفسي والفكري والجسدي، واكتشفت رسالتها المتفرّدة بالحياة... سيرتقي المجتمع بأكمله، نساءً ورجالاً، بجودة حياته وسيتمكّن من استشعار بهجة الثراء والتوسّع الحقيقي المتناغم مع تفرّد كلّ واحد بيننا".

ونختتم بسؤالها عن أهميّة "اللعب" والمرح والحوار مع الطفل الداخلي في هذه المسيرة، وتقول: "‎اللعب والاستمتاع والحوار مع الطفل الداخلي هي جوانب جوهرية في النمو الشخصي والشفاء"

  • ‎أوّلاً: لأنّه يمكن أن يكون اللعب والاستمتاع وسيلة فعّالة للتحرّر العاطفي. فيسمح هذا الأمر للطفل الداخلي بالتعبير عن العواطف والمشاعر المكبوتة مثل البهجة والعفويّة والإبداع، والتي قد تمّ تجاهلها أو قمعها عندما كبرنا، كما أنّه يفَعل لدينا الإبداع والابتكار الذي يسمح لنا بإيجاد حلول جذرية لتحديّاتنا اليومية.

  • ثانياً: تجاربنا في مرحلة الطفولة تشكّل معتقداتنا وسلوكياتنا. من خلال الحوار السليم مع الطفل الداخلي، يمكننا التعامل مع الجروح أو الصدمات التي اختبرناها في الماضي والتي تعيق تقدّمنا بالحياة وتقديم الحب والسلام لأجزائنا الأصغر في العمر. تساهم هذه العملية في بناء أساس أقوى لتحسين التقدير الذاتي والقيمة الذاتية.

  • ‎ثالثا: التفاعل مع الطفل الداخلي يسمح لنا بأن نصبح أكثر وعيًا بأنماط تفكيرنا ومعتقداتنا والمثيرات العاطفية التي قد تنبع من تجارب الطفولة. يساعدنا الحوار مع الطفل الداخلي على تحديد وتحويل أي معتقدات تقييدية أو أنماط سلبية قد تؤثر على عقليتنا وسلوكياتنا".

 

 

 

العلامات: الصحة النفسية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث