عودة الى بينال التصميم الجزائري الفرنسي​ مع أحلام غربي

Ahlem Gharbi: الثقافة لغة عالمية تربط بين الشعوب عبر الحدود

من عالم الدبلوماسية إلى رئاسة المعهد الفرنسي في الجزائر! تتمتّع أحلام غربي بشغف بالثقافة والدبلوماسية على حد سواء. بدأت مسيرتها المهنية كدبلوماسية، انطلاقاً من رغبتها في المساعدة في تعزيز العلاقات الثنائية بين فرنسا والبلدان التي عملت فيها والمساعدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين داخل هيئات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تعزيز التبادل بين الثقافات. أتاح لها العمل الدبلوماسي منبراً فريداً من نوعه للعمل على القضايا السياسية والثقافية على حدّ سواء، كما سمح لها اكتشاف وتقدير ثراء الثقافات حول العالم. في المعهد الفرنسي في الجزائر، تدمج أحلام هذه الخبرة مع شغفها بالفنون وتعزيز الحوارات الثقافية والتفاهم المتبادل بين الجزائر وفرنسا، وقد شهدت فعلاً القوة التحويلية للتبادل الثقافي في تعزيز التفاهم المتبادل. فالثقافة بالنسبة إليها هي لغة عالمية تربط بين الناس عبر الحدود. ولهذا السبب كرّست سنواتها في الجزائر لتعزيز هذه الروابط والاحتفاء بالتراث الثقافي الغني لكلّ من الجزائر وفرنسا. وباختصار، تشكّل رحلتها مزيجاً غنياً من الدبلوماسية والثقافة، حيث عزّزت كلّ خطوة من خطواتها إيمانها بأن هذين المجالين ضروريان لبناء عالم أكثر انفتاحاً وانسجاماً. وفي ما يلي، نتحدّث معها أكثر حول النسخة الثانية من بينال التصميم الجزائري الفرنسي DZIGN الذي أقيم تحت عنوان For a Real World أي "من أجل عالم حقيقي".

ما هي القصة وراء اختيار موضوع "من أجل عالم حقيقي" وكيف تمت ترجمته في أعمال الفنّانين؟

استوحي موضوع "من أجل عالم حقيقي" لهذه النسخة الثانية من معرض DZIGN من Victor Papanek. حيث أكّد على دور المصمّم في حلّ مشاكل العالم الحقيقي وتعزيز الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. وقد عرّفتنا منسقة هذه الدورة، Feriel Gasmi Issiakhem، على هذا العمل، وساعدت المصمّمين الجزائريين على ترجمة هذا الموضوع من خلال أعمالهم، ولا سيما باستخدام المواد المستدامة. فركّز البعض على المواد المستدامة والممارسات الصديقة للبيئة، وأظهروا كيف يمكن للتصميم أن يساهم في مستقبل أكثر مسؤولية تجاه البيئة. كما استكشف آخرون مواضيع الإدماج الاجتماعي وسهولة الوصول إلى التصاميم، حيث ابتكروا أعمالاً تهدف إلى سدّ الفجوات وجعل التصميم أكثر شمولاً لجميع المجتمعات. عملنا أيضاً على معالجة قضايا اجتماعية مثل التحضّر وبناء المجتمع وعرض الابتكارات التكنولوجية لإيجاد حلول عمليّة. فقد سلّط هذا الموضوع الضوء على قوّة التصميم في إحداث تأثير إيجابي وملموس على عالمنا، ليبقى وفيّاً لرؤية Papanek. وقد أظهرت العروض المتنوّعة والإبداع الذي ظهر في البينال هذا العام قوّة التصميم في إحداث فرق إيجابي في العالم الحقيقي.

تصوير: Safaa Belghazali

2. لقد جمعتم بين شخصيّات جزائريّة وفرنسيّة من عالم الثقافة والتصميم والفنّ والهندسة. كيف يشكّل هذا البينال جسراً للحوار الثقافي بين هؤلاء الفنّانين؟

يعمل بينال التصميم الجزائري الفرنسي كجسر حيوي للحوار الثقافي من خلال جمع الفنّانين والمهنيّين الجزائريّين والفرنسيّين من مختلف المجالات مثل الثقافة والتصميم والفنّ والهندسة. يشجّع هذا الحدث على التعاون والتبادل، مما يتيح للفنّانين مشاركة وجهات نظرهم وتقنياتهم. ومن خلال المشاريع والمعارض وورش العمل، يستكشفون مواضيع مشتركة ويعالجون التحديات ويحتفلون بتقاليدهم الفريدة. فيعزّز هذا التفاعل الإبداع والتفاهم المتبادل ويقوّي الروابط بين مجتمعاتنا الفنّية، ممّا يمهّد الطريق للتعاون في المستقبل.

وبفضل ورش العمل وحلقات النقاش والجلسات التفاعلية، تمكّن الفنّانون والمهنيّون المتنوّعون مثل مريم شعباني وهي مهندسة معمارية ومخططة حضرية جزائرية وMarc Aurel وهو مصمّم فرنسي ومدير فنّي وشفيق قاسمي وهو مهندس معماري ومصمّم صناعي جزائري و Anne-Marie Sergueilوهي رئيسة المعهد الفرنسي للتصميم، من المشاركة في محادثات قيّمة والتعلّم من تجارب بعضهم البعض وتطوير أساليب إبداعية جديدة.

تصوير: Hatem Hama​​​​​​​

4. كيف يتعايش الفنّ التقليدي والرقمي اليوم وكيف ترين المستقبل؟

يتعايش الفنّ التقليدي والرقمي اليوم من خلال تكاملهما وتعزيز الإمكانيات الإبداعية. توفّر التقنيات التقليدية أساساً ثقافياً غنياً، بينما توفّر التقنيات الرقمية أدوات ومنصّات جديدة للابتكار. وفي بينال التصميم الجزائري الفرنسي، نتعمّد إنشاء مساحة يمكن أن يتفاعل فيها هذان الشكلان من الفنّ ويؤثران على بعضهما البعض ويولّدان مفاهيم وأشكالاً مبتكرة. يسمح هذا الترابط للفنّانين استكشاف أشكال ومفاهيم جديدة، ممّا يدفع حدود التصميم. ويجد الفنّانون والمصمّمون طرقاً جديدة لمزج الحرفية التقليدية مع الأدوات الرقمية، ممّا ينتج أعمالاً تحترم الماضي وتحتضن المستقبل في الوقت نفسه. ففي معرض DZIGN 2024، قد يتم تعزيز المنسوجات التقليدية بأنماط رقمية، أو قد تُستخدم تقنيات الرسم الكلاسيكية مع الوسائط الرقمية لخلق تجارب تفاعلية. ومن خلال عرض الأعمال التي تجمع بين العناصر التقليدية والرقمية، نشجّع الفنّانين على استكشاف إمكانيات جديدة وتخطّي الحدود التقليدية.

6. ما هي رسالتك إلى جميع عشّاق الفنّ والثقافة في المنطقة؟

الفنّ لغة عالمية تسدّ الفجوات وتعزّز التفاهم وتثري حياتنا. أشجّع الجميع على الانخراط بنشاط في العروض الثقافية المتنوّعة من حولهم ودعم الفنّانين المحليّين والمشاركة في الحوارات الثقافية. معاً، نستطيع الاحتفاء بتراثنا المشترك وإلهام بعضنا البعض وخلق مشهد ثقافيّ نابض بالحياة وشامل يعكس تاريخنا الغني ومستقبلنا الديناميكي. ولديّ رسالة صغيرة إلى كلّ من يخطّط للقدوم إلى الجزائر: نحن نرحّب بالجميع في المعهد الفرنسي في الجزائر، وأبوابنا الثقافية مفتوحة لكم على مصراعيها!

إقرئي أيضاً: تصميم مائدة مستوحى من أناقة الأسلوب الفرنسي وسحره في القرن الثامن عشر

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث