Fatima Al Kaabi: مشاركة النساء ستجعل صناعة التكنولوجيا أكثر شموليّةً

مصدر الصورة: Mubadala

فيما تزداد أهميّة تحديد الذكاء الإصطناعي لمعالم المستقبل، تبرز الحاجة إلى مساهمة النساء والفتيات في هذا المجال لأخذ آرائهنّ وحاجاتهنّ بعين الإعتبار! ومن أفضل من الشابّة الإماراتيّة الموهوبة فاطمة الكعبي التي ابتكرت حتّى اليوم 12 اختراعاً للتحدّث معها عن صناعة التكنولوجيا؟!

اقرئي أيضاً: برنامج الفنّانين الناشئين السنويّ في أبو ظبي يستعدّ للإنطلاق

في صغرها، كان أيّ مجال إبداعي يثير اهتمام فاطمة الكعبي. فهي أمضت وقتاً طويلاً في اختبار الفنّ والرياضة واللغات قبل أن تكتشف الروبوتات في وقت لاحق وتصبّ اهتمامها عليها نظراً للإبداع المتاح في بنائها. وقد وجدت فاطمة طريقة للجمع بين اهتماماتها في الكثير من المجالات ضمن مجال واحد لأنّ الروبوتات أتاحت لها فرصة العمل على مشاريع في أي مجال أو صناعة أثارت اهتمامها. وتمكّنت من التعبير عن نفسها من خلال التكنولوجيا والإبداع بدون قيود. ولم يكن اهتمامها بالروبوتات مفاجئاً بالنسبة إلى عائلتها لأنّ لوالديها خلفية في المجال التقني إلّا أنّه كان مفاجئاً بالنسبة إلى مجتمعها الذي لم يتوقّع أن تهتمّ فتاة شابّة بهذا المجال! لقد استغرقهم الأمر وقتاً طويلاً لاستيعاب ذلك، لكنّها اليوم تحظى بدعمهم وتأمل أن تسهّل مسيرتها على الفتيات الشابّات الأخريات في مجتمعها الإنخراط في مجال الروبوتات. وقد ابتكرت الشابّة الإماراتيّة الموهوبة حتى الآن 12 اختراعاً! فلنكتشف المزيد حول أفكارها واهتماماتها واختراعاتها المذهلة في ما يلي!

تركّز اختراعاتك على حلّ مشاكل اجتماعيّة واقعيّة مثل إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة بهدف المساهمة إيجاباً في مجتمعك. على أيّ أساس تختارين المشروع والاختراعات التي تودّين العمل عليها؟

استلهمت كلّ اختراعاتي من الاحتياجات التي وجدتها في مجتمعي سواء كانت شخصيّة أو تابعة للأصدقاء والعائلة أو الفئات الضعيفة في مجتمعي. وأقضي وقتاً طويلاً جدّاً في طرح الأفكار ومناقشتها مع والديّ أو مرشديّ لمعرفة أيّها تستحقّ الاستثمار فيها. أوّلاً، أرى ما إذا كانت مشكلة تستحقّ قضاء الوقت في العمل من أجلها من خلال تقييم الحاجة الملحّة إلى حلّها. هل هو شيء يحتاجه شخص ما الآن ويمكن أن يترك أثراً في حياته؟ ثمّ ألقي نظرة على التكنولوجيّات المعتمدة حاليّاً وأرى التحسينات التي يمكن إدخالها. هل يمكنني جعل تكلفتها معقولة أو تسهيل استخدامها؟ فمعظم عملي يدفعه اهتمامي بمساعدة الناس وكذلك شغفي بابتكار تكنولوجيّات جديدة. من المهمّ أن تساعد اختراعاتي الناس وتقدّم ما هو جديد في هذا المجال.

هل تفضّلين اختراعاً أو ابتكاراً معيّناً، وما سبب اختيارك؟

أجد صعوبة في اختيار اختراع واحد لأنّ كلّ مشروع كان له تأثيره ومسيرته الممتعة. ومع ذلك، أعتقد أنّ المفضل لديّ هو الأخير، The Teleporter. إنّه روبوت يذهب إلى المدرسة من أجل الأطفال المرضى. ويمكن لأيّ طفل الاتّصال بالجهاز الموجود في مدرسته واستخدامه لحضور الصف والتفاعل مع أصدقائه. لقد ابتكرته للأطفال الذين يتلقّون نوعاً من العلاج في المستشفى أو يضّطرون إلى البقاء في المنزل كي يتمكّنوا من الذهاب إلى المدرسة ومن مواصلة حياتهم الاجتماعية حتّى عندما لا يحضرون فعليّاً. واليوم بات يمكن استخدامه في ظلّ تفشي الوباء لمساعدة الأطفال الآخرين على حضور الصفوف. إنّه المفضل لديّ نظراً إلى الفرق الذي أحدثه في حياتهم وكيف يمكن أن يكون مفيداً لدعم تعليمهم عالمياً من خلال منح الأطفال في المناطق المحرومة الفرصة للذهاب إلى المدرسة في مناطق أو بلدان أخرى.

ما هو الاختراع الأمثل الذي تحلمين به؟

لا شكّ في أنّه The Teleporter. فقد بدأ بمزحة مضحكة مع أساتذتي الذين قالوا لي إنه عليّ بناء روبوت للذهاب إلى المدرسة مكاني. ولطالما اعتقدت لسنوات أنّها مجرد مزحة وحلم راودني عندما كنت صغيرة. وكان الاختراع الأمثل الذي رأيته في أفلام الخيال العلمي التي شاهدتها. وبعد سنوات، عندما علمت بمرضى سرطان الأطفال في مستشفى توام المحلي في مدينة العين، تغيّر الهدف وراء الاختراع، فاستلهمت لابتكاره. لقد تمكّنت من تحقيق ما حلمت به عندما كنت صغيرة باستبدال نفسي بروبوت، وكذلك المساعدة على تحسين تجربة شخص آخر في المدرسة.

لماذا تعتقدين أنّنا بحاجة إلى المزيد من النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيّات (STEM) والذكاء الاصطناعي؟

سيضطلع الذكاء الاصطناعي بدور كبير في مستقبلنا ونحتاج إلى مشاركة الفتيات والنساء لجعله يصبّ في صالحنا ولابتكار ما يناسب احتياجاتنا كمجتمع. ومن دون مساهماتهنّ قد يتمّ تجاهل الكثير من احتياجاتنا أو تحريفها. فعلى مرّ التاريخ، لم تُمنح النساء الفرص للمساهمة في صنع التكنولوجيّات المتوافرة اليوم، التي نتج عنها تحيّز متوارَث في تلك التي نعتمدها. لذا فإنّ مشاركة النساء في صنعها ستزيل ذلك وستجعل صناعة التكنولوجيا أكثر شموليّةً بحيث أنّ التكنولوجيّات ستمثّل عالمنا كما نعهده اليوم.

من خلال الدروس وورش العمل التطوعيّة التي قدّمتها، شاركت شغفك بالعلوم مع أكثر من 3000 طالب في المنطقة. وعادةً ما يكون الطلّاب الصغار مذهولين بالعلوم لكنّهم يفقدون اهتمامهم بالمادّة العلميّة كلّما كبروا، فهل تعتقدين أنّ هناك خطوات يجب اتّخاذها للحفاظ على اهتمامهم بالعلوم؟

أعتقد أنّ العلوم هي مادّة ممتعة إلّا أنّه مع تقدّمنا ​​في العمر تتوّقف هذه المتعة عن الظهور في المناهج الدراسيّة التي تُدرّس في المدرسة. وتصبح العلوم تبدو كمجال معقّد وغير متاح لأيّ كان. ونبدأ بالخوض في نظريّات أكثر صعوبة والتّعرف على علماء أكبر سنّاً، فنظنّ أنّ هذه المادة محصورة بالرجال الأكبر سنّاً الذين يتمتعون بخبرة في تعلّم هذه المادّة أو هم خبراء فيها. ومع ذلك، أعتقد أنّ العلوم غير محصورة بمجموعة معيّنة أو بجنس معيّن ولا يجب أن تكون معقّدة للغاية. وأعتقد أنّه بإمكاننا جعل العلوم مادّة أكثر متعةً عبر إتاحتها بشكل أكبر للناس من خلال إظهار كيفيّة تطبيق العلوم في حياتنا اليوميّة وجعلها أكثر متعة بالتطبيق العملي من خلال التجارب. ويجب أيضاً جعل المادّة أكثر شموليةً من خلال تدريس المناهج التي تمثّل مجتمعنا. ويمكن أن ينتمي العلماء إلى جميع الأعمار والأعراق والأجناس وأظنّ أنّ مناهجنا يجب أن تُظهر أنّ علماء أصغر سنّاً أو عالمات نساء أو أشخاصاً من عرق مختلف قد ساهموا في هذا المجال. وسيشعر الأطفال حينئذٍ أنّهم ممثلون وسيُظهر ذلك لهم أنّهم لا يحتاجون لملاءمة صورة "الرجل المسنّ ذي الشعر الأبيض الذي يرتدي معطف المختبر".

من خلال شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، سيشكّل معرض "إكسبو 2020" محرّكاً للنمو في المنطقة. ومن خلال تعزيز الحلول المستدامة في كلّ المجالات عبر التكنولوجيا، كيف تعتقدين أنّ الروبوتات والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدان على تحقيق هذا الهدف؟

إنّ الروبوتات والذكاء الاصطناعي هما مستقبل كلّ صناعة. وبينما تستعدّ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة لاستضافة معرض "إكسبو 2020"، نتهيّأ لعرض أحدث التكنولوجيات في هذين المجالين أمام العالم. وقد أحرزت دولة الإمارات تقدّماً هائلاً في تعزيز استخدامهما في كلّ صناعة ممكنة مثل التعليم والطبّ وخدمة العملاء وما إلى ذلك، وسيظهر ذلك خلال أيّام المعرض. وأعتقد أنّه سيكون حدثاً رائعاً يجذب ألمع العقول إلى المنطقة ونأمل أن يولّد مساحة للإبداع والابتكار. وأرى أنّ الإمارات ستختم المعرض بأفكار أكثر ابتكاراً تشمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ما سينمّي اقتصاد المنطقة ويجعل البلاد رائدة في صناعة التكنولوجيا.

كمندوبة عن الشباب، ما هي الرسالة التي تودّين أن تشاركيها باسم الشباب الإماراتي؟

يعتبر شباب الإمارات من أكثر الشباب تحفيزاً وإبداعاً في العالم، ونحن محظوظون جدّاً بالحصول على دعم حكومتنا للسعي وراء المجالات التي تهمّنا. كما أنّنا خير مثال على كيف أنّ الاستثمار في الرأسمال البشري يؤتي بثماره أكثر من الاستثمار في أيّ شيء آخر. وعندما تتوافر البيئة والدعم المناسبان، يمكن للشباب أن يحقّق النجاحات. وأشجّع الحكومات والمنظّمات الأخرى على الاستثمار في الشباب ومنحهم الفرصة لمشاركة أفكارهم، لأنّهم بالتأكيد يتمتّعون بمنظور جدير بالاهتمام.

استناداً إلى تجربتك المذهلة، ما هي الوصفة التي ترغبين في مشاركتها مع الفتيات الشابّات والتي ستساعدهنّ على السعي وراء تحقيق أحلامهنّ وتخطّي الصعوبات؟

هناك الكثير من التّحديات التي تواجه الفتيات في أيّ مجال. وفي بعض الأحيان، يبدو وكأنّنا بحاجة إلى العمل بجهد مضاعف بالنسبة إلى الآخرين. وأعتقد أنّ الأمر يبدأ عندما تؤمنين بنفسك وتتّخذين الخطوة الأولى التي عادةً ما تكون الأصعب. فابدئي بتمكين نفسك بالمهارات الأساسيّة عبر استخدام الإنترنت أو قراءة كتاب. وليس بالضرورة أن تكون الخطوة الأولى كبيرة، إذ يمكن أن تكون بسيطة مثل البحث على الإنترنت. واحرصي على أن تتمتّعي بعقليّة منفتحة أيّ أن تفهمي أنّها عمليّة صعبة وستستغرقين وقتاً لتتعلّمي أيّ مهارة. فالصبر أساسي والأمور الجيّدة تستغرق وقتاً. كوني فضوليّة أيضاً، ولا تخافي من طرح الأسئلة عندما لا تعرفين شيئاً ما واقضي وقتاً في الاستماع والتعلّم من الآخرين، إذ يُحدث ذلك فرقاً كبيراً للغاية.

اقرئي أيضاً: قبل أسابيع من انطلاقه... ما الذي ينتظرنا في Expo 2020؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث