عندما تسمعين بالمنجم فأول ما يتبادر لذهنكِ ذلك الكم الكبير من الأوساخ والأتربة المتطايرة وتلك الحفرة العملاقة تحت الأرض، لكن منجم فيليشكا يعد من أغرب مناجم السياحة التي لا تزال قائمة منذ القدم على الإطلاق وهو منجم ملحي يقع في مدينة فيليشكا في بولندا. ويعود هذا المنجم إلى القرن الثالث عشر الميلادي وبدأ ينتج الملح منذ ذلك الوقت حتى توقف العمل فيه عام 2007.
قد يكون أغرب وأجمل ما يميز المنجم احتواءه على العديد من التماثيل والأروقة المنقوشة والمنحوتة من الصخر الملحي التي صنعها عمال ذلك المنجم قديماً، الأمر الذي يجذب أعداد كبيرة جداً من السياح يقدر عددهم 1.2 مليون سائح سنوياً، ويجعله من أكثر معالم السياحة جذباً للسياح في بولندا.
يعكس فيليشتكا مراحل التاريخ بتطور تقنيات التعدين من القرن الثالث عشر حتى القرن العشرين، من حيث المعدات والرافعات وغيرها من الأدوات التي استخدمت في الحفر منذ إنشائه حتى إغلاقه وأوجد تاريخاً متكاملاً مهماً وقيمته الكبيرة كانت واضحة من النقش فيه.
خلف حفرة عملاقة يبلغ عمقها 327 متر وطولها حوالي 300 كم تم بناء المنجم وظهرت نقوش ونحت التماثيل والكتابات الدينية وبني في جوانبها المصليات والمذابح الدينية المسيحية لتعكس الأثر الاقتصادي الكبير لهذا المنجم القديم على المنطقة ومقدار التأثر الديني على السكان مع مرور الوقت.
ويمكنكِ حين تزورينه أن تشاهدي على مدى ممرات المنجم العديد من التماثيل والنقوش التي نحتت من الصخر الملحي، الذي يبدو كأنه جرانيت رمادي بسبب انعكاسات الملح المصقول ولا يعطي اللون الأبيض الذي نقش منه.
وسترين أيضاً البحيرات في قاع الأرض التي تشكلت من الاصطدام بعدة منابع للمياه الجوفية أثناء الحفر بالأرض، ولا بد أنها ستكون تجربة رائعة لزيارة هذا المنجم المنحوت بالملح.
