لهذا السبب أحبُّ الامبراطورة سيسي!

جميلٌ أن تكوني أميرة، أليس كذلك؟ تتخيّلين نفسك في عالم ورديّ مليئ بالزهور واللآلئ... فعندما نقول أميرة، تتبادر إلى ذهننا صور نمطيّة معيّنة كالفستان الجميل والشعر الناعم المتدلّي والوجه المشعّ.

وقد يُخيّل إلى الفتيات الصغيرات أنّ الأميرة هي الفتاة الناعمة والحسّاسة التي تعيش بانتظار فارس الأحلام الذي سيغيّر حياتها ويأخذها في رحلة إلى عالم ورديّ يتكلّل بنهاية سعيدة. إنّما الواقع في كثير من الأحيان مغاير لهذه التصوّرات. فما يجب على القصص أن تتطرّق إليه أيضاً هو أنّ الأميرات تتحمّلن مسؤوليّة كبيرة سواء تجاه عائلاتهنّ أو تجاه شعوبهنّ. وبعيداً عن هذه الصور النمطيّة والنماذج الورديّة الخياليّة، يمكن للأميرة أن تكون قويّة ومبادرة وشجاعة تحمي شعبها وتحارب من أجله وتدافع عن حقوقه!

وهناك نماذج من التاريخ أكثر قرباً من هذا الواقع، مع أميرات يمثّلن نموذجاً للدور النسائيّ الرائد. سأتشارك معك تباعاً أمثلة على تلك الأميرات، نبدأ اليوم من الإمبراطورة Elisabeth المعروفة بـSissi. وقد جسّدت حياتها الممثّلة Romy Schneider عام 1955 وشكّل هذا الدور تأثيراً كبيراً على حياتها المهنيّة بفضل تألّقها من خلاله.  وآخر عمل عن حياة Sissi كان سلسلة The Empress بجزئها الأوّل على منصّة نيتفلكس عام 2022. قد تعطي هذه الأعمال نظرة عن قرب إلى حياة الإمبراطورة، إلاّ أنّه للتعّرف إليها أكثر يمكن زيارة قصر Schönbrunn في فيينا وهو سكن Habsburg الصيفيّ بالإضافة إلى متحف Sissi في قصر Hofburg الإمبراطوريّ الشتويّ الذي يعرض تفاصيل حياتها الخاصّة. ويتضمّن عدداً من مقتنياتها الشخصيّة، بما فيها نسخة طبق الأصل عن الفستان الذي ارتدته ليلة حفل زفافها ومعطفها الصباحيّ ومظلّتها ومراوحها وقفّازاتها وعربة السكّة الحديديّة التي كانت تستخدمها في أسفارها. ولا بدّ لي من الإشارة إلى أنّه لدى زيارتي لهذا القصر، بالإضافة إلى إعجابي بأسلوبها الذي يظهر في أغراضها الشخصيّة، شعرت برهبة كبيرة كما أنّها لا تزال تعيش في هذا المكان!

ولدت Sissi في النمسا في العام1837، عُرفَت بجمالها الأسطوريّ وكانت مهووسة بالحفاظ عليه وعلى رشاقتها. كذلك كانت متعلّقة جدّاً بالسفر والفروسيّة والفنون والكتابة على وجه الخصوص. حيث كانت تنام نادراً جدّاً وتقضي ساعات في القراءة والكتابة في الليل وكان لديها اهتمام خاصّ بالتاريخ والفلسفة والأدب والسياسة. وتزوّجت Elisabeth في السادس عشر من عمرها بالإمبراطور Franz Joseph، فأصبحت إمبراطورة النمسا والمجر.

أحبّت السفر كثيراً حيث كانت تفضّل الاختلاء بنفسها على التقيّد بالبروتوكول وبالواجبات التي يفرضها عليها الحرم الملكيّ، فتمرّدت عليها. إنّما أكثر ما اشتهرت به بالإضافة إلى شعرها الكثيف والطويل وخصرها الذي وصل عرضه إلى 40 سم كان قربها من عامّة الشعب. وبفضل زياراتها المتكرّرة إلى هنغاريا وتوطيد علاقتها بشعبها ساعدت زوجها على تحقيق الملكيّة المزدوجة للنمسا والمجر.

ومن هنا نعود إلى نقطة البداية وهو تأثير وشجاعة وقوّة الأميرات في مصير بلادهنّ، وهو الأمر الذي تغفل عنه القصص الورديّة! وهذا بعضٌ ممّا أحبّه في سيسي!

يتبع...  

إقرئي ايضاً: Lana Medawar :"أنا امرأة لا تملك سوى الأفكار التي أتّمنى أن تكون مصدر إلهام وأمل”

العلامات: Vienna

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث