مشهد الفن المعاصر وتوجهات دار Christie's مع نور كيلاني
في حوار حصريّ مع نور كيلاني، المديرة العامّة لدار Christie’s للمزادات في المملكة العربية السعودية، تطلعنا على آخر مستجدات الدار في المنطقة وعلى وجه الخصوص مزاد Modern and Contemporary Middle Eastern Art . وتحدّثنا أيضاً عن احتفالات الذكرى العشرين لتواجد الدار في الإمارات وخطط توسّعها في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى رؤيتها لمشهد الفنّ المعاصر ودور التكنولوجيا في تقريبه من الأجيال الشابة، كما تشاركنا بعض النصائح القيّمة لهواة جمع الأعمال الفنية.
©Christie’s Images Ltd 2025
- بمناسبة الذكرى العشرين لدار Christie’s في الإمارات هذا العام، ما هي الفعاليات المقامة للاحتفال بهذه المناسبة الهامة؟
احتفالاً بمرور 20 عاماً على تواجدها في الإمارات، تنظّم دار Christies سلسلة معارض وفعاليات ومبيعات فنّية خلال العام 2025. وشهدت دبي مؤخراً معرض International Highlights Exhibition لأبرز الأعمال الفنية، ويقام حالياً مزاد إلكتروني للفنّ الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط، يتبعه معرض في مركز دبي المالي العالمي من 3 إلى 8 مايو.
- أعلنت Christie’s مؤخراً عن توسعها في المملكة العربية السعودية مع تعيينك مديرة عامّة. ما هي خططك المباشرة في المملكة ضمن قطاع الفنون والثقافة؟
مع توسعها في السعودية، تعتزم Christie’s إقامة شراكات إقليمية في قطاع الفنون والثقافة. وتشارك حالياً كشريك في برنامج بينالي الفنون الإسلامية (25 يناير - 25 مايو) في جدة، حيث تقدّم ورش عمل متخصصة، منها ورشة حول اقتناء الأعمال الفنية في 12 مايو وجولة Behind the Scenes of an Auction House تقودها الخبيرة Sara Plumbly حول رحلة أعمال الفنّ الإسلامي وصولاً إلى المزاد. كما يضم مزاد الفنّ الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط (24 أبريل - 8 مايو) 12 عملاً لفنّانين سعوديّين مثل محمد السليم وعبد الحليم رضوي وأحمد ماطر ومنال الضويان وناصر السالم ومعاذ العوفي، إبرازاً لدورهم المتزايد في سوق الفنّ المعاصر.
- كيف يعكس مزاد Modern and Contemporary Middle Eastern Art التي يقام من 24 أبريل حتّى الثامن من مايو مشهد الفنّ الحيوي في المنطقة، وما الذي يميّزه عن غيره؟
يعرض المزاد تشكيلة متنوّعة من 69 عملاً فنياً حديثاً ومعاصراً من الخليج والشام والعراق وإيران وشمال أفريقيا، بما في ذلك لوحات وأعمال على الورق وتصوير ونحت، مع التركيز هذا الموسم على مشاركة واسعة للفنّانات اللواتي يمثّلنَ ثلث الأعمال المعروضة. وتتصدّر المزاد لوحة Water Lilies للفنّانة الرائدة سامية حلبي (التي تٌقدّر بمبلغ يتراوح بين 100,000 و150,000 دولار أميركي). ويضم المزاد أيضاً أعمالاً بارزة لفنّانات مثل إيتيل عدنان وهيلين الخال و أوغيت كالان وتالا مدني وتغريد درغوث. وتؤكد دار Christie’s دعمها المستمرّ للفنّ والفنّانين العرب منذ العام 2005 من خلال المزادات والمعارض ومنصّاتها العالمية والرقمية.
Christie’s Modern and Contemporary Middle eastern Art Online, Samia Halaby - ©Christie’s Images Ltd 2025
- كيف تم اختيار أو تنسيق الأعمال الفنّية؟ وهل هناك تفاصيل معيّنة ترغبين في مشاركتها مع قارئاتنا؟
يقوم فريق متخصّص بقيادة الدكتور رضا المومني، رئيس مجلس إدارة Christie’s الشرق الأوسط وأفريقيا، ورئيسة قسم البيع Marie-Claire Thijsen بتنسيق المزاد، ويهدف إلى تقديم أفضل ما في الفنّ الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط بمختلف التقديرات لتلبية اهتمامات جامعي الأعمال الفنّية الجدد والمتمرسين. وبمناسبة الذكرى العشرين لتواجد الدار في الإمارات، يضم المزاد هذا الموسم 12 عملاً لفنّانين سعوديّين، بالإضافة إلى تمثيل قويّ للفنّانات العربيات. ويقدّم المزاد أيضاً ثلاثة أعمال بارزة من "مجموعة دلول" الفنية في لبنان، بما في ذلك عمل نادر على الورق للفنّانة المصرية إنجي أفلاطون ولوحتين للفنّانَين الفلسطينيّين نبيل العناني وكريم أبو شقرة.
- تمثّل أعمال الفنّانات، وعلى رأسهنّ سامية حلبي، ثلث المعروضات في المزاد. ما رأيك بذلك على الصعيد الشخصي؟
لم تحظَ الفنّانات العربيات المعاصرات دائماً بالتقدير الذي يستحققنَه. ففي بعض الحالات، تم تجاهلهنّ بسبب تحديات ثقافية سابقة، والتي تلاشت مؤخراً، وبدأنَ يشهدنَ تقديراً متزايداً على الصعيدين المحلّي والدولي، والأهم من ذلك، أنهنّ يُحدثن توازناً أكثر إنصافاً للاهتمام بالمواهب الفنّية لدى جامعي الأعمال الفنية.
استلهمت الفنّانات العربيات المعاصرات من تجاربهنّ الحياتية وبيئتهنّ للتعبير عن إبداعهنّ. وقد شهدت رائدات مثل سامية حلبي وإيتيل عدنان اهتماماً وطلباً متزايداً على أعمالهنّ محلّياً وعالمياً، والتي تعكس غالباً تجاربهنّ كسيّدات عربيات. ولم يحظَ عمل فنّانات القرن العشرين بالتقدير الكافي إلّا في الآونة الأخيرة، لكنّ الوضع تغير، وخاصة في السعودية. وقد شكّلت تجارب الفنّانات المعاصرات خلال الصراعات والتغيّرات مصدر إلهام لأعمالهنّ. فتسعى الفنّانة السعودية منال الضويان مثلاً إلى تعزيز الوعي بالقضايا الثقافية وتجاوز الحواجز من خلال فنّها المتنوّع، ويُعدّ عملهاSuspended Together (2011)، المعروض حالياً في مزاد Christie’s، مثالاً بارزاً على ذلك.
Christie’s Modern and Contemporary Middle Eastern Art Online. Ahmed Mater - ©Christie’s Images Ltd 2025
- كيف تساهمون في تقريب الفنّ من الأجيال الشابة باستخدام الأدوات التقنية الحديثة؟
أصبح سوق الفنّ العالمي اليوم في متناول الجميع عبر الإنترنت. وتشير التقارير إلى أن التفاعل الرقمي (واستخدام الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة الرقمية) قد ارتفع في كلّ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة. لذا نركّز في Christie’s على تلبية توقّعات الجيل الشاب بتوفير منصّات مزايدة سهلة الاستخدام ومتوافقة مع الهواتف المحمولة. وتعتمد استراتيجيتنا على التفاعل مع جيلَي الألفية والجيل Z من خلال منصّات مرئية مثل Instagram وTikTok لعرض أبرز الأعمال وتعليقات الخبراء ومقاطع فيديو قصيرة، مما يتيح لنا الوصول إلى هذه الشريحة التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في حياتها اليومية.
- ما الذي يبحث عنه جامعو الأعمال الفنّية اليوم برأيك، وما الحلول التي تقدّمونها لهم؟
أنصح دائماً بشراء أعمال فنّية تُعجب الشخص وتُمتع ناظره يومياً، بغض النظر عن قيمتها المادية الأولية. من المهم عدم اتباع الموضة، فالأعمال الفنّية تعكس الشخصية وتعبّر عن الذات. إن تعريف العملاء بالفنّانين الناشئين والمواهب الصاعدة في المنطقة لا يقلّ أهمية عن تقديم أفضل القطع الفنّية لفنّانين حديثين ومعاصرين في مزاداتنا. وتزخر المنطقة بمصادر لاكتشاف الفنّ؛ فمن المهم متابعة المعارض والفنّانين ووسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات الفنّية ودور المزادات. وبالنسبة إلى الجامعين والمؤسّسات الكبيرة، نحن نقدّم المساعدة في سد "الفجوات" في مجموعاتهم. كما نقدّم أيضاً خدمة المبيعات الخاصة كبديل للمزادات لشراء أو بيع أعمال فنّية أو مقتنيات فاخرة أخرى.