Marta Nasazzi : " يجب أن يفتخر القطريّون بأنّ بلادهم نمت بشكل كبير في فترة قصيرة، وأذكّرهم بالمحافظة على جمالها "

منذ العام 2003، ترشد Marta Nasazzi مديرة قسم التصميم الداخليّ والمديرة العامّة لشركة Peia International Design، أحد فروع شركة PEIA، عملاءها في قطر لاتّخاذ الخيارات الصحيحة باتّباع توجيهات التصميم وقواعده. بدءاً من روائع الرفاهية والضيافة إلى الحلول المتعلّقة بالسكن الاجتماعي، ومن الأماكن السكنيّة والتجارية إلى المكاتب والمباني الصناعيّة. في ما يلي نسألها عن تطوّر ساحة التصميم الداخلي في قطر وأحدث الصيحات العمرانيّة.

التصوير: Maximilian Gower

تعمل شركة Peia Associati في قطر منذ العام 2003. هلّا تصفين لنا هندسة داخليّة مثاليّة لمنزل قطريّ؟

يعتمد التصميم الداخليّ على الزبائن، لذا أفضّل التحدّث عن الاتّجاهات، والاتّجاه السائد حاليّاً هو التخطيط المرن وتخصيص مساحة للأطفال وأخرى عامّة منفصلة عن تلك العائليّة. أمّا من حيث المواد المستخدمة اليوم، فهي حديثة بالإضافة إلى الألوان المحايدة والأثاث المتفرّق والمريح مع القليل من الزخرفة.

كيف تطوّرت الأذواق والرغبات والمتطلّبات الهندسيّة في قطر خلال الأعوام العشرين الماضية؟

بما أنّنا موجودون في قطر منذ حوالى 20 عاماً، فقد عشنا تحوّل الجيل الجديد وكلّ التأثيرات العالميّة. في البداية، كان الزبائن يميلون أكثر إلى الأسلوب الكلاسيكيّ وأحبّوا الديكورات وشكل القوس. لكن لحسن حظنا في السنوات الأخيرة، أدرك الناس أهميّة العيش في مكان نقيّ. ولن أتحدّث عن الأسلوب البسيط لأنّني لم أعد أعتمده، لكن يمكن التكلّم عن ذلك المعاصر. يمكننا ابتكار أسلوب جميل ونقيّ وإضافة بعض اللمسات من الألوان والزخرفة العربيّة كالأغراض واللوحات والفنّ بشكل عامّ مع الأقمشة الملوّنة لإضفاء طابع شخصيّ على المساحة.

كيف تجتمع الفخامة والطابع العمليّ في المنازل القطريّة؟

الفخامة اليوم هي المواد والأقمشة ذات الجودة العالية والتركيب المتقن. والتفاصيل في الهندسة مثلاً مهمّة أيضاً. كما أنّ الإضاءة غاية في الأهميّة إذ تمنح استخداماً صحيحاً للمساحة وبيئة جيّدة لسكّان المنزل. لذا، سيكون الطابع العمليّ جيّداً عندما تكون كلّ الأمور مدروسة.

كيف تستلهمين في مشاريعك من المعارض التي تزورينها حول العالم؟

تساهم المعارض الفنيّة في اختيار القطع التي نستخدمها لملء المساحات. نحن شركة تصميم دوليّة ومكتبنا الرئيس موجود في ميلانو حيث يُقام أهمّ معرض للتصميم، فيساعدنا للتعرّف على القطع الجديدة. كما أنّنا نعمل مع بعض مورّدي التصميم أيضاً، لذا نتعرّف دائماً على أفكار جديدة، ونتعامل كذلك مع أبرز العلامات التجاريّة الأوروبيّة للتصميم. وقد نبتكر أحياناً قطعة معيّنة لأحد مشاريعنا، فتصبح من التصاميم المدرجة ضمن كتالوج العلامة التجارية.

كيف توفّقين بين ذوق الزبائن ورغباتهم من جهة ومبادئ التصميم والقواعد الخاصّة بك من جهة أخرى؟

لا تتمثّل مهمّتنا بفرض مبادئنا بل نحن نهدف إلى دفع زبائننا لاتّخاذ القرارات بعد أن نقدّم أفكارنا. وقد يكون الأمر صعباً أحياناً عندما يريد الزبون أن يفرض فكرته، لكن يجب التحلّي بالصبر لنشرح لهم أكثر. إنّها عملية طويلة لنساعدهم على فهمنا ولوضع ثقتهم بنا. ويكون الوضع أكثر حساسيّة بالنسبة للقطاع الخاص طبعاً لأنّ الزبون سيكون المستخدم النهائيّ للمساحة لذا نحن ندعمه تقنيّاً.

ما هي القاعدة الرئيسة التي يجب أن يتبعها الثنائيّ قبل تصميم ديكورهم الداخليّ لئلا يملّا منه لاحقاً؟

ننصح دائماً باستخدام المواد والألوان الحياديّة وبعض القطع الفنيّة الفريدة للأثاث المتفرّق التي ستبقى دائماً جميلة. لا تزول صيحة الألوان الحياديّة ويمكن أن نضفي لمسة من الألوان في الديكور الثابت. كما ننصح بالمواد والأقمشة ذات الجودة العالية لكي تدوم طويلاً ويسهل صيانتها وتنظيفها. ويجب اعتماد تخطيط مرن، ولا سيّما مع المساحات المفتوحة مع فواصل منزلقة ومتحرّكة للشعور بالمساحات الكبيرة وفي الوقت نفسه للتمتّع بالخصوصيّة.

بعد سنوات من العيش في قطر واختبار التغيّرات الهائلة التي حدثت في البلد، ما هي رسالتك للقطريّين فيما يلتقي العالم كلّه هذا الشهر في هذه البقعة بالذات؟

أقول لهم إنّه يجب أن يفتخروا بأنّ بلادهم نمت بشكل كبير في وقت قصير، وأذكّرهم بالمحافظة على جماله والاعتناء به.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث