عبير سندر: هكذا تتصدّون للعنصريّة !

تُعدّ عبير سندر مدوِّنة الجمال الداكنة البشرة الأولى في المملكة العربيّة السعوديّة. ومن خلال المحتوى الذي تنشره على صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي، تلهم عبير مئات آلاف الأشخاص الذين يتابعونها. وبينما خصّصنا سابقاً وانطلاقاً من إيماننا بمجتمع يحتفي بالتعدديّة بدلاً من التركيز على معايير جماليّة واحدة تحقيقاً عن تحدّي عبير للصور النمطيّة وعن كيفيّة إبرازها جمالها الخاص ودعوتها النساء للإحتفاء بإختلافهنّ، نتحدّث من جديد معها اليوم عن الأحداث العالميّة الأخيرة، إثر مقتل جورج فلويد وكيفيّة التّصدي للعنصريّة من أيّ شكل كانت!

  • هلاّ شاركتنا رأيك عمّا حصل مؤخّراً في الولايات المتّحدة الأمريكية؟

لا أجد الكلمات التي تصف خيبة الأمل والحزن والغضب جرّاء الحوادث التي تحصل في الولايات المتّحدة الأميركيّة مع أصحاب البشرة الداكنة. وأشعر أنّه إذا لم يقم الأفراد بحلّ هذه المشكلة، كلّ في محيطه، يمكن أن تتفاقم هذه الأزمة وتصبح عالميّة.

  • كيف برأيك نستطيع اليوم محاربة العنصريّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع؟

لدى الأشخاص الذين يمتلكون منصّات للتعبير والمؤثّرون على وسائل التواصل الإجتماعي مسؤولية كبيرة اليوم في نشر الوعي تجاه هذه القضيّة، لأنّ العنصريّة ليست مشكلة أصحاب البشرة الداكنة، إنّما مشكلة العالم بصفة عامّة! ويعاني بعض الناس خصوصاً في عالمنا العربي إلى هذا التاريخ من الجهل تجاه هذا الموضوع، فلا يشعرون بوجود هذه العنصريّة. حيث وللأسف أصبحت أمراً طبيعيّاً في حياتهم، فيتفوّهون بالكلمات العنصريّة بدون أن يدروا حتّى. وهنا أهميّة أن يكون هناك تربية جديدة وتوعية للجميع حتّى تختفي هذه الظاهرة.

  • ما الرسالة التي توجّهينها اليوم إلى متابعينك عبر ماري كلير العربيّة عن دورهم في نشر الوعي ضدّ السلوكيات العنصريّة؟

أقول لهم: "كلّ شخص بينكم لديه مسؤوليّة نشر الوعي داخل منزله تجاه أهله وأصدقائه وجميع النّاس في محيطه الذين يميلون إلى سلوكيّات معادية لأصحاب البشرة الداكنة أو إلى نشر العنصريّة والصور النمطيّة السيئة تجاههم. فكلّ منكم عليه تحمّل مسؤوليّة عائلته أوّلاً، أباه وأمّه وأولاده وإخوانه وأخواته وجدّته وجدّه، وخصوصاً الأجيال القديمة المتمسّكة بالصور النمطيّة. كما عليه أن يعدّل ويصحّح أيّ كلمة عنصريّة تصدر عن أيّ شخص حوله." فحتّى لو كان التركيز اليوم على أصحاب البشرة الداكنة، إلاّ أنّ العنصريّة موجودة بأشكال مختلفة، ويجب أن يقوم كلّ فرد بالتفسير للأشخاص الذين لديهم هذه النّزعة العنصريّة خطورة وسوء سلوكيّاتهم وحثّهم على العدول عنها.

  • لطالما اعتززت بجمالك الطبيعي حتّى دخلت عالم الجمال من بابه العريض وأضحيت مؤثّرة الجمال الداكنة البشرة الأولى في المملكة. ماذا تقولين اليوم للفتيات اللواتي لا زلن لا يتقبّلن أنفسهنّ عن عدم وجود معايير واحدة للجمال؟

دائماً ما أقول للفتيات والنساء اللواتي يتابعنني أنّهنّ يجب أن يَحبِبنَ أنفسهنّ كما هنّ. حبّ الذات هو رحلة تختلف درجة سهولتها أو صعوبتها بحسب الشخص. إلاّ أنّها رحلة تستحقّ أن ننطلق بها. فيجب على كلّ فتاة عندما تنظر في المرآة أن ترى صورة جميلة، صورة لا تريد أن تغيّر فيها شيء. وحتّى تصل إلى هذه المرحلة يجب أن تقول لنفسها: "أنا جميلة كما أنا ولا أريد أن أغيّر شيئاً في شكلي لأرضي الآخرين أو لأتقيّد بمعايير أو مقاييس جمال محدّدة". فهذه المقاييس ليس لها أهميّة، ما يجعلك جميلة هو اختلافك وميزاتك الخاصّة! فتخيّلي أنّ العالم بأسره مصنوع من نسخ مماثلة، فلن يكون أحد مميّزاً!

إقرئي أيضاً: أنا كما أنا جميلة

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث