قد تتساءلين عن السبب الذي سيدفعك إلى التفكير في كتابة مذكّراتك في كتيّب صغير تحتفظين به مدى الحياة. إنّما كثيرة هي الدوافع التي تشجّعنا على تدوين أفكارنا وكيف إذا كنّا في خضمّ المصاعب التي نمرّ بها جميعاً والتي تشكّل نقطة تحوّل في حياتنا. إذ يسمح لنا ذلك بتنظيمها بهدف تحقيقها ويساعدنا على التعلّم من خبراتنا اليوميّة والدروس التي تعلّمنا إيّاها الحياة من أجل غد أفضل مع الأجيال القادمة.
إنّه فعلاً الوقت المناسب لأخذ استراحة طويلة من ضوضاء الحياة ووتيرتها المتسارعة التي أبت أن تسمح لنا بتحقيق ما نحلم به لضيق الوقت وكثرة المهام، إمّا الآن فلنصفّي ذهننا ونكتب كلّ ما يجول في خاطرنا. إذ إنّه سيأتي هذا النهار الذي سنقول فيه لا ليتنا نستطيع أن نسترجع تلك اللحظات أو نسجّلها. ولكلّ قصّة أو حكاية نكتبها قيمة كبيرة سنلقاها لاحقاً. فلا بدّ أن تقنعي نفسك أنّ ما تكتبينه له فائدة كبيرة ولعّل أحدهم يهتّم أو يحتاج لقراءته.
اكتبي ما تشعرين به ودوّني آراءك حيال المستجّدات. فكيف تغيّرت مع كلّ التغيّرات التي أصابت العالم؟ وكيف أثّرت هذه الفترة فيك من الناحية الجسديّة والنفسيّة والعاطفيّة سواء إيجابيّاً أو سلبياً؟ وما أبرز التحّديات التي واجهتك هذا اليوم أو هذا الأسبوع؟ وما الدروس الحياتيّة التي تعلّمتها؟وكيف ستربّين أطفالك غداً وعلى أيّ عقلية ستستندين؟ هل صحّتهم فوق كلّ اعتبار؟ وهل الطبيعة هي ملاذهم الوحيد فلا يلحقوا الأذى بها أبداً؟ هل ستعلّمينهم أن يستمتعوا بالأمور البسيطة من دون أن يعتبرونها أمراً مسلّماً به؟ أظنّ أن هذا ما تعلّمته ولا بدّ أن تدوّنيه لتستمتعي به لاحقاً.
اكتبي كيف أمضيت أوقاتا قيّمة مع أهلك وما الرياضات التي مارستها وما العبرة والخلاصة من هذه الأزمة؟ عبّري عن ذاتك من صميم قلبك، واكتبي لنفسك وكأنّ أحداً لا يراك وبوحي بأسرار روحك فتعالجين آلامها. وثقي جيّداً أنّ الكتيّب هذا سيكون مفيداً لأحدهم حتّى وإن لم تعرفي كيف ومتى، فربّما سيفرح به أولادك.
ومن يدري قد يأتي هذا اليوم الذي سيقولون فيه: "أنظروا وجدنا مذكّرات امرأة عاشت في زمن كورونا وخرجت منه أقوى من ذي قبل".
اقرئي أيضاً: 11 مليون شخص يلعبون Animal Crossing:New Horizons اليوم والسبب؟
