Ingie Chalhoub: " لديّ رؤية طموحة وتوسّعية للمستقبل "

 

لعبت Ingie Chalhoub، مؤسّسة شركة Etoile Group ورئيستها، دوراً بارزاً في نموّ قطاع الأزياء الفاخرة وتجارة التجزئة في الشرق الأوسط والخليج العربي طوال العقود الأربعة الماضية! وفيما تحتفي الشركة بالذكرى الأربعين لتأسيسها، تابعينا في هذا الحوار الشيّق مع Ingie!

1. عندما تنظرين إلى هذه الرحلة التي خضتها، ما هي أكثر اللحظات التي تفتخرين بها؟

منذ أربعين عاماً، بنينا في Etoile Group جسراً بين الشرق والغرب مع افتتاح أول متجر لدار Chanel في المنطقة، وما زلنا نتمتّع بالروح الرياديّة نفسها. ونواصل اليوم التعاون مع أبرز العلامات التجارية في مجال الأزياء الفاخرة في الخليج العربي والمشرق العربي، ومنها Chanel و Valentino و Etro و Aquazzura و Ralph Lauren و Tod’s و Yamamay و Hogan، إلى جانب إدارة متجرنا متعدّد العلامات التجارية Etoile La Boutique. لقد كان هذا العام بارزاً بشكل خاص، حيث حقّقنا نمواً هائلاً من خلال توسيع مجموعتنا وضمّ علامات تجارية جديدة، وإطلاق خمسة متاجر في مواقع جديدة وقديمة، بالإضافة إلى الاستثمار في التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا لتعزيز تواجدنا عبر قنوات متعدّدة. ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى الدور الهائل الذي لعبه إخلاص عملائنا وثقتهم ودعمهم في نجاحنا. فلم يشكّل ذوقهم الرفيع والتزامهم بالجودة نموّنا كمجموعة فحسب، بل ألهمنا أيضاً للبحث دائماً عن طرق للابتكار والتميّز.

كما أنّني أفتخر كثيراً بافتتاح Etoile La Boutique عام 2005. وكان المتجر الفاخر متعدّد العلامات التجارية الأول من نوعه في المنطقة، ونحن ملتزمون منذ البداية باستقدام العلامات التجارية العالمية الحصرية لعملائنا ودعم أفضل المصمّمين والعلامات التجارية المحليّة. احتفلنا ببداية جديدة للعلامة التجارية مع افتتاح متجرنا الجديد في مول الإمارات في وقت سابق من هذا العام، وقدّمنا تشكيلة فاخرة تتضمن مجموعات وتصاميم حصرية - بما في ذلك بعض أبرز التعاونات مثل Roksanda x FILA و Hervé Léger x Law Roach و Hudson Jeans x Zoe Costello. واليوم، تطور متجر Etoile La Boutique كوجهة تضمّ 60 علامة تجارية، 40 منها حصرية للمنطقة، كما يشمل أيضاً أكثر من 35 مصمماً متخصصاً في الموضة المستدامة.

منذ انطلاق Etoile Group، كنّا دائماً حريصين على التعاون مع العلامات التجارية والأفراد الذين يشاركوننا التزامنا بالابتكار، ويقدّروان التصميم والحرفية والجماليات جداً.

وأفتخر أيضاً بتكوين فريق موهوب يتمتّع بثقافة تشجّع على النمو والتعلّم، بالإضافة إلى حس أخلاقي رفيع. هذا هو الخيط الذي يربطنا عبر شراكاتنا مع المصادر والمورّدين، واحترامنا للبيئة ونهجنا المستدام للنمو.

2. ما رأيك بتطوّر قطاع السلع الفاخرة وكيف ساهمت Etoile Group في ذلك؟

شهد قطاع الأزياء الفاخرة وتجارة التجزئة تحولاً ملحوظاً على مرّ السنين. فكانت رحلة من الاندماج الثقافي والابتكار وتشكيل الهوية، ممّا أدّى في النهاية إلى بيئة أكثر تنوعاً وتطوراً وشمولاً، تكرّم تقاليدنا من جهة وترحّب بالحداثة من جهة أخرى.

وهذا دليل على تأثير المنطقة المتزايد في ساحة الموضة العالمية، بالإضافة إلى قدرتها على الريادة في مجال الاتجاهات والصيحات العالميّة، ويشرّفني أنّ Etoile Group استطاعت أن تكون جزءاً من هذا النمو والتطوّر من خلال تقديم منتجات عالمية رفيعة المستوى في المنطقة وتمهيد الطريق لاعتناق الأزياء الفاخرة بطريقة متجددة تتوافق مع تراثنا الثقافي الغني ومع الموضة العالمية في الوقت نفسه.

وقد شهد عالم اليوم أيضاً تحولاً نحو الاستدامة ولاسيما أن العملاء أصبحوا يدركون أكثر فأكثر الآثار البيئية والأخلاقية لخياراتهم في الموضة، وبخاصّة الجيل Z الذي يشكّل ثلث مستهلكي السلع الفاخرة وصولاً للعام 2030، إلى جانب جيل ألفا. ويجب أن نعمل معاً في الصناعة لإيجاد طرق أكثر مسؤولية ووعياً لممارسة الأعمال، ولهذا السبب نعطي الأولويّة لتعزيز ممارسات الاستدامة أكثر فأكثر في Etoile Group وللعمل مع الشركاء والموردين الذين يتبعون نهجاً مماثلاً لنحرص على الحدّ من التأثير البيئي للصناعة.

إقرئي أيضاً: Emtithal Mahmoud: " جميعنا جزء من العالم نفسه"

3. هلّا تخبرينا أكثر عن الخطط الإستراتيجية التي تعتمدها Etoile Group لتطوير الأعمال؟

لدينا طموحات كبيرة للعام 2024. ومع 60 مشروعاً قيد التنفيذ، نخطط لمضاعفة إيراداتنا على مدى السنوات الخمس المقبلة. سيكون هذا النمو مدعوماً بافتتاح متاجر جديدة وتوسيع الفريق والاستثمار في منصّات التجارة الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، سيستمرّ التعاون مع المصمّمين المحليّين والعالميّين كجزء أساسي من استراتيجيتنا. وقد كشفنا أيضاً عن أكبر مجموعة رمضانيّة حصريّة في Etoile La Boutique في يناير 2024، ممّا يسلّط الضوء على شغفنا بتقديم قطع فريدة وحصرية لزبوناتنا.

كما أنّنا ملتزمون بإقامة شراكات مستدامة مع المنظمات ذات النهج المماثل، ولهذا السبب تعاونّا مع معهد FAD للأزياء الفاخرة والأناقة، ممّا يشكّل خطوة مهمة في جهودنا المستمرة لرعاية الجيل الجديد من المواهب الإبداعية وتمكين المصمّمين والفنّانين الناشئين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تُعتبر هذه الشراكة بمثابة شهادة على رؤيتنا المتمثلة في تعزيز بيئة حيويّة وديناميكيّة حيث يمكن للمبدعين الشباب أن يزدهروا ويحصلوا على التوجيه وعلى موارد وفرص قيّمة. هذه أيضاً خطوة استراتيجية تتماشى مع أهدافنا طويلة المدى المتمثلة بدعم تجارة التجزئة الديناميكيّة في المنطقة والارتقاء بها.

4. ما هي الخطط المستقبلية للعلامة التجارية فيما يتعلّق بالاستدامة؟

تكمن الاستدامة في جوهر أعمالنا وقد أصبح عملاؤنا أكثر وعياً تجاه البيئة فيدركون تأثير خياراتهم على الكوكب، وبخاصة أبناء الأجيال الشابة الذين يتمتّعون بوعيٍ بيئيّ كبير. ونحن في Etoile Group ندرك الفهم العميق والمعرفة التي يكتسبها عملاؤنا تجاه هذه المسألة، لذلك فقد ركّزنا كثيراً على الممارسات المستدامة للعلامات التجارية التي نتعامل معها ونطرحها في متاجرنا وسنواصل فعل ذلك فى المستقبل.

فنعطي الأفضليّة مثلاً للعلامات التي تؤمّن موادها من الشركاء والموردين الذي يلتزمون بقوانين Fashion Pact، وهي مبادرة عالمية أطلقت عام 2019 وتهدف إلى الحدّ من التأثير البيئي لصناعة الموضة. سنواصل العمل أيضاً مع الشركاء الذين يتبنّون نهج الاستدامة من خلال مبادرات قيّمة مثل مشروع Valentino Vintage. فقد أُطلقت هذه المبادرة في العام 2022 وهي تتيح للمستهلكين إعادة قطعهم الأصلية القديمة إلى متاجر العلامة في سبع مدن حول العالم والحصول على رصيد بالمقابل لاستخدامه في متاجر مختارة. كما وضعت شريكتنا التجارية Chanel أهدافاً للتحوّل إلى الكهرباء المتجدّدة بنسبة 100٪ في عملياتها الخاصة بحلول العام 2025، بالإضافة إلى تقليل بصمتها الكربونية بنسبة 50% وخفض الانبعاثات الناتجة عن سلسلة القيمة الخاصة بها بنسبة 40٪ بحلول العام 2030.

5. ما هي التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية وكيف تغلّبت عليها؟

كان أحد أبرز التحديات منذ تأسيس Etoile Group هو استقدام العلامات التجارية العالمية الفاخرة إلى السوق الإقليمية، حيث كان هناك تردّد حول استعداد المنطقة لاستقبال هذا النوع من العلامات التجارية. لقد تغلّبنا على ذلك من خلال إقامة شراكات استراتيجية مستندة إلى أبحاث سوق مفصّلة ومعلومات سلّطت الضوء على الإمكانات غير المستغلّة وقاعدة المستهلكين المتطوّرة في المنطقة. ولم يساعد هذا النهج فقط في اكتساب ثقة هذه العلامات التجارية العالمية، بل عزّز أيضاً قدرتنا على تخصيص منتجاتها لتتوافق مع تفضيلات المستهلكين المحليّين مع الحفاظ على جوهرها.

وبينما استطعنا التغلّب على تحديات كثيرة على مرّ السنين، يبرز تحدٍ آخر وهو طريقة تعاملنا مع الأمور وتغييرها بعد جائحة كورونا والحفاظ على أداء قوي على الرغم من تأثيراتها الكبيرة وتبعاتها لصناعة التجارة بالتجزئة.

كما أنّ إصرارنا وتركيزنا على التميّز في مواكبة معايير الفخامة العالمية بالتماشي مع الأذواق الإقليمية قد أتى بثماره، ولا تمثّل رحلتنا فقط قدرات مجموعتنا ولكنّها ساعدت أيضاً في إثراء ساحة الأزياء الفاخرة وتجارة التجزئة في المنطقة. إنها شهادة على إيماننا بأنه من خلال الاستراتيجية الصحيحة والفهم والاحترام لكلّ من المعايير العالمية والتفاصيل المحليّة، يمكن تحويل التحديات إلى فرص هائلة. وقد كان دعم عملائنا وقدرتهم على التكيف عاملاً أساسياً فساعدنا على التطوّر المستمرّ على مر السنين، ممّا سمح لنا في النهاية بأن نحسّن استراتيجياتنا وعروضنا. وقد دفعتنا ثقتهم الجماعية للتقدّم في قطاع تجارة التجزئة والأزياء الفاخرة في المنطقة.

إقرئي أيضاً: Yes I did مع Nayla Alkhaja

6. ما هي رؤيتك للمستقبل؟

لديّ رؤية طموحة وتوسّعية للمستقبل وترتكز على توسيع نطاق Etoile Gtoup خارج أسواقنا الحالية في جميع أنحاء المنطقة. فنحن ندرس التوسّع بشكل استراتيجيّ في مناطق جديدة، وربما استكشاف الأسواق خارج منطقتنا أيضاً. لا يقتصر هذا التوسّع على تعزيز بصمتنا فحسب؛ إذ يتعلّق الأمر أيضاً بتقديم مزيجنا الفريد في تجربة التسوّق الفاخر، والتي تجمع بين الاتجاهات العالمية والأذواق المحليّة، إلى جمهور أوسع. وآمل أيضاً أن أستمرّ في تنمية شركة Etoile Group لتشكّل مركزاً إقليمياً للفخامة يحتفل بالمواهب والإبداع والحرفية المحليّة في كل سوق ندخله ويساهم في تمكينها.

كما أنّ شراكاتنا القويّة قد لعبت دائماً دوراً محورياً في نجاحنا، لذا تتضمّن رؤيتي أيضاً تعزيز علاقاتنا الحالية إلى جانب إقامة شراكات جديدة مع الأطراف الرئيسة في الصناعة الإقليمية. وفي المستقبل، سنسعى إلى التعاون أكثر مع العلامات التجارية العالمية بالإضافة إلى الحرفيّين والمبتكرين المحليّين فيما نواصل مزج معايير الرفاهية العالمية مع اللمسات الإقليمية وتنويع مجموعتنا لجمهورنا المتزايد من أصحاب الذوق الرفيع.

7. استناداً إلى رحلتك الشخصيّة، ما هي نصيحتك لروّاد الأعمال الشباب؟

من المهم جدًا أن يؤمنوا بأنفسهم ويثقوا بحدسهم ويتبعوا شغفهم دائماً. كما أنّ ثقتهم بمهاراتك وقدرتهم على تحقيق أهدافهم أمر أساسيّ وسيسمح للآخرين أن يؤمنوا بقدرتهم أيضاً. كما لا بدّ من الحفاظ على نظرة إيجابية إلى جانب التحلّي بالجرأة الكافية للمخاطرة واغتنام الفرص وتحقيق نجاحات جديدة.

يتميّز سوق الأزياء الفاخرة وتجارة التجزئة في هذه المنطقة بالحيويّة والديناميكيّة، ولا بدّ من أن أكون وجميع روّاد الأعمال الشباب متحمّسين لمستقبل هذه الصناعة. ولا شكّ في أنّ جيل الشباب وعشّاق الموضة سيقدّمون أفكاراً وابتكارات وتجارب جديدة، وأعتقد أن الأشخاص الذين يتطلّعون إلى دخول هذا السوق المتطوّر يجب أن يستفيدوا من هذه الفرصة ليكونوا في الريادة خلال هذه الرحلة المشوّقة.

8. ما هو الإرث الذي ترغبين في تركه لهذا العالم؟

يتمحور الإرث الذي أطمح إلى تركه حول تمكين الجيل القادم من المواهب المحلية. فلطالما أردتُ إنشاء منصّات وفرص حيث يمكن للمصمّمين الناشئين ومحترفي التجارة بالتجزئة أن يزدهروا، وأنا أؤمن برعاية أصحاب المواهب وتزويدهم بالتوجيه والموارد الذي يحتاجون إليها للمساعدة في تحقيق طموحاتهم.

أعتقد أنه من الضروري تعزيز بيئة يتم فيها تشجيع الإبداع والاحتفاء بالابتكار والمجازفة. ومن خلال دعم المواهب الشابة، فإننا لا نشكّل مستقبل الأزياء الفاخرة وتجارة التجزئة فحسب، بل نساهم أيضاً في ثقافة مجتمعاتنا ونموّها الاقتصادي. هذا هو الإرث الذي أريد أن أتركه ورائي - إرث تمكين وابتكار وأثر دائم.

لقد دفعتنا أذواق عملائنا واحتياجاتهم المتطوّرة دائماً إلى الابتكار والتكيف المستمرّ، لذلك من المهم أيضاً الاعتراف بأنّهم مشاركون فعّالون في تشكيل مستقبل هذه الصناعة. ذلك بالإضافة إلى دعمهم المستمرّ على مر السنين والذي كان عاملاً أساسياً في تمكيننا وإلهام الجيل القادم، ممّا يجعل من عملائنا أطرافاً رئيسة ومشاركة في الإرث الذي آمل وEtoile Group بناءه.

إقرئي أيضاً: الدكتورة المهندسة سعاد الشامسي: " إذا أنا استطعت فأيّ امراة تستطيع "

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث