Ameni Esseibi: " لن أحقّق أهدافي وأتقدّم في الحياة ما لم أتحلّى بالثقة بالنّفس"

قد تختلف المعايير التقليديّة للجمال الخارجي بحسب الحضارات والبلدان والعصور، إلاّ أنّ الثابت هو اعتقادنا بأنّ كلّ امرأة عليها الإيمان بجمالها الخاصّ بغض النظر عن أيّ قواعد يفرضها عليها المجتمع ! وانطلاقاً من سعيْنا الدّائم إلى الإحتفاء بالتعدديّة نلقي الضوء دائماً على نساء تحديّن القواعد الجماليّة التقليديّة، دافعنَ عن حقهنّ بالإختلاف، حاربنَ التّنمّر وأبرزنَ جمالهنّ الخاصّ. فيما يلي نتحدّث مع أماني أسيبي عارضة الأزياء الممتلئة الأولى في الشّرق الأوسط عن تجربتها الخاصّة في هذا السياق التي ستلهم الكثيرات للتّمسّك بالثقة بالنّفس وبحبّ الذات!

  1. هل تعتقدين أنّ "معايير الجمال التقليديّة" في منطقتنا تختلف عن معايير الجمال الدوليّة الأخرى؟

بالتأكيد، ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتوقعون منّا أن نبدو مثاليّات طوال الوقت، مع مكياج كامل ورائع المظهر دائماً. وعلى سبيل المثال، يعدّ المكياج في منطقتنا جانباً مهماً من حياتنا، بينما لا تضع جميع النساء في أوروبا المكياج ويظهرن بشكل رائع كلّ يوم. كذلك، تختلف أشكال أجسادنا أيضاً، فالمرأة العربيّة تولد بمنحنيات حتى وإن كانت فتاة نحيفة، بينما المرأة الأوروبيّة نحيفة بشكل طبيعيّ. إذاً لكلّ جانب من العالم تعريفه الخاص للجمال التقليديّ.

  1. هل تعرضت للتنمّر في صغرك؟ وهل أخبرت أسرتك بالأمر؟ إذا نعم، أخبرينا كيف استجابوا لمساعدتك في التغلب على الصعوبات التي واجهتها؟

نعم تعرّضت للتنمر، حيث نادوني بأسماء وعبارات لم تعجبني منها whale-menii التي تشبهني بالحوت، وأحياناً ما سمعت عبارة "عودي إلى البحر" أيضاً. وفي الحقيقة، لطالما قيل لي أن أفقد الوزن وهذا الأمر أثّر عليّ حتماً. غير أنّ السخيف في الأمر أنّني لم أخبر عائلتي بذلك مطلقاً لأنّني لم أرغب في أن أبدو "ضعيفة" أمامهم. إلّا أنّني أيقنت أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التغلّب على الصعوبات هي مواجهتها، والبحث عن جَذر المشكلة وحلّها. وبالفعل، حالما أدركت أنّني لست أصل المشكلة إنّما المتنمّرين، ساعدني ذلك على قبول نفسي لأنّه لم يكن فيّ أيّ عيب على الإطلاق.

  1. كيف تتفاعلين مع الصور النمطيّة في أذهان الأشخاص الذين يتعاملون سلباً مع أيّ سمة يعتبرونها غير مقبولة في أجساد الآخرين؟

بالتأكيد أشعر بالاستياء إزاء هذا الأمر، فمعظم الناس ليسوا على استعداد لفهم أنّ هذه مجرّد قوالب نمطيّة، لا بل نراهم يطلقون الافتراضات مباشرة. ولا أحد يسأل أبداً عمّا إذا كنت بصحة جيّدة أم لا، إنّما يستنتجون فوراً أنّني أعاني السمنة وأتّبع نمط حياة غير صحي. لذلك، أحاول دائماً جعل الناس يفهمون أنّ الأمر يتعلق بعقليّتهم وأنّه من الممكن للفتيات الممتلئات أن يتمتّعن بصحة جيدة أيضاً، حيث أنّ الصحة لا ترتبط بحجم الجسم بتاتاً.

  1. لقد تلقيت مؤخراً بعض التعليقات الكارهة بعد نشر صورة على إنستجرام مع الصحافيّة Danae Mercer التي تشجّع على حبّ الذات. هل لك أن تخبرينا المزيد عن هذه الحادثة وكيف شعرت حيالها؟

من الواضح أنّ Danae تتمتّع بامتياز جميل مثلما رأينا على منشورنا، وانتشرت الصورة بشكل كبير في الولايات المتحدة وأعادت نشرها صفحات شهيرة. إنّما تم توجيه كلّ تعليقات الكراهية إليّ، ومعظمهم نادونني بأسماء مثل "خنزير" و"بقرة" وكتبوا "اذهبي وافقدي بعض الوزن"، بينما لم تتلقَ Danae أيّ تعليق سلبيّ بتاتاً. وفي النهاية، أنا إنسان لديه مشاعر لذا أزعجتني التعليقات بطبيعة الحال، إلّا أنّها أعطتني في المقابل حافزاً إضافيّاً لنشر الوعي ومساعدة الناس على الارتقاء بمفهومهم لهذا الموضوع.

  1. لقد أشرت إلى مفهوم الامتياز، هل يمكنك أن تشرحي لقارئاتنا ماهيّة هذا المفهوم؟

الامتياز الجميل يعني أن تحظي بالأولويّة في الحياة والعمل والأوساط الاجتماعيّة والعلاقات بفضل مظهرك، وأنّ تكوني قد ولدت بالفعل بصورة تتوافق مع الصور النمطيّة لمعايير الجمال.

  1. متى قرّرت أن تثقي بجمالك الخاص وما المراحل التي مررت بها لتصلي إلى قبول الذات؟

في كثير من المراحل، تعرّضت للتّنمر وتهت في شخصيّتي فيما حاولت أن أجد نفسي. والحقيقة أنّني بدأت في بناء ثقتي بنفسي في سنّ الـ16، عندما أدركت أنّ عدم حبّي لنفسي وعدم قبول مظهري سيكون مُرضياً للمتنّمرين، فضلاً عن أنّني لن أحقق أهدافي أو أتقدّم في الحياة ما لم أتحلّى بالثقة.

  1. ما نقاط القوة التي ترينها في نفسك عندما تنظرين في المرآة؟ هل يمكنك ذكر بعض الخطوات التي تتخذينها يوميّاً للاحتفاء بنفسك الحقيقيّة؟

أرى شابة قويّة ومستقلة لا تزال تكتشف نفسها والحياة، وتعمل في كلّ يوم على الحفاظ على صحتها والقضاء على أوجه انعدام الأمن لديها. إنّها امرأة مستعدّة للقتال من أجل كسر الصور النمطيّة. وأحاول يوميّاً أن أثني على نفسي وأحتفل بأصغر إنجازاتي، حتى وإن تمثلت بأمور بسيطة مثل الرّد على رسائل البريد الإلكتروني.

  1. إذا كان بإمكانك إرسال نداء يقظة للمجتمع حول آثار التنمر، فماذا ستقولين وكيف؟

لا بدّ وأن يجني المرء ثمرة أعماله. والمتنمّرون كثيرون، لكنّنا في العام 2020 وقد حان الوقت لنستيقظ وندرك أنّ ما نقوم به يعدّ خطأ فادحاً. كذلك، فإنّ المتنمرين أنفسهم يشعرون بعدم الأمان ويفتقرون إلى الثقة بأنفسهم، وعوضاً عن التنمر على شخص ما، أقول لهم لماذا لا تعملون على أنفسكم وتساعدون الآخرين على الارتقاء بثقتهم بنفسهم وحبّهم لذاتهم؟

  1. كيف يمكن للناس المساهمة في رفع الأصوات المهمّشة في مجتمعاتهم؟

يمكنهم فعل ذلك من خلال التحدّث ورفع أصواتهم ومشاركة قصصهم وطلب المساعدة، إلى جانب عدم الشعور بالخوف والاختباء لا بل مشاركة آرائهم وقبول الآخرين وطبعاً عدم إطلاق الأحكام إنّما تفهّم الغير.

  1.  ما هي الرّسالة التي توجّهينها للفتيات عن كونهنّ جميلات، كلّ بطريقتها الخاصة؟

أقول لهنّ إنهنّ جميلات بالفعل، وأنّ الجمال ينبع من الداخل. والأهم من كلّ ذلك، عليهنّ أن يعرفن أنّ الجمال لا يقتصر على حجم معيّن. لذا لا تسمحن لأيّ شخص أن يخبركنّ بأنكنّ لا تستحقنّ العناء أو أنكنّ لا تنتمين، فكلّ فتاة منكنّ جميلة بغض الطرف عن أيّ أمر آخر.

إقرئي أيضاً: عبير سندر: هكذا تتصدّون للعنصريّة !

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث