كيب تاون، لؤلؤة القارة السمراء

من أفق جبالها المهيبة المسطّحة، إلى شواطئها الذهبية التي تعانق مياه الأطلسي الدافئة، مروراً بأحيائها النابضة بالحياة وشوارعها المجبولة بعراقة الحضارات ومنازلها المزدانة بألف لون ولون، ترتسم كيب تاون لوحة طبيعية وثقافية آسرة يتباهى بها جنوب القارة الأفريقية السمراء بأسره.
كيب تاون ثالث أهم مدن أفريقيا الجنوبية، وثانيها اكتظاظاً بالسكان بعد مدينة جوهانسبرغ. تشتهر بطبيعتها الخلابة وعلى رأسها "جبل الطاولة"، ومرفئها الناشط الذي كان يُعدّ إبان القرن السابع عشر مرسى للسفن الأوروبية المبحرة باتّجاه شرق أفريقيا والهند وسائر دول قارة أسيا، ما جعل منها قالباً نادراً تمتزج فيه الحضارات وتنصهر فيه الثقافات المختلفة.
أبرز معالم مدينة كايب تاون:
جبل الطاولة:
ما إن يحط السائح رحاله في مدينة كيب تاون، حتى يتراءى له من بعيد أفقها المسطّح الذي ترسم معالمه قمم جبل الطاولة التي تنبسط مسافة 3 كيلومترات على ارتفاع يصل إلى 1000 متر، متدثّرة بغطاء من الغيوم الرمادية التي تنسكب فوقها كبساط من فضّة. واللافت في أمر هذا الجبل العجيب هو سهولة الوصول إليه، إذ يمكن لمحبي رياضات المشي والتسلّق بلوغ قمته من خلال القيام بنزهة ممتعة أو رحلة مشوّقة سيراً على الأقدام، في حين يمكن الوصول إلى هذه القمة بسرعة، عبر ركوب "التلفريك"، والذي ينطلق في رحلات مستمرة كلّ 15دقيقة مدّتها 10 دقائق. ومع بلوغ القمة، يسرح السائح في عظمة السكون المطبق والهدوء المخيم اللذين يقطع صفاؤهما بين الحين والآخر نسمات الهواء العليل التي يتردّى صداها بين الصخور، ويقف مشدوهاً أمام روعة المعالم التي تنكشف له عند السفوح وصولاً إلى الواجهة المائية الآسرة التي تعانق الخليج.
خليج كامبس:
إلى الغرب من جبل الطاولة، يمتدّ خليج كامبس الذي يُعد أحد أفضل شواطىء كيب تاون وأروعها على الإطلاق، فبالإضافة إلى الكم الهائل من النشاطات الترفيهية المسلية التي يقدّمها لزوّاره خلال النهار، يُعرف هذا الخليج بحياته الليلية الصاخبة التي لا تعرف النوم. و للتمتع قدر الإمكان بروعة هذا الخليج، على زائر كيب تاون أن يقوم برحلة استكشافية بالسيارة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي ترتسم على امتداد الساحل، بدءاً بالمرور من جانب وادي "لاندودنو" المهيب، وصولاً إلى خليج "هوت" حيث يمكن مشاهدة سوق الحرف المُقام بمحاذاة المرفأ، أو حتّى الانطلاق في رحلة مشوّقة على متن أحد القوارب إلى جزيرة الفقمات ومشاهدة مستعمرات "كيب فرو" للفقمات.
وبالعودة إلى البر، يمكن للسائح مواصلة رحلته بالسيارة على امتداد طريق قمة "تشابمان"، مروراً بقرى صيادي الأسماك في "كوميتي" و"سكاربورو"، إلى حين الوصول إلى متنزه جبل الطاولة الوطني، ومن ثمّ إلى رأس الرجاء الصالح الذي يخطف الأنفاس بمناظره التي تستحق التوقف عندها لالتقاط بعض الصور النادرة، قبل بلوغ نقطة كايب التي تُعد أبعد المحطات وآخرها في جنوب القارة الأفريقية.
باقة من النشاطات الممتعة:
تقدم مدينة كيب تاون لمحبّي المغامرات الخطرة مجموعة متنوّعة من الخيارات الممتعة، بدءاً بتسلّق الجبال وهبوطها، مروراً بركوب الدرّاجات في المناطق الجبلية وصولاً إلى التزلّج فوق المياه بالمظلات الهوائية. وفي حين تشدّ مياه تلك المدينة المنعشة إليها عشّاق السباحة، ويمكنكم ببساطة الاكتفاء بحمام شمسي والانضمام إلى الحشود التي تستجمّ على شواطئ "كليفتون" الأربعة المتّصلة ببعضها البعض، أو الاسترخاء على الرمال الدافئة في "كامب باي". كما يمكنكم مشاركة السكّان المحليون متعة تسلّق قمة جبل "ليونز هد" الواقع بين جبل الطاولة المسطّح وهضبة "سيجنال"، حيث يمكن الاستمتاع بمنظر مغيب الشمس المهيب ما إن يذوي قرص الشمس الوردي في المياه الليلكية البراقة.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث