عوالم منسوجة من ابتكار عبدالله الخريّف

كيف صمّم الإنسان أوّل قطعة ملابس وكيف استطاع تحويل حاجته لتغطية جسده إلى لغة تعبّر عن هويّته وثقافته؟ سؤال طرحه عبدالله الخريّف على نفسه في بداياته. ويجيب عنه اليوم في عمله الخاص "مشروع الأصول (ألواح القماش)"، وهو نتاج أكثر من عشرين سنة من البحث! عبدالله الخريّف مهندس سعودي، بدأ حياته المهنيّة في مجال التطوير العقاري، لكنّ شغفه العميق في الفنّ والتصميم والثقافة والموضة رافق مسيرته منذ البداية، حيث شكّل الفنّ والثقافة جزءاً كبيراً من هويّته. وفيما كان دائماً حريصاً على دمج الجانب الإبداعي والفنّي مع الجانب العملي والعمل في مجالات إبداعيّة كالرسم وتصميم الديكور والكتابة وأيّ مجال مرتبط بالثقافة والفنّ، عرض البارحة للمرّة الأولى عمله الفنيّ "مشروع الأصول " في حيّ جاكس في الرياض في إطار معرض "عوالم منسوجة".

من مستطيل من القماش بدأ الفنّان باستكشاف لا نهائي: تقسيمات أفقيّة، عموديّة وقطريّة ودمج بين الرياضيات والهندسة لخلق تصميمات تتحدّى المفهوم التقليدي للملابس وتحاكي احتياجات الانسان في الوقت عينه. وما أذهله هو كيفيّة تغيّر هذا الشكل البسيط حين يلتقي بالجسد البشري. وهذا ما قاده إلى اكتشاف أنّ التحدّي الحقيقي في التصميم ليس في الالتزام بقوانين التصميم الصارمة، بل في قدرتها على التكيّف مع الجسد البشري. "مشروع الأصول" ليس مجرّد إعادة تخيّل للأزياء، إنّه عودة إلى الأساس حيث تتحوّل قطعة القماش إلى حوار صامت بين الإنسان واحتياجاته وبين الماضي وحاضره.

ويؤكّد عبدالله الخريِّف لموقعنا أنّه يعود في إطار هذا المشروع إلى نقطة الصفر لفهم كيفية تصميم البشر للملابس. فيرجع إلى أبسط الأشكال والخطوط ويستكشف عدم تطابق الهندسة المنطقية الدائم مع الشكل البشري الطبيعي.

ويأتي "مشروع الأصول" ضمن معرض "عوالم منسوجة"، الأزياء كمرآة للحراك الثقافي والاجتماعي للقائمة الفنيّة بشرى الجمعة. حيث يدعوكم الفنانون المشاركون فوزيّة الخميس وعبدالله الخريّف وسميّة بدر إلى عوالم يلتقي القماش فيها بالمعنى، وتتحوّل فيها الأزياء من حرفة إلى حوار ثقافي مستمرّ يُعيد تعريف علاقتنا بالزمن بالمجتمع وبأنفسنا.

"عوالم منسوجة" هو استكشاف للمساحات التي يلتقي فيها الفنّ بالتاريخ، حيث تُروى الحكايات من خلال الإبرة والخيط، وحيث تترك الأقمشة بصمتها في مجرى الزمن. كيف أصبحت الأزياء شاهدة على تغيير المفاهيم؟ وكيف تتحرّك الطيات لتروي قصص الهوية والانتماء؟ هذه هي الأسئلة التي يطرحها المعرض، تاركًا المجال لتأمل عميق في العلاقة بين الإنسان وتصميماته. فلا تتردّدوا بزيارته حتّى الخامس والعشرين من يناير من الساعة الخامسة بعد الظهر حتّى الساعة العاشرة مساءً لاستكشاف هذه الأعمال المميّزة!

إقرئي أيضاً: At home مع Abdullah Alkhorayef

العلامات: السعودية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث