في اليوم العالمي للّاجئين - قصص نجاح اللّاجئات الأولمبيّات

كلّ يوم، يواجه الناس في جميع أنحاء العالم أحد أصعب القرارات التي يمكن أن يتّخذها المرء في حياته: مغادرة الوطن بحثاً عن حياة أكثر أماناً وأفضل. هذه الرحلات التي تبدأ جميعها بالأمل في مستقبل أفضل، يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر والخوف. ومن أجل تكريم اللاجئين في جميع أنحاء العالم، أعلنت الأمم المتحدة تخصيص يوم عالمي للّاجئين يُحتفل به في 20 يونيو من كلّ عام. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على بعض قصص نجاح اللّاجئات الأولمبيّات اللواتي يبرهنّ لنا إلى أي مدى يمكن أن تأخذنا الأحلام والتفاني. فإنّ مشاركتهنّ أهمّ بكثير من الفوز أو الخسارة، وبغض النظر عن العَلَم الذي نرفعه أو من نحبّ، فإنّ هؤلاء الرياضيّات يثبتنَ لنا أنّ هذا العالم هو مكان ننتمي إليه جميعنا... معاً.

بعد أن نشأ والدها علي زادة في إيران، عاد إلى أفغانستان عندما أصبح راشداً. وتعلّمت معصومة ركوب الدرّاجة في سنّ التاسعة. وكونها راكبة درّاجات في كابول، تعرّضت معصومة لمضايقات جسدية ولفظية. فرّت هي وعائلتها المتألّفة من والدَيها وأشقّائها الثلاث وشقيقتها من أفغانستان عام 2016 بعد تهديد طالبان. وفي العام 2020، شاركت في الألعاب الأولمبية وكانت جزءاً من الفريق الأولمبيّ للاجئين.

ما الذي تقدّمه لك التمارين الرياضيّة من حيث الصحّة واللياقة البدنيّة؟
التمارين الرياضيّة هي ما يضمن الصحّة الجيّدة، وقد عزّزت لديّ ثقتي في نفسي وساعدتني على الحصول على الوزن المناسب. 

ما هي التمارين التي تمارسينها وكم مرّة في الأسبوع؟
الرياضة هي جزء مميّز من حياتي، وأمارس التمارين ثلاثة أيّام في الأسبوع. أمّا رياضتي المفضّلة فهي ركوب الدرّاجات.

ما هو النظام الغذائيّ اليوميّ الذي تعتمدينه وما هي الأطعمة التي تركّزين عليها؟
حالياً، وبما أنّني لا أتدرّب من أجل الألعاب الأولمبيّة، لا أتّبع نظاماً غذائياً خاصّاً، لكنّني أركّز أكثر على منتجات الألبان والخضروات الأطعمة التي تحتوي على البروتين والمأكولات البحريّة، لأنّها مفيدة جداً وأنا أحبّ دائماً التنوّع.

كيف تحافظين على حماستك لممارسة الرياضة؟
جعلتني الرياضة أنمو وأزدهر. في البداية عندما كنت في أفغانستان، مارست رياضات مختلفة لأنّني أحبّ الرياضة بشكل عام.
لكن عندما بدأتُ ركوب الدرّاجات، أدركت أنّها رياضة محدودة وأكثر خطورة على النساء من الرياضات الأخرى التي تُمارس في الداخل بعيداً عن الأنظار. أمّا ركوب الفتيات الدراجات في شوارع أفغانستان، فكان خطيراً جداً وصعباً وغير مقبول بالنسبة إلى الرجال الأفغان. وكان ذلك أمراً جديداً تماماً وهذا ما عرّض سلامتي وسلامة راكبات الدرّاجات الأخريات للخطر. وقد لقينا مواجهة حقيقيّة، وحاولوا منعنا من خلال الإهانات والإذلال والتهديد.
 لكنّ مواجهة كل تلك المخطار والمشاكل والعقبات والتهديدات والإهانات وانعدام الأمن جعلتني أقوى وأكثر حماسة، وأردت أن أكون نموذجاً يحتذى به بالنسبة إلى الفتيات الأفغانيات وأن أبدأ هذه الثقافة في المجتمع الأفغانيّ التقليديّ، وأن أشجّع الفتيات الأخريات على ركوب الدراجة فأساعدهنّ بهذه الطريقة.
فعندما يعتاد الناس رؤية فتيات يركبنَ الدراجات في الشارع، سيصبح الأمر طبيعياً في النهاية، وسيكون مقبولاً للمجتمع. وهكذا لن يكون ممارسة غير مقبولة في المجتمع الأفغاني وستستخدم الفتيات الدرّاجة بسهولة كوسيلة من وسائل النقل والتمارين الرياضية.
وعندما ذهبت إلى فرنسا، حلمت أن أشارك في الألعاب الأولمبيّة، وقد حفزّني هذا الحلم على التدرّب بانتظام وبشدة.
لكنّني كنت أدرك أن مشاركتي فيها كانت مستحيلة نظراً إلى مستوى التدريب الذي حظيت به ولأنّني مهاجرة ولا يمكنني تمثيل بلدي. لكن لحسن الحظ، منحني برنامج الألعاب الأولمبية للرياضيين المهاجرين الأمل. وعندما أدركت أنّني أستطيع المشاركة، تشجّعت ومنحني ذلك المزيد من التحفيز لمواصلة التدريب بشكل مكثّف ومنتظم لتحقيق أهدافي.
في البداية كانت المشاركة هذه حلماً بالنسبة إليّ ولكن عندما بدأت أصبح لديّ أهداف أخرى مثل أن أكون قدوة إيجابيّة للشابّات الأفغانيات.

كونك رياضيّة لاجئة، ما الذي تتمنّينه في المستقبل القريب؟ وهل من رسالة تودّين مشاركتها؟
مع الجهود التي أبذلها، أتمنّى أن أحقّق المزيد من النجاحات كرياضيّة لاجئة وطالبة لاجئة في المستقبل القريب. أمّا رسالتي فهي رسالة سلام وقبول متبادل وحقوق متساوية للرجال والنساء في البلدان التي لا تمنح المرأة حقوقها، كما حقوق متساوية لجميع اللاجئين والمهاجرين حول العالم. ورسالتي للفتيات الأفغانيّات الشجاعات فهي أن يؤمنّ بقدراتهنّ ولا يستسلمنَ أبداً فيسعينَ لتحقيق أحلامهنّ. وأتمنى أن تستعيد نساء بلدي يوماً ما حقوقهنّ الأساسيّة، وأتمنّى أن يصبح ركوب الدرّاجات أمراً طبيعياً لكلّ النساء في بلدي.

وُلدت منى في سوريا. لجأت والدتها إلى هولندا ثمّ انضمّت إليها في العام 2018. بدأت ممارسة الجودو في سوريا عندما كانت في السادسة من عمرها، وإلى جانب مسيرتها في الرياضية، تخصّصت منى في التربية البدنيّة. ووصلت إلى الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة في طوكيو عام 2020، وهذا إنجاز بحدّ ذاته للاجئة سوريّة. حصلت على منحة الرياضيّين اللّاجئين من اللجنة الأولمبيّة الدولية وتم اختيارها كواحدة من ستّة لاعبي جودو للفريق الأولمبي للاجئين المكوّن من 29 شخصاً اختارتهم اللجنة الأولمبية الدوليّة في طوكيو.

ما الذي تقدّمه لك التمارين الرياضيّة من حيث الصحّة واللياقة البدنيّة؟
من المهمّ جدّاً بالنسبة إليّ أن أبقى نشطة وأن أمارس الرياضة يوميّاً لأنّها تمنحني القوّة وتحافظ على مهاراتي ولياقتي البدنيّة. 

ما هي التمارين التي تمارسينها وكم مرّة في الأسبوع؟
أمارس الرياضة كل يوم وأحياناً مرّتين في اليوم الواحد، فأسبح وألعب الجودو في الليل.

ما هو النظام الغذائيّ اليوميّ الذي تعتمدينه وما هي الأطعمة التي تركّزين عليها؟
أتناول وجبتين في اليوم، ويركّز نظامي الغذائي على البروتينات والخضروات أكثر من غيرها من المأكولات.

 كونك رياضيّة لاجئة، ما الذي تتمنّينه في المستقبل القريب؟ وهل هناك رسالة تودّين مشاركتها؟
لقد شاركت في الألعاب الأولمبيّة في طوكيو عام 2020 لكنّني لم أحقّق أي نتائج، إنّما بفضل هذه التجربة دفعت حدودي لبذل المزيد من الجهد للمشاركة في الألعاب الأولمبيّة في باريس عام 2024. أمّا رسالتي لأيّ لاجئة فهي عدم الاستسلام والاستمرار في الحلم والسعي لتحقيق أحلامها حتّى لو كانت ظروفها صعبة، كما أنّني أفتخر جداً بتمثيل اللاجئين فهذا وحده يمنحني الكثير من القوّة.

وُلدت نيغارا في أفغانستان. فرّت عائلتها من جلال آباد على ضفاف نهر كابول عندما كانت تبلغ من العمر ستّة أشهر بسبب الحرب في أفغانستان، فحملها والداها طوال يومين وليلتين عبر الحدود إلى باكستان عام 1993. دخلت نيغارا التاريخ في طوكيو لتصبح أوّل امرأة أفغانيّة تتنافس في الألعاب الأولمبيّة وهي تلهم الأخريات وتناضل من أجل حقوق المرأة في بلدها.

ما الذي تقدّمه لك التمارين الرياضيّة من حيث الصحّة واللياقة البدنيّة؟
تمنحني التمارين الرياضيّة الراحة لأكون قويّة وأتمتّع بلياقة بدنيّة وبصحّة جيّدة ممّا يمنحني الشجاعة لأعيش حياة خالية من التوتّر. لقد نشأت وأنا أشاهد والدي وإخوتي وهم يمارسون الرياضة. فلاحظت مدى أهمية التمتّع بصحّة جيّدة في حياتنا اليوميّة. وبدأتُ أمارس التمارين الرياضيّة في سنّ مبكرة جداً وأردتُ دائماً أن أكون مفيدة لعائلتي ومحيطي وليس عبئاً لهم.
ما هي التمارين التي تمارسينها وكم مرّة في الأسبوع؟
أمارس الرياضة خمس مرّات في الأسبوع ومرّتين في اليوم. أبدأ عادةً بتمارين الكارديو في الصباح ثمّ تمارين الجودو في المساء. إنّما بعد إصابتي خلال الألعاب الأولمبيّة، لم أتحمّل الاستمرار في ممارسة الجودو طوال ثلاثة أشهر واعتمدتُ فقط على تمارين الكارديو، لكنّني عدتُ الآن إلى تدريباتي العادية.
ما هو النظام الغذائيّ اليوميّ الذي تعتمدينه وما هي الأطعمة التي تركّزين عليها؟
أتناول الطعام خمس مرّات في اليوم وأركّز على الأطعمة الغنيّة بالبروتين بشكل أساسي. وأظنّ أنّه من الضروري الاهتمام بالنظام الغذائيّ الذي نعتمده إذا أردنا الحصول على جسم سليم. وفي الوقت نفسه، أظنّ أنّ كلّ شخص فريد، وكذلك هي احتياجاته. وأركّز على البروتين مثلاً لأنّه يساعدني في التمارين التي أمارسها، فيجب أن نجد ما يناسب أجسامنا. صادفت الكثير من الأشخاص الذين اعتمدوا نظام الطعام الذي أعتمده لكنّه لم يناسبهم، لذا أقترح أن يستمع كلّ شخص إلى جسده.

كيف تحافظين على حماستك لممارسة الرياضة؟
أكتب أهدافي قبل أن أنام، وعندما أستيقظ في الصباح، أوّل ما أراه هو هذه القائمة التي تجعلني أستمرّ طوال اليوم. فأركّز حالياً على الألعاب الأولمبية 2024، ولديّ صورة لميدالية أولمبيّة معلّقة أمام سريري، وكلّ يوم أستيقظ لتحقيق هذا الهدف. قد لا أتمكّن من ذلك، لكنّني سأشعر بالرضا لأنّني بذلت قصارى جهدي.

كونك رياضيّة لاجئة، ما الذي تتمنّينه في المستقبل القريب؟ وهل هناك رسالة تودّين مشاركتها؟
بصفتي رياضيّة لاجئة، آمل أن أحظى بالاحترام المتبادل للاجئين وأبناء البلدان المضيفة. ومع تزايد اللاجئين في جميع أنحاء العالم، أوّد أن أوجّه لهم جميعاً رسالة مفادها احترام ثقافة البلدان المضيفة. ومن المنطلق نفسه، أنا أتفهّم الصعوبات التي يمرّون بها، لذلك آمل أن تكون تجربتهم في البلدان المضيفة ممتعة وبعيدة عن أي تمييز عنصريّ. 
 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث