At Home مع JJ Martin

تجتمع ريادة الأعمال والموضة والصحافة في شخصيّة JJ Martin! وقد قدّم لها عملها في الصحافة طوال 15 عاماً خبرة أيضاً في عالم التصميم الحديث والمعاصر وتاريخ التصميم في إيطاليا وميلانو تحديداً، حيث اقتضت وظيفتها زيارة منازل صنّاع الأذواق والمهندسين والمصمّمين الداخليّين ومصمّمي الأزياء. فمزجت هذه المعرفة مع أسلوبها الخاصّ في الديكور وبدأت في تطبيق ذلك في جوهر علامتها التجاريّة La DoubleJ. وكان التركيز على ما تحبّه بصدق ما ساعدها كثيراً في إنشاء العلامة. وتتميّز معظم ملابس هذه الأخيرة بطابع بسيط جداً من حيث التصميم ممّا يمنحها مجالاً كبيراً للابتكار من الناحية النمطيّة. وفي بداياتها كانت تصوّر ملابس الـVintage وتبيعها، ممّا أثار الكثير من الحماسة في داخلها، إذ تبدأ بالقفز من الفرح كلّما تعثر على قطعة جديدة. وبحسب رأيها، إنّ هذا الشغف في ما نقدّمه تحديداً هو الذي يصل إلى قلوب الناس في النهاية. وفي عددنا هذا، بات دورنا نحن لزيارتها في منزلها في ميلانو لاكتشاف ديكوره والطريقة التي يعكس فيها كلّ ما تحبّه!

التصوير: Robyn Lea

كيف صقل شغفك بأسلوب الـVintage رؤيتك لهندسة منزلك الداخليّة؟ وكيف ترجمت ذلك أثناء التصميم؟

الأمر الذي يميّز ميلانو هو أنّها ليست مدينة يطغى عليها طابع الباروك مثل البندقية أو روما أو فلورنسا. فهي تتّسم بتاريخ مهمّ جداً في التصميم من منتصف القرن وهو أسلوب أنيق جداً، وأنا أحبّه لأنّه يسمح بالكثير من الإبداع في الديكور، ممّا يعني بالنسبة إليّ أنّه كلّما كان مرحاً وغريباً، كلّما كان أفضل. وأحبّ شراء القطع القديمة في المزادات، فلا أبحث عن تلك الفاخرة بل عن الأشكال الفريدة. كما أنّني أعشق الكراسي والمجوهرات التي أعرضها على حائط حمّامي والأغراض الزجاجيّة. فهذه هي القطع التي أميل إلى اختيارها بالإضافة إلى الأشكال الجديدة التي لم يسبق أن رأيتها من قبل. فالقطعة الأخيرة التي اشتريتها مثلاً هي سجّادة من الساتان الحريريّ المطرّز بالورود مع طاووس عملاق، وهي الآن معلّقة في ردهتي.

أين تظهر الموضة المريحة التي تشعرك بالسعادة مع الأسلوب المتألّق والسهل والأناقة الكلاسيكيّة في التصميم الداخلي لهذا المكان؟

كما في الملابس والأدوات المنزليّة التي نصنعها في La DoubleJ، أردت أن يكون منزلي انعكاساً لأسلوبي الخاصّ، فيكون أنيقاً إنّما مريحاً، وجامحاً بعض الشيء لكن جذّاباً أيضاً. أحبّ المزج بين القطع الراقية وتلك التي أكتشفها في سوق السلع المستعملة، وبين الكنوز القديمة والعناصر التصويريّة المعاصرة. فتماماً مثلما ننسّق الإطلالات، يتعلّق الأمر بالتوازن. أحبّ الترفيه في المنزل، لذلك أردت إنشاء مساحة نابضة بالحياة وتتميّز بعامل مبهر، لكن حيث يمكن لضيوفي أيضاً أن يشعروا بالراحة الكافية لخلع أحذيتهم والرقص قليلاً فيما نقدّم الأطباق خلال العشاء.

هل يلتقي الأسلوب الإيطاليّ مع الكاليفورنيّ في منزلك؟

طبعاً، فإنّ منزلي هو تماماً مثلي، مليء بالتناقضات العميقة. هناك الكثير من الأنماط والألوان التي تعكس جانبي المتأثّر بكاليفورنيا المشمسة، لكن يبرز فيه أيضاً التصميم الدقيق، وهذا طابع ميلانو النموذجيّ. كما يتميّز المنزل بأسلوب قديم جداً (إيطاليّ) وجديد جداً (أميركيّ)، فلديّ مزيج من القطع القديمة التي وجدتها بالإضافة إلى الكثير من الأغراض المعاصرة. وهذا يشبهني شخصيّاً، فصحيح أنّني أحبّ التكنولوجيا وما توفّره لي لكنّني أميل إلى كلّ ما هو غير رقمي، وكأنّني روح قديمة في جسد معاصر.

نرى الكثير من الألوان الجميلة في هذا المكان. هل لديك أي لون مفضّل في الديكور؟ وأين يظهر ذلك أكثر؟

تضيء الألوان المكان بالنسبة إليّ، وأنا أشعر بانزعاج شديد عندما تكون الجدران بيضاء. وفي غرفة التأمّل لديّ، إنّ لون السقف أزرق، أمّا في غرفة المعيشة فتتميّز جدرانها بلون زهريّ باهت. وما تعلّمته في عمل LaDoubleJ ومن خلال تطوير أنشطتي الروحيّة هو أنّ علاقتي بالألوان ليست وليدة الصدفة. فكلّما انسجمتِ أكثر مع الطاقة، كلّما استفدت أكثر من تردّد الأمور التي تحيط بكِ سواء كانت طعاماً أو أشخاصاً أو أماكن أو أغراض. كما تبعث الألوان تردّد الطاقة أيضاً وهذا ما أستفيد منه. فأنا أشعر به فعلاً، وهذا يمنحني الكثير من الفرح.

هل من قطعة فنيّة محدّدة تكمل لمسة الديكور الخاصّة بك؟ وما هي تلك المفضّلة لديك في هذا المنزل؟

إنّ ورق الجدران في غرفة الطعام عبارة عن عمل فنيّ رسمته الفنّانة Kirsten Synge وصمّمته بناءً على بعض الملصقات التي وجدتها في بالي. فقد أعطيتها إيّاها وأعادت ابتكارها بطريقة رائعة. وطبعنا لاحقاً عملها على الورق وصمّمناه خصّيصاً للمساحة في غرفة الطعام لديّ ممّا أضفى بهجةً وحيويّة على المكان بفضل التلاعب بالألوان وأنماطها. كما أنّها رسمت كلبي في زاوية التصميم. والآن، يبدو أنّ الغرفة نفسها محاطة بالأعمال الفنيّة.

هلّا تشاركيننا ذكرى مميّزة من فترة تصميم منزلك؟

كان البحث عن الشقة نفسها رحلة بحدّ ذاتها. وقد وجدتها بالصدفة عندما كنت أجري مقابلات مع البوابّين المحليّين في ميلانو في هذا الحيّ، فأخذوني في الاتّجاه الصحيح. كان ذلك بعد عمليّة بحث طويلة وصعبة لم تنجح أبداً باستخدام الطرق التقليديّة. وكالعادة، كلّ شيء في إيطاليا يحدث من خلال تناقل الكلام.

هل لديك غرفة مفضّلة حيث تمضين الوقت للراحة والاسترخاء؟

إنّها غرفة التأمّل. فلديّ غرفة من المفترض أن تكون غرفة نوم إنّما هي من دون أثاث باستثناء منضدة ورفّ كتب. فقمت بطلاء الغرفة بأكملها باللون الأزرق الكحليّ والسقف مرسوم على شكل كوكبة نجوم بأوراق ذهبيّة، وهو من تصميم صديق لي متخصّص في الأعمال الجداريّة. أنا أعشق الفنّ البيزنطيّ والمباني الإيطاليّة، وخاصّة أسلوب الباروك الصقليّ. فهذه الغرفة أشبه بمساحتي الخاصّة في المنزل، وفيها أمارس تماريني الصباحيّة واليوغا والتأمّل وهو المكان الذي أنظّم فيه لقاءات مجموعات الشفاء بالطاقة. فأشعر بأنّ هذه مساحة لا تطلب منّي شيئاً إنّما موجودة لتعطيني الكثير.

ما الذي يجعل هذا المكان "منزلاً" لك؟

لقد أدركت الأمر مؤخّراً ، فبالنسبة إليّ، يعكس المنزل فعلاً حالات وعيي الشخصيّ. وعندما أختبر حالة ذهنيّة جديدة، سواء عقلياً أو عاطفياً أو حيوياً، يتغيّر منزلي أو يتغيّر الجزء الداخليّ منه أو أنتقل من الشقّة تماماً. فيشكّل المنزل امتداداً لي، وكأنّ طاقة جسدي أو الهالة التي تحيط بي تمتدّ إلى المنزل أيضاً. فمن المهمّ بالنسبة إليّ أن أنظّم منزلي وأحافظ على نظافته، ولا بدّ من أن يكون دافئاً وأشعر دوماً بأنّني أستمدّ منه الدعم. فمن المهمّ أن يكون ملاذاً ومسكناً لي شخصيّاً، إنّما أيضاً مكاناً أستطيع أن أرحّب فيه بالآخرين وأتشاركه معهم.

كيف تصفين منزلك في جملة واحدة؟

إنّه هادئ وفيه الكثير من الفرح.

هلّا تخبرينا أكثر عن مسيرتك وعن التّحدي الأكبر الذي واجهته وطريقة تغلّبك عليه؟

مثل أيّ شخص آخر، لقد مررت بالكثير من التقلّبات في حياتي لكنّ نشاطي الروحيّ هو الذي ساعدني في التغلّب على الأوقات المظلمة. واليوم، بدلاً من محاربة التجارب الصعبة، أحاول الترحيب بها. أسأل نفسي ما الذي أتعلّمه، وما هو المكسب الذي قد لا أحبّه في هذا الموقف؟ وفي تلك الأوقات يجب أن ندرك أنّنا مبدعون. من السهل جدّاً أن تجدي نفسك ضحية لحياتك أو دولتك أو والديك أو وظيفتك. لكن كلّما استطعنا أن نظهر للناس أنّه بإمكانهم فعلاً ابتكار شيء ما من داخلهم، وكلّما زادت التجارب الملموسة التي يعيشونها أثناء القيام بذلك، عندئذٍ تبدأ الأمور بالتغيّر.

كيف تساهمين في تمكين المرأة من خلال ما تفعلينه؟

لا تتوقّف مهمّتنا في La DoubleJ على بيع فستان أو مفرش طاولة للسيّدات، بل نهدف إلى أن نحضنها ونعزّز حالتها النفسيّة ونساعدها على الشعور بأفضل حال في جميع جوانب حياتها. فأفرح أكثر مثلاً إذا تمكّنت من جعلها تبدأ في ممارسة التأمّل، أو إذا عرّفتها على تقنية تنفّس جديدة أو إلى معالج بالطاقة، أو جعلتها تفتح قلبها وتتواصل مع حدسها. كلّ ذلك كان ضمن مواضيع مقالاتنا والندوات الكثيرة عبر Zoom والفعاليات التي استضافتها La DoubleJ مجاناً في السنوات القليلة الماضية. كما تساهم نشرتي الإخباريّة Spirit Tickle التي تصدر مرتين شهرياً في أخذ مجتمعنا في رحلة إلى أحدث مغامراتي الروحيّة مع نصائح أساتذتي والمعالجين الذين أتعامل معهم. ونحن نهدف إلى التواصل مع النساء الأخريات اللواتي يسعينَ أيضاً إلى ما هو أعمق من ذلك فنبني مجتمعاً معاً ونعزّزه.

ما الذي يميّز تجربة المتجر الموقّت في Harvey Nichols في دبي؟

لطالما أردنا توسيع وجودنا في الشرق الأوسط، لذا فإنّ وجود المتجر الموقّت في HarveyNichols في دبي مشوّق فعلاً. وأردنا أن نقدّم الفرح والمرح نفسهما كما في متجرنا الرئيس في ميلانو. لذا اخترنا اللون الزمردي نفسه للجدران وورق الجدران بطبعة الأناناس، بالإضافة إلى تصميم الأجنحة التي صنعها فنّان محليّ في ميلانو خصيصاً لنا. هناك طاقة حقيقيّة بين متجر La DoubleJ في إيطاليا وفي دبي من حيث الجرأة كما البهجة التي يزرعها في الناس. وكان من دواعي سروري أن ننشئ هذا المتجر الموقّت للاحتفال بهذه الجوانب المشتركة معاً.

 

العلامات: LaDoubleJ JJMartin

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث