Eng Maryam Albalooshi: " نحن محظوظون بوطن لم يبخل علينا بأيّ شي ووضعنا على الخارطة العالميّة"

أنا فخورة ببلادي وبلادي فخورة بي!

من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون مروراً بالسياسة والدبلوماسيّة والرياضة... لطالما أبهرتنا نساء الإمارات بتألّقهنّ في مجالات عدّة. فكنّ ركناً أساسيّاً للتطوّر الذي شهدته بلادهنّ حيث شاركنَ في نموّ مجتمعتهّنّ ولم يتردّدنَ بأخذ الخطوة الأولى في مجالات جديدة ليفتحنَ الباب لتميّز وريادة أخريات. هكذا هنّ نساء الإمارات رائدات يتّسمن بالشجاعة ولا يفوّتنَ جهداً لتمكين أخواتهنّ في الوطن فيرسمنَ مستقبله سويّاً. ومع إطلاق رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تهدف الى تشكيل رؤية جديدة وخطّة عمل وطنيّة للسنوات القادمة وتعتبر بمثابة برنامج تنمويّ متكامل من الجانب الاجتماعي مروراً بذلك الاقتصادي والاستثماري وصولاً إلى التنميّة العامّة، سيبرز أكثر وأكثر دور المرأة في تنمية مجتمعها واقتصاد بلادها. وفيما نحتفل باليوم الوطني الإماراتي، لنتعرّف إلى رائدات إماراتيّات من مجالات مختلفة صقلنَ بجهودهنّ وعملهنّ وإبداعهنّ تطوّر هذه المجالات، فنحتفي معهنّ بماضي هذه الدولة التي أبهرتنا بإنجازاتها وحاضرها ومستقبلها! وفي ما يلي مقابلتنا مع المهندسة مريم علي البلوشي.

Eng Maryam Albalooshi: " نحن محظوظون بوطن لم يبخل علينا بأيّ شي ووضعنا على الخارطة العالميّة"

التصوير: Maximilian Gower

تبرع المهندسة مريم علي البلوشي في مجالات عدّة سواء في العلوم أو الأدب أو الفنّ. فهي مؤسّسة تخصّص البيئة في الطيران المدني في الإمارات منذ عام 2006 كما أنّها رئيسة مفاوضي ملف تغيّر المناخ للدولة لقطاع الطيران المدني. وبالإضافة إلى أدوارها العالميّة هي أيضاً كاتبة ومؤلّفة وفنّانة تتميّز بخطّها العربي الفريد الذي بدأته في طفولتها ثمّ طوّرته ليصبح أداة لينقل رسائل وقصص ذات مغزى ومعنى، بدأت هذا التغير تحديداً في عام 2015 لتكون أعماله الفنية التي تقدّمها ذات أسلوب متفرّد يعكس شخصيتها. واليوم وبعد سنوات من العمل والممارسة، والتجربة والتمرس تستطيع أن تعرّف عن نفسها بأنّها " الكاتبة الفنانة المهندسة"، تأصلاً بالأشياء في ذاتها والتي أحببتها قبلاً، فتعتز كثيراً بكونها كاتبة تكتب في الحياة، والخط ّوالبيئة وتغيّر المناخ، ومجالات كثيرة تلامس الواقع والحياة. وفيما جعلتها الكتابة تجمع بين كلّ تخصصاتها وتبدع فيها، تكمّل هذه الإختصاصات بعضها لتخرج أفضل مالديها.

البداية ستأتي بإنجازات كبيرة

فيما كانت المهندسة مريم البلوشي تعمل في مجال البترول، طُلِبَ منها أن تنتقل لعالم الطيران الذي لم تكن تفقه فيه شيئاً، فأدركت تماماً أنّ مشواراً جديداً من التعلّم سيبدأ وخبرة جديدة ستتولّد لديها. وتؤكّد: "لم يكن قراراً سهلاً ولم أعيي يومها أنّي سأبدأ تخصصاً جديداً في الدولة، وأنّ البداية تلك ستأتي بانجازات كبيرة ولله الحمد".

فأحبّت التّخصص وعالم الطيران الذي اكتشفت من خلاله قدرات كبيرة بداخلها مؤسسةً تخصّص البيئة في الطيران المدني في الإمارات عام 2006.وبصفتها رئيسة مفاوضي ملف تغيّر المناخ للدولة لقطاع الطيران المدني، نسأل البلوشي عن التغيّرات والتقدّم الحاصل في هذا الملّف على صعيد دولة الإمارات. وتقول: "اليوم دولة الإمارات تقف في الريادة في ملف تغيّر المناخ، وفوز الدولة باستضافة مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقيّة تغيّر المناخ COP28 في عام 2023 يدلّ على ثقة المجتمع الدولي بقيادة الدولة وامكانياتها لإحداث الفرق. اليوم ملف المناخ يأتي على رأس اولويات الدولة وفي كل قطاع له استراتيجية وخطط، حتى في قطاع الطيران .الإمارات من الدول التي لعبت دورا كبيرا في تغيير الكثير من القوانين والقرارات التي تخدم الملف والنمو الاقتصادي للطيران والطاقة بصفة عامة. نحن مستمرون في الانتاج وفي عمليات الطيران وفي الوقت ذاته نستمثر في أفضل التكنولوجيا والبنية التحتيّة التي تقلّل من آثار تبعات التغيّر المناخي.

الكتابة متنفّسي وعالمي الخاص

وبالإنتقال إلى عالم الكتابة والفنّ نسأل البلوشي عن كيفيّة تعبيرها عن ذاتها من خلال أعمالها وارتباطها بالمجتمع الإماراتي. وتقول: "الكتابة متنفّسي وعالمي الخاص الذي أطلق فيه العنان لكلّ شيء أمرّ به، ويعتليني. مؤلّفاتي تطرّقت للكثير من المواضيع والجوانب الإجتماعية والانسانيّة التي عشتها أو سمعتها أو عاشها من حولي، كما تطرّقت لأسفاري وحياتي وتجاربي التي ولله الحمد أثّرت في الكثيرين. المواضيع ترتبط بالحياة بشكل عام ولا تقتصر على بيئة معيّنة أو مكان". وبالنسبة لفنّها، تضيف: " أحاول أن أركز على انتاج قصص ورسائل من خلال حروفي وتصاميمي، وقد تأثرت بالمثقفين الاماراتيين والفنانين وقصصهم التي ألهمتني لأن أبدأ في دراسة حالة خاصة من فنّي وأدبي لأخرج بشخصية وصفة جديدة تخلتف عن الآخرين".

وفيما رافقها شغف الخطّ العربي في طفولتها وحوّلته لاحقاً من هواية إلى احترافية حتّى بعد ابتعادها عنه في فترة دراستها الجامعيّة. نسأل المهندسة متى اتّخذت القرار بالتكرّس فعلياّ لهذا الشغف وبخلق خطّ فريد خاصّ بها؟ فتجيبنا: "في عام 2009 عدت للخط، وكان القرار بألاّ أتركه، فبدأت مرحلة جديدة من التعلّم والتدريب، وفي عام 2018 كان الاختيار والقرار بأن أبدأ خطاً جديداً يشمل روح الكاتبة والأعمال الفنية. فبدأت بالانتاج الذي يحتضن القصص ومفاهيم جديدة، مثل عملي مع فان كليف وبي ام دبليو، أفلاك سلطان الذي عرض مؤخراَ ضمن ملتقى الشارقة للخط العربي، واعمال خاصة لي ستعرض بالمستقبل بأذن الله". وقد قامت البلوشي بالعديد من التعاونات مع علامات عالميّة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر تعاونها مع علامة فان كليف في محاكاة بين تصميم عالم المجوهرات والخط العربي، فكانت أوّل فنانة عربية تدخل عالمهم وتتحاور معهم.

المستقبل يخبّئ للإمارات كلّ خير

وعن المشاريع المستقبليّة التي ترغب بتكريس وقتها لها تشير إلى: "عدد من الأعمال التي تحمل مفاهيم جديدة وقصص أتمنّى أن تخرج وتلامس مجتمعي والفنّ العالمي، وأن يكون الخط العربي بوابة جديدة لأعمال تخرج عن المألوف. كما وأنّني أتمنّى أن أعرض مجموعة خاصة بطريقة متفرّدة لم يسبقني لها أي فنان في مجال الخط العربي ، وهذا تحدّي بذاته، الفكرة شبه متبلورة لدي وسأعمل عليها بتركيز أكبر في الفترة القادمة". وتتابع: "وعنّي بصفة خاصة كفنّانة بالخط العربي، اليوم تقع علي مسؤولية إيصال رسائل وقيم من خلال الأعمال التي أقدمها، لم يكن المشوار سهلا، بل مكللا بالكثير من الصعوبات والتعلم والتدريب، والتضحية بالوقت الخاص من أجل التمرس في هوايتي والوصول للاحترافية".

وبناءً على خبرتها الفريدة، تشارك أربع دروس حياة مع الشابات الإماراتيّات كالتالي:

"التعلّم المستمرّ سمة واضحة.

التّحدي والخروج عن المألوف.

الهويّة والأصالة الراسخة فيما يقدّمن.

الحفاظ على الماضي والموروث. الصبر وعدم الاستعجال ."

وفيما تعتقد أنّ المستقبل يخبّئ للإمارات كلّ خير، وكلّ تميّز وتفرّد بأيدي أبنائها البارّين، توجّه هذه الرسالة لأبناء وبنات وطنك بمناسبة العيد الوطني وتختتم: "الوطن أمانة، ورسالة وهوية، الوطن لا يستحق إلاّ كلّ غال وثمين، ونحن محظوظون بوطن لم يبخل علينا بأيّ شي، وضعنا على الخارطة العالمية، نُحترم ونَحترم الكلّ. سنبقى "عيال زايد" الذين يتركون بصمة الحب والتسامح والتواضع في كلّ مكان. المحافظة على قيمنا وهويّتنا أمانة حملناها من جيل المؤسسين يجب المحافظة عليها، الإماراتي ذو علم وثقافة وخلق وقيم يجب ألاّ يحيد عنها حتى نمثّل وطننا خير تمثيل". 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث