حبّ الذات عبارة شائعة لطالما تردّدت على مسامعنا، فمن منّا لم تقل لأختها أو لصديقتها في يوم من الأيّام:"أحبّي نفسك أكثر"، "لمَ لا تحبّين نفسك؟"، "لو أحببت نفسك أوّلاً لما حصل ذلك"، "لا يمكنك أن تحبّي شخصاً آخر ما دمت لا تكنّين الحبّ لذاتك"... وكلمات كثيرة أخرى نسمعها من دون أن نصغي إليها أو ندرك معناها الباطني. فما هو حبّ الذات؟ هل تحصلين عليه عندما تشترين قطعة ملابس جديدة؟ أو تقرأين مقالاً ملهماً؟ بالطبع لا.
حبّ الذات ليس أن تشعري أنّك بخير أو بمزاج جيّد فحسب بل يتخطّى ذلك ليصبح تقديراً لهذه الذات التي تنمو جسديّاً ونفسيّاً وروحيّاً. إنّه حيويّ وديناميكيّ وتكتسبينه يوماً بعد يوم كلّما نضجت وتعرّفت إلى معنى الحياة أكثر. إنّه ببساطة عندما تتقبّلين نقاط ضعفك تماماً كما تعترفين بنقاط قوّتك. إنّه عندما تدركين أنّك لست بحاجة إلى تبرير تصرّفاتك، وتشعرين بالتعاطف مع ذاتك التي تصارع لإيجاد هويّتها واكتشافها. إنّه بعيد كلّ البعد عمّا يسمّى بالنرجسيّة أو الأنانيّة، إنّه نظرة إيجابيّة لبلوغ السعادة الحقيقيّة.
واليوم في شهر فبراير الذي يتصادف فيه يوم الحبّ، لا تنسي أن تحتفلي بحبّك لذاتك. وفي ما يلي خمس خطوات في سبيل تحقيق ذلك:
- كوني واعية واعلمي جيّداً من أنت: فليكن لديك الوعي والإدراك الكافيَين، فمن يحبّ نفسه يعلم جيّداً ما الذي يفكّر به وبمَ يشعر وماذا يريد تحديداً. ويصرف النظر عمّا يفكّر أو يشعر به الآخرون فلا يتصرّف وفقاً لذلك.
- ارسمي حدوداً واضحة لحياتك: ستحبّين نفسك أكثر عندما تضعي حدوداً لمسائل معيّنة في حياتك وتتجرّأي على الرفض وقول "لا" في وجه كلّ ما يلحق بك الأذى بك سواء جسديّاً أو نفسيّاً أو يؤثّر سلباً على مشاعرك.
- سامحي نفسك: كفّي عن معاقبة نفسك وانتقادها انتقاداً جارحاً كلّما أخطأت. تقبّلي فكرة أنّه ما من أحد كامل وتعلّمي دوماً أنّ الأخطاء دروسٌ تتعلّمينها من الحياة في سبيل النضوج والنجاح.
- احمي نفسك: أحيطي نفسك بالأشخاص الطيّبين وتعرّفي جيّداً إلى من يدخل إلى حياتك وابتعدي عمّن يسرق الفرحة عن وجهك ولا يصفّق لنجاحك ولا يحزن لحزنك.
- اهتمّي بنفسك: غذّي حبّك لنفسك بصورة يوميّة ومن دون ملل من خلال الاهتمام أكثر باحتياجاتك الأساسيّة وتخصيص وقت لذاتك والحصول على قسط من الراحة وممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
