تتفتّح عيونك على الحياة وتشعرين بنبضات قلب والدتك فيما يترقّب والدك اللحظة التي سيضمّك فيها إلى حضنه! فها إنّ أميرته قد ولدت... ينظر إليك بحنان ويتطلّع بشغف إلى الأوقات التي سيقضيها معك! أمّا أنت، فترين أمامك بطلاً يحميك، يشعرك بالأمان، يدعمك ويدلّلك، هو العيون التي ترين من خلالها العالم الخارجي... فها أنت تختبرين حبّك الأوّل! وبينما تكبرين تتطوّر هذه العلاقة، قد لا تخلو من بعض المشاكل، إنّما يبقى والدك هو سندك وملجأك. وبعيداً عن التعميم حيث تختلف علاقة كلّ والد بابنته، يبقى في معظم الأحيان للأب مكانة خاصّة في حياة ابنته. ولأنّنا نعتزّ بهذا الحبّ الصادق نسلّط الضوء في هذا التقرير على العلاقة التي تجمع Aisha Harib بوالدها his excellency Saeed Harib. فبين الإلهام والقوّة والثقة المستمدّة من والدها وتقديرها العميق له تتّسم هذه العلاقة بأعمق أنواع الحبّ! فانضمّي إلينا في ما يلي لتكتشفي ذلك عن قرب!
اقرئي أيضاً: Honourable Lujaina Mohsin Darwish: لا تدعي خوفك من المجهول يردعك
هي رائدة أعمال اجتماعيّة تسعى منذ صغرها إلى تعزيز مبدأ المشاركة المجتمعيّة والريادة ، فقد أنشأت عائشة سعيد حارب في العام 2021 متجراً إلكترونيّاً Social Bandage يناقش قضايا الإستدامة بطريقة مبتكرة. وهي تشغل حالياً منصب رئيس قسم المسؤوليّة الاجتماعيّة المؤسسيّة في هيئة تنمية المجتمع بحكومة دبي. تربط عائشة علاقة مميّزة جدّاً بوالدها سعادة سعيد حارب الذي يشغل منصب الأمين العام لمجلس دبي الرياضيّ وهو كذلك عضو مجلس إدارة المدينة العالميّة للخدمات الإنسانيّة.
لنغوص سوياً في ما يلي في أسس هذا الرابط القويّ الذي يجمعهما!
"علاقتي بالوالد حفظه الله قويّة للغاية فهو مقرّب جدّاً منّي ومن إخوتي. ونحن ننظرإليه كصديق وأخ لنا. وقد قام بدور الأب والأمّ بعد أن فقدنا والدتنا في صغرنا، فبات عمود أسرتنا المتواضعة. كما أنّ له تأثير كبير علينا فهو متواجد معنا في كلّ المناسبات سواء في الأفراح أوفي الأحزان. وقد قوّى اهتمامه وتواجده هذا علاقتنا به كأب"، بهذه العبارات تصف عائشة علاقتها بوالدها. وتتابع فيما تشير إلى أهميّة الثقة التي يعطيها لها ولإخوتها وتقول: "يمنحنا والدي الثقة دائماً في كلّ أمر نقوم به. وهذه الثقة تنمّي من مسؤوليتنا لتأدية المهمّة على أكمل وجه. فنحرص أن نكون عند حسن ظنّه ونسأله رأيه في أيّ خطوة نعدّ لها لنتأكّد من أنّه أعطانا الثقة لنخطوها وأنّه راضٍ عنّا."
أمّا سعادة سعيد حارب فيؤكّد لنا أنّ أسلوبه في التربية اعتمد على الثقة التامّة بأولاده. ويقول:" للثقة أهميّة كبيرة في علاقة الأب بأولاده، فإذا لم يكن لديه الثقة بنفسه لن يكون عنده ثقة بأبنائه. وبالتالي على كلّ أب أن يترجم ثقته بنفسه في تربية أولاده". ويتابع متوجّهاً للآباء: "يمكن أن تنصحوهم بكلمة ولكن يجب أن تتركوا لهم المجال أن يأخذوا قرارهم وأن يقدّروا انتماءهم للأسرة." ويكمل متوجّهاً للأبناء: "أنصحكم بترداد كلمة والنعم التي تقود الإنسان إلى تقديم الأفضل. فهذه الكلمة ترافق اسم الإنسان بعد التأكّد أنّ أجداده وآباءه حقّقوا شيئاً جميلاً في المجتمع". ويشعر سعادته أنّ أبناءه يتحمّلون مسؤوليّة هذه الكلمة ويحافظون عليها عندما اختاروا طريقهم في الحياة ذاكراً عائشة على وجه الخصوص من خلال كلّ ما تقدّمه للمجتمع.
أهميّة العمل الإنساني
وقد سألنا سعادته ما هو أكثر أمر يفتخر به لدى ابنته عائشة؟ وجاءت إجابته على الشكل التالي: "حبّها للعمل الخيري والإنساني، وتعزيزها لمفهوم التطوّع الذي يفيد الآخرين. فهي حريصة على التعامل بكلّ مصداقيّة مع أناس محتاجين سواء في آسيا أو أفريقيا أو حتّى هنا على أرض الإمارات. وقد شجّعني جهدها أن أشارك معها بنفسي في مشاريع تطوّعيّة، فقد جعلتني أشعر بقيمة العمل الإنساني". ومن هنا يشاركنا ذكرى عزيزة تربطه بعائشة ويقول: "أتذكّرفي إحدى جلساتنا المنزليّة قول عائشة أنّها تربّت مع إخوتها على ملعقة ذهبيّة. وتعني هذه العبارة اكتفاء الإنسان الشامل بما يتوفّر له على كافّة الأصعدة بعيداً عن المعاناة التي يمكن أن يشعر بها الآخرون. واعتبرت عائشة في حينها أنّنا يجب أن نلجأ للعمل التطوعي لتلبية حاجات الآخرين، فيكبر فينا مفهوم العمل الإنساني الذي يخدم المجتمع. وما لبثت أن قامت بتعزيز هذه الرسالة عبر الكثير من البرامج التي قامت بها ولا وزالت".
الإعتماد على النفس
وقد بادرنا إلى سؤال سعادته ما هي الخصال التي ورثتها عائشة منه؟ ويشاركنا بالتالي: "عائشة تحبّ الخدمة والمساعدة ولا تضع لنفسها حدود. وهي لم تعتمد على الأسرة إنّما على جهدها الشخصي. وهذه الخصائص عينها التي بدأت بها حياتي. وقد خاضت تحديّات عدّة ونجحت سواء في عملها الحكومي أو عملها الخاص، وهذه أمور تسعدني". أمّا عائشة، فسألناها ما هي الدروس التي تحتفظ بها من والدها. فتؤكّد:" تربية والدي لنا مميّزة وبُنيت على الثقة والإحترام اللذين تعلّمناهما منه بالإضافة إلى الكثير من الدروس وكيفيّة تربية أبنائنا بناءً على تربيته لنا. وجميعنا تعلّمنا منه دروساً ثمينة وقيماً جميلة مثل الإصرار وحبّ الخير للناس والتطوّع والسعي إلى المحتاجين وردّ المعاملة بالأحسن في حال أساء أحدهم معاملتنا".
وختاماً سألنا عائشة كيف تعبّر عن حبّها لوالدها، وتشاركنا بهذه الكلمات المؤثّرة: "قدّم لنا الوالد الكثير في صغرنا ولم يقصّر يوماً فقد سعى إلى حمايتنا وتلبية كلّ احتياجاتنا وإعطائنا أكثر ممّا نتوقّع. الحمدلله نحن محظوظون به كوالد فقد ربّانا التربية الأفضل. واليوم يكمن دورنا أنا وإخوتي محمّد وسلطان وشمسة وحارب في ردّ الجميل له وشكره جزيل الشكر فهو أساس نجاحنا وتمكيننا. وعلينا أن نكون موجودين بقربه ونكمّله ونرى ما هو بحاجة إليه منّا كأبناء لأنّ لولاه لما كنّا ما نحن عليه اليوم."
اقرئي أيضاً: Nour Hage: العيش كامرأة في هذا العالم هو بحدّ ذاته تصريح سياسيّ واجتماعيّ