Sofia Guellaty وMyriam Djelouat: نرى أنّ هذا التكافل يجب أن يستمرّ حتى خارج سوق الإعلام

تنحدر كلّ من Sofia Guellaty و Myriam Djelouat من خلفيّة ثقافيّة غنيّة ومختلفة عن الأخرى! إلاّ أنّهما جمعتا خلفيّتهما التونسيّة والجزائريّة وخبرتيهما الكبيرتين في تأسيس منصّة Mille World في نهاية العام 2017. فهما تفتخران بهويّتهما العربيّة بالدرجة الأولى، فضلاً عن أنّ مهنتيهما جلبتاهما إلى الإمارات العربية المتّحدة حيث شعرتا بالحاجة إلى الاعتزاز بهذه الهوية أمام مجتمعهما. وكانتا قد التقتا سويّةً منذ حوالي 12 عاماً فيما كانت Myriam تعمل لصالح Hermès 
وSophia قد أسّست مجلة الأزياء الأولى لها تحت اسم Unfair ومقرّها أبو ظبي. في ما يلي نتحدّث معهما عن عملهما سويّةً وكيفيّة تعاملهما مع أزمة تفشّي فيروس كورونا الأخيرة التي أثّرت على قطاع الإعلام.

كيف اجتمعتما معاً لتأسيس Mille World وكيف تستثمران كلّ من خلفيّتيكما التونسيّة والجزائريّة في هذه المنصّة؟
صوفيا: أتذكّر أنّني وجدت ميريام مخيفة جداً حين التقيت بها، حيث بدت صارمة بشأن الحفاظ على قوانين الدار 
في Hermès في الوقت الذي لم أرغب في الالتزام بأيّ أمر سوى الإبداع اللامحدود. إلّا أنّنا توصلنا إلى تسوية منذ ذلك الحين! وعلمت فوراً بأنّنا سنكون ثنائيّاً متناقضاً تتكامل فيه نقاط القوة والضعف.
ميريام: تعاونّا على مشاريع مختلفة وعملنا معاً على نحو جيّد جداً. وعندما اتصلت بي صوفيا في نهاية العام 2017 لتدعوني إلى الانضمام إليها في هذه المغامرة، وافقت بفضل المفهوم الرائع وراء Mille World. واليوم عندما أنظر إلى الوراء، أدرك أنّه كان رهاناً جنونيّاً بالنسبة إليّ أن أغادر عالم الشركات وأطلق هذه المنصّة والوكالة الإبداعيّة، ولكن الحمد لله لقد نجح المشروع بشكل جميل!

أنتما تحتفيان بقصص من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتشرفان عليها من خلال منصّتكما. كيف أثر الوباء على المحتوى الخاص بكما؟
صوفيا: بات المحتوى الخاص بنا يمثل انعكاساً للعالم المليء بالأسئلة المهمّة حول ما أوصلنا إلى هذه المرحلة، وكيفيّة بناء مستقبل أفضل وأكثر شموليّة واستدامة. ولكن لحسن الحظ، شهدت المجلّات عبر الإنترنت زيادة كبيرة في حركة الإقبال عليها أثناء الوباء، ويسعدنا جدّاً أنّ المحتوى الخاصّ بنا بدا أصيلاً وملفتاً للاهتمام بالنسبة إلى قارئاتنا.
ميريام: كان التعامل مع الوباء صعباً جداً ولا يزال كذلك. إنّما كنّا محظوظين كمنصّة لعودة الزبائن إلينا بمجرد أنّ تراجعت وطأة الحجر، من أجل بدء تصوير محتوى إبداعيّ معهم ونحن ممتنّون جداً لثقتهم.

ما نوع القصص المختلفة والجديدة التي نشرتماها في خلال هذه الفترة؟
صوفيا: تمثّلت معظمها في مجموعة من الدلائل تخبر القارئات كيف يمكنهنّ قضاء وقت أفضل في المنزل، وإعادة التركيز على صحتهنّ وعائلتهنّ، إلى جانب الأفلام التي يمكنهنّ مشاهدتها والكتب التي يسعهنّ قراءتها. فضلاً عن ذلك، ثمّة الكثير من المحتوى المتعلّق بحركة Black Lives Matter في منطقتنا، التي أجبرتنا على مواجهة تحيّزنا وسلوكيّاتنا التمييزيّة.

هل استخدمتما منصتكما لنشر الوعي ومساعدة المجتمعات على التغلّب على أزمة كورونا؟ إذا كانت الإجابة نعم، فكيف فعلتما ذلك؟
نعم بالتأكيد! بدءاً من أسماء الجمعيّات الخيريّة التي يمكن التبرّع إليها، وصولاً إلى كيفيّة تطهير المنازل، وحتى الأقنعة التي يجب شراؤها وما إلى ذلك. كذلك، تناولنا المزيد من المواضيع العميقة كالحبّ أثناء الإصابة بالفيروس، والعلاقات الأسريّة أثناء الحجر.

ما المشاكل والتّحديات اللوجستيّة والبشريّة التي واجهتُماها أثناء فترة الإغلاق؟
صحيح أنّنا ندير منصّة إعلاميّة، غير أنّها وكالة إبداعيّة واستشاريّة في آنٍ معاً، لذا فإنّ عدم قدرتنا على تصوير المحتوى لعملائنا يعرّضنا لمخاطر جمّة. وهذا ما جعل فريقنا خائفاً جداً على المستقبل، لكنّنا طمأنّاهم لجهة أنّنا سنفعل كلّ ما في وسعنا للحرص على حماية وظائفهم والحفاظ عليها.

ما البدائل والحلول التي اعتمدتماها للحفاظ على استمرار العمل وتحفيز الفريق؟
حاولنا التواصل معهم باستمرار حول كيفيّة الاهتمام بالرعاية الذاتيّة أوّلاً وقبل كلّ شيء. وذلك لأنّنا لم نتعرّض للتوتر بسبب الوباء فحسب، إنّما تعيّن علينا مواجهة تحديات الحجر والعمل عن بُعد والتعامل مع مستقبل اقتصادي غير مؤكّد. لذا بات التركيز على الرعاية الذاتيّة والصحة العقليّة أولويّةً مطلقة بالنسبة إلينا.

ما الإستراتيجيّة التي ستعتمدانها لمواجهة التحديّات القادمة؟
نحن بحاجة إلى العمل بجديّة أكبر، وليس هذا الأمر سرّاً. وفي Mille World، نعتقد دائماً أنّ المحتوى الأصيل وعالي الجودة الذي يلمس قارئاتنا هو الذي سيؤتي ثماره في النهاية.

كيف تنظران شخصيّاً إلى التغييرات التي طرأت على عالم الإعلام بعد جائحة كورونا؟
بصراحة، حقيقة أنّ ماري كليرالعربيّة تتواصل مع جميع الزملاء الرائعين الذين تشرّفنا بالعمل معهم على مدار العقد تعتبر بالفعل شهادة على أنّ منطقتنا تتمحور حول التضامن. ونرى أنّ هذا التكافل يجب أن يستمرّ حتى خارج سوق الإعلام، إذ يحتاج العالم إلى فهم أنّ الانقسام هو ما أوصلنا إلى هنا في المقام الأول.

كيف تريان أنّه من شأن الشركات الإعلاميّة أن تدعم بعضها على الرغم من المنافسة في السوق؟
يمكن أن ندعم بعضنا البعض من خلال التضامن في الصداقة والنزاهة. وكذلك، من خلال ضمان السعي الدائم للحصول على أفضل محتوى نوعيّ ممكن. بحيث تحتاج منطقتنا أن تجسّد ثقافتنا الغنيّة وتاريخنا الواسع وتنوّعنا الجميل خير تجسيد، كي نظهر لأنفسنا وللعالم بأسره ما نحن قادرون عليه!  

اقرئي أيضاً: Sleiman Dayaa: آن الأوان لندعم بعضنا من خلال مشاركة المحتوى الجيّد ونشره للعالم‎