4 دروس يعلّمنا إيّاها فيروس كورونا

وراء كلّ مصيبة أو عقبة جانبٌ مشرق يدعو إلى التفاؤل. إلّا أنّه في هذه الحالة، نذهب إلى ما أبعد من ذلك لنكتشف أوجه تُعيد تغيير وجهات نظر بأكملها على شتّى الأصعدة. نعم، فيحمل فيروس كورونا الخبيث الذي طال معظم أقطاب العالم جانباً متفائلاً ورسالة توعية للبشريّة بأكملها، لجيلنا وللأجيال المقبلة. فماذا يتضمّن هذا الجانب؟

نعيش في حلقة مترابطة عالميّة

ربّما تتساءلين ما المغزى من هذه الفكرة... نعني بذلك أنّ ما يحدث في الخارج يعنينا، نحن كبشر مسؤولون من خلال أفعالنا عن حياة الآخرين، وبالتالي نشكّل جزءاً لا يتجزّأ من سلسلة بشريّة عالميّة لا تنكسر ونؤثّر في حياة بعضنا البعض. هكذا، بتنا نعي أكثر أنّه علينا استبدال "حبّ الذات" بـ"حبّ الآخر"، الذي افتقرنا إليه كثيراً في السنوات الماضية.

المرونة في ظروف العمل

فيما أرغمنا هذا الفيروس على ملازمة منازلنا، وجدنا أنفسنا أمام مسألة الذهاب إلى العمل إلّا أنّه سرعان أن نظّم أرباب العمل أمور الشركات لتسنح الفرصة للجميع بالعمل من دون مبارحة منازلهم، فهنا إذاً يُطرَح سؤال مهمّ: ماذا لو لم نضطر حتّى في أيّامنا العاديّة على الذهاب يوميّاً إلى مكان عملنا؟ إذاً تظهر احتماليّة "المرونة في مكان العمل"، ممّا يؤثّر فينا وفي البيئة بشكل أكثر إيجابيّةً. فمن جهة نحدّ من استهلاك وسائل التنقّل سواء أكانت العامّة أو الخاصّة، ومن جهة أخرى نكسب المزيد من الوقت وبالتالي نكون أكثر انتاجيّةً. وفضلاً عن ذلك، أصبحنا ندرك أنّ الإنترنت ليس مجرّد غرض للرفاهيّة إنّما هو أداة رئيسة لا يمكن الاستغناء عنها وهو حقّ على الجميع الحصول عليه.

التماس قيمة التعبير عن مشاعرنا

متى كانت المرّة الأخيرة التي غمرت فيها أحداً ما أو حتّى صافحته؟ سابقاً، قبيل تفشّي فيروس كورونا، كنّا نراها أموراً عاديّة وبسيطة وما مِن قيمة إضافيّة لها، أمّا الآن بعد أن أصبحنا غير قادرين على فعل ذلك، فأصبحنا نعي مدى أهميّة تلك الحركات والتفاصيل الصغيرة في التعبير عن مشاعرنا كافّة، لا سيّما المحبّة والشوق والمواساة وغيرها.

إعادة النظر في طقوس النظافة خاصّتنا

قد يبدو الأمر للوهلة الأولى سخيفاً، غير أنّنا لاحظنا أنّنا لا نعلم تماماً كيفية القيام بأبسط الخطوات اليوميّة الصحيّة الخاصّة بالنظافة، أو أقلّه نقوم بها بشكل خاطئ. وعلينا الإقرار بأنّنا كنّا أكثر استخفافاً في هذا الخصوص، أمّا اليوم فأظّن أنّنا لن نعود إلى سابق عهدنا.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث