كيف تتحلّين بالصفاء الداخليّ؟

إعداد: Dima Ajam Halabi

يريد المرء بلوغ الصفاء والوعي النفسيّ الذي يُعدّ الحالة المثلى. ويخال له أنّ الأمر سهل، لكنّه يتطلّب عمليّة مطوّلة من التواصل مع نفسه لابدّ له من خضوعها للتّخلّص من كافّة الأعباء التي تتغلغل في ذاته، إلى أن يدرك الطريق المستقيم الذي يجدر به اتّباعه في حياته.

وغالباً ما نجهل كيفيّة الانطلاق في هذه المسيرة، غير أنّه بإمكاننا البدء بالتفاصيل الصغرى في حياتنا اليوميّة من خلال اغتنام كلّ لحظة، ممتنين لكلّ ما نملكه ولكّل ما يحيطنا، فنفسح مجالاً أكبر في حياتنا. ثمّ نصبح أكثر إدراكاً ووعياً لكلّ ما نقوم به، فنرتّب منزلنا ونمارس التمارين البدنيّة بانتظام، ونتعلّم أن نمتنع عن القيام ببعض الأمور وننفرد مع أنفسنا لنصفّي ذهننا. وبعدها، نسعى لبلوغ هذا الصفاء الذهني والنفسيّ من خلال الحصول على القسط الكافي من النوم والراحة والتأمّل لنتمكّن من أن نركّز على نحو أفضل ونعزّز وعينا للأمور. وبالتالي، نلتقط ذبذبات الطاقة الإيجابيّة فنفعل الخير للآخرين، ونهتمّ بغذائنا فنتناول الوجبات الصحيّة ونشرب كميّة كافية من الماء وننقّي نظامنا.

وإن رغبت فعلاً في أن تبلغي الصفاء الذاتي، عليك أوّلاً أن تتواصلي وتنصتي إلى صوتك الداخليّ لتغمرك أجواء من السلام والسعادة. وهنا نصل إلى مرحلة الـعلاج التي تتطلّب إمّا ممارسة التأمّل أو خضوع العلاج الروحاني أو غيره. وإحدى الأساليب الأكثر فعاليّة تكمن في العلاج بالتنويم المغناطيسي، إذ يتيح لنا التعبير عن مشاعرنا، خاصّة تلك السلبيّة التي حاولنا مراراً وتكراراً إغفالها في الماضي، فنحبسها في عقلنا الباطن مخطئين الظنّ أنّ هذا الحلّ الأنسب للتعامل معها. غير أنّ اليوم بات الناس على يقين أنّ العلاج يتطلّب منّا أن نذرف دموعنا بدلاً من حبسها، والتعبير عن مشاعر الخوف، الذنب، الألم، الكذب، الوهم أو الغرور، تلك الأحاسيس التي لطالما حاولنا تجاهلها. وها بنا اليوم نتخلّص منها بهذه الطريقة فلا تعد جزءاً منّا وتكفّ عن إعاقة الطاقة الإيجابيّة.

وعلى الرغم من أنّ الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، في نهاية المطاف تبلغين حالة الصفاء التي تحتاجين إليها. وستُفتح لك آفاق جديدة تأتي بك إلى عالم جديد، وستدركين حينها أنّك ترغبين في مشاهدة ما يدور من حولك والتمتّع به. وستمتنعين عن الدخول في خلافات أو أيّ محادثات تؤثّر سلبيّاً في ذبذبات طاقتك الإيجابيّة. وستصبحين أكثر تنبّهاً لكلّ خطوة تخطينها وكلّ كلمة تنطقيها وكلّ تفصيل يرتبط بك، وهكذا ستتعلّمين كيف تصفّين ذهنك يوميّاً.

وسيقودك هذا الصفاء ويرشدك إلى بلوغ ذاتك الأعلى والتواصل مع عقلك الباطن حيث يكمن تفكيرك. ومن خلاله، لن تعالجي روحك فحسب، إنّما تنقّين جسدك في الوقت نفسه. فتنتبهين أكثر إلى ما تتناولينه من طعام وما تشربينه، وما هي المواد الكيميائيّة التي تستهلكينها وكيفيّة التخلّص منها والاهتمام بصحّتك. فكلّما عالجت ذهنك، تُعالج روحك وترشد بدورها جسدك. وهكذا يستنيرعقلك وتختبرين فعلاً الشعور بالصفاء المفعم بالسعادة والسلام. 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث