هذا ما اكتشفته حتّى الآن، بفضل فيروس كورونا

الإعداد: Yasmina Farah Massoud

ما اكتشفته حتّى الآن، بفضل فيروس كورونا (وحالة الركود):

  • ملابس وأحذية رائعة لم أعرف بوجودها في خزانتي حتّى. إذ لديّ الكثير على الرغم من أنّني أعطي كميّات كبيرة منها للأعمال الخيريّة مرّتين في السنة. وقد يمنحكِ هذا الأمر فكرة عن عادات التسوّق الخاصّة بي، كذلك فإنّني اكتشفت أيضاً قطعاً لا تزال البطاقات عليها، لربّما نسيت أنّني اشتريتها.
  • العبثيّة والاستخفاف مِن قبل بعض وسائل التواصل الاجتماعيّ، بحيث لا ما من فيروس يمكن أن يقتل.
  • حتّى الأشخاص الذين لا يؤمنون بالله بحاجة إلى الإيمان بقدرة ما. وأدهشني أنّ الكثيرين منهم اختاروا الاعتقاد بالهراء السخيف الذي يعمّ وسائل التواصل الاجتماعيّ الخاصّة بهم بدلاً من الإيمان بما يقوله العلم. بالفعل، لا تعرف الحقارة الرقميّة أيّ حدود.
  • أعتبر أنّ الادّعاء فيروساً أسوأ بكثير من فيروس كورونا. فالوباء الحقيقيّ يكمن في مَن يدّعون أنّهم قدّيسون وأطبّاء وعلماء ومحلّلين ومهندسين بيوكيميائيّين وما إلى ذلك. يبدو أنّه لم تعد ثمّة حاجة إلى جامعة هارفارد وكولومبيا ونيويورك وبانتيون أسّاس ودوفين والسوربون وأكسفورد وكامبريدج. فنحن خبراء بالفطرة.
  • الناس سريعو الحكم. في حين أكثر ما نفعله على أفضل وجه هو توجيه أصابع الاتّهام وإطلاق الأحكام غير القابلة للتفسير على بعضنا البعض. فجميعنا نعتقد أنّنا نعرف أكثر من غيرنا ونخجل من أولئك الذين لا يتبعون خطانا السخيفة.
  • لغاية اليوم، نحن كبشر لا زلنا نتصرّف بشكل خاطئ وغير إنسانيّ على كثير من الأصعدة، لدرجة أنّ هذه الفقّاعة القبيحة كان لا بدّ لها أن تنفجر بطريقة ما. وهذا الفيروس بمثابة دعوة لليقظة.
  • نحن، آباء اليوم، نشأنا في أوقات كان الملل فيها مصدر إلهامنا الأساسيّ. بحيث اعتدنا أن نلعب مع أشقّائنا ونبتكر الكثير من الألعاب العبسيّة وأحياناً الذكيّة، لكنّنا لعبنا وتفاعلنا كثيراً، وحدّقنا في الأسقف كثيراً وكان التلفزيون "شاشتنا" الرئيسة (إذا لم يستخدمها أهلنا) أو جفوننا عندما نغلق أعيننا لنحلم. وفي الوقت الحالي، يكتشف أطفالي العالقين في المنزل بعض الألعاب القديمة، ويقرأون الكتب غير المقروءة ويبتكرون الألعاب، والأهمّ من كلّ ذلك أنّهم يتفاعلون مع بعضهم البعض، وهذا أمر جيّد جداً!
  • لا يبدو طلاء الأظافر جيّداً بعد غسل اليدين مرّتين مع إنشاد أغنيه Happy Birthday كلّ 30 دقيقة. لذا، أفكّر بجديّة في عدم وضع طلاء الأظافر وتعريض أظافري لضوء النهار بعد أن أمضيت 20 عاماً متتالياً بطلائها.
  • وقت الفراغ هو كلّ ما أردنا الحصول عليه في أيّامنا المزدحمة. والآن بات إلزاميّاً، لنرَ إذاً ما سنفعله به.
  • التفاني ليس بنقطة قوّة لدينا. فالآن علينا أن نفكّر في الآخرين بقدر ما نفكّر في أنفسنا. علينا عزل أنفسنا من أجل الحدّ من انتشار فيروس كورونا. وأراهن أنّ معظمنا لا يزال يخرج من منزله بدافع أنانيّته، لأنّنا كبشر نعتبر أنّنا لا نُقهرَ، إذ سبق لنا أن تجاوزنا ما هو أسوأ بكثير، فنحن أفضل مًن يجيد الاختلاط وتناول العشاء والغداء وجلسات النرجيلة والمشروبات والإنكار. نحن مثيرون للشفقة! ومن الأفضل أن نتولّى الأمور بأيدينا وإلا فالّلوم يقع علينا.
  • إنّ هذا الفيروس المجهري الذي يشبه أحمقاً يرتدي التاج طال البشريّة كلّها. ممّا يمنحنا منظوراً حول مدى صغرنا وهشاشتنا وضعفنا. إذ يمكننا أنّ نبتكر أعظم التكنولوجيا وأكثرها تقدّماً في العالم، لكن في نهاية المطاف نجد أنفسنا محكومين بجسيمات أصغر من حبّة الغبار.

اقرئي أيضاً: فيروس الكورونا... عوارضه وطرق الوقاية منه

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث