Muna AbuSulayman: فتيات ونساء انتظرنَ من يمهّد الطريق لتغيير حكم المجتمع على النساء

بين العمل الإعلامي والعمل الخيري والتمكين، برزت منى أبو سليمان على مدى العقدين الماضيين كقائدة فكر وأرست قواعد جديدة من خلال طريقة عملها والمشاريع التي شاركت فيها. وطوال مسيرتها المهنية المذهلة، ألهمت أبو سلميان الآلاف من النساء السعوديّات والخليجيّات. وفي ما يلي، نلقي الضوء على مسيرتها الرائدة ونناقش التطوّر الذي شهدته السعوديّة في الأعوام الأخيرة على جميع المستويات.

اقرئي أيضاً: Nadia Aly: إذا كان المحيط يلهمك فعليك أن تخرجي لتري ما يمكنك فعله!

ما هي أكبر التّحديات التي واجهتها في خلال مسيرتك؟ وهل تعتبرين أنّ الطريق اليوم بات أسهل بالنسبة إلى الشابّات اللواتي يشقّنَ طريقهنّ أم أنّ عصرنا فرض تحدّيات جديدة؟
بالنسبة إلى النساء السعوديّات في الثمانينات والتسعينات، كان هناك الكثير من القضايا الثقافيّة والعائليّة والقيود التي منعت قسم بينهنّ من السعي وراء توظيف كامل إمكانيّاتهنّ خارج قطاعات التدريس والطبّ والصيرفة التقليديّة. وفي ذلك الوقت، سادت أيضاً ضبابيّة حول طبيعة المسار والمكافأة لأولئك اللواتي قد يخاطرنَ خارج تلك القطاعات، إلّا أنّ السلبيات المتأتية من ذلك، على غرار فقدان الحظوة والمكانة المرموقة في المجتمع، لكلّ من المرأة وعائلتها كانت هائلة، ولم تُقدم الكثيرات على فعل ذلك. أمّا بالنسبة إليّ، فأنا بطبيعتي شخص قادرعلى القيام بالكثير من المجازفات الجريئة، ودائماً ما أرسيت القواعد الخاصّة بي ووضعت معياري الخاصّ للحكم على نفسي. لقد كنت محظوظة أيضاً لأنّني مطّلعة كثيراً على القواعد الإسلاميةّ للنساء وكيف يمكن أن يشكّل الإسلام عامل تمكين، لذلك لم تؤثّر تفسيرات الآخرين للإسلام عليّ.
هل يمكنك أن تصفي لنا كيف شهدت شخصيّاً على التطوّر المجتمعي الذي اختبرته النساء السعوديّات في السنوات الأربعة الماضية؟
شهدت السنوات الأربعة الماضية تحوّلاً هائلاً في مجال تمكين المرأة. فكلّ هؤلاء الفتيات والنساء كنّ ينتظرن أحداً ليمهّد الطريق أمام تغيير كيفية حكم المجتمع على النساء، وقد أسرعنَ في عبوره. وكم من الجميل أن نرى أنّ النساء يتمتّعنَ بالحقوق القانونيّة التي يحتجنها لاتّخاذ الخيارات التي تناسبهنّ وتناسب الحياة التي يردنَها.

ما هي التغيّرات التي لاحظتها في سلوك النساء السعوديّات العاملات خلال السنوات الأخيرة؟  
تعمل النساء السعوديّات اليوم في جميع القطاعات وكلّ المستويات بدءاً من مستوى المبتدئات وصولاً إلى المراكز القياديّة، وفي ظلّ هذه المسؤوليّة تجدين أنّ اهتمامات الفتيات الصغيرات أصبحت أكثر تركيزاً على مهاراتهنّ وقابلية توظيفهنّ في المستقبل في سوق تتزايد تنافسيّةً. فنوع الدروس التي يتابعنَها، والتخصّصات التي يخترنَها، كلّ ذلك يتغيّر لمواكبة وعيهنّ المتزايد حول ما هو متاح لهنّ.

اليوم تقدّم السلطات السعوديّة دعماً كبيراً للنساء. من ناحية أخرى، برأيك كيف يمكن للنساء تعزيز دورهنّ النشط والفعّال في المجتمع؟
إنّه لسؤال مثير للاهتمام، إذ ما زلت أعتقد أنّ الأمومة هي مزيج من الحبّ والمهارات. ونحتاج إلى نظام لمساعدة النساء والرجال على اكتساب المهارات والأساليب اللازمة لتربية الأطفال بأفضل الطرق الممكنة. وعلينا مساعدة الأمّهات العاملات في الحصول على خيارات تمكّنهنّ من التوفيق بين الأمومة والعمل بطرق ذات كلفة معقولة ضمن الإمكانيّات، ويجب التوقّف عن معاقبة النساء لإنجابهنّ الأطفال عبر تخفيض إمكانات تحصيلهنّ الدخل منذ دخولهنّ العمل تقريباً، ترقّباً لسنوات الإنجاب.

ما رأيك بالوضع الحالي لصناعة الأزياء في المنطقة وفي المملكة العربيّة السعوديّة على وجه الخصوص؟ وهل أصبحت العلامات التجاريّة أكثر شموليّةً آخذةً بعين الاعتبار الخصائص الفريدة لكلّ مجتمع؟ وكيف برأيك تنجح في التواصل مع النساء السعوديّات؟
تشهد صناعة الأزياء المحليّة ازدهاراً شديداً. ولطالما كان لدينا صناعة رائدة للعبايات، إلّا أنّه اليوم في ظلّ التركيز الكبير على الصناعات الإبداعيّة، يتوسّع مصمّمو الأزياء ومصنّعوها من الأسواق المحليّة إلى تلك الإقليميّة والعالميّة. ويتفرّد بعض المصممين في إضافة عناصر من الثقافة السعوديّة إلى تصاميم حديثة، مثل أروى البناوي وغيرها. لكن لدينا مصمّمون عالميّون على غرار Ashi Studio. وما يسعدني هو أنّنا بدأنا نرى أسماءهم تلمع في جميع أنحاء العالم وفي المجلّات وهم يلقون الاحترام الذي يستحقونَه.

كيف تساهمين شخصيّاً في تحقيق رؤية العام 2030 وفي جعل المملكة نموذجاً رائداً على كلّ الأصعدة؟
لطالما كان عملي يتعلّق بالتحديث وإتاحة الوصول ومشاركة المعرفة... سواء كنت أعتمد ذلك في مؤسّساتي التعليميّة أو عملي الإعلامي أو في مناصرتي للمساواة والتنوّع في مراكز القيادة وصنع القرار. ويسعدني أنّه يتمّ تحديد الفجوات وسدّها.

استناداً إلى تجربتك الشخصيّة والعمليّة المذهلة، ما هي نصيحتك للنساء ليتابعنَ أحلامهنّ ويتحدّينَ الصعوبات بمناسبة اليوم الوطني السعودي؟
يواجه كلّ شخص صعوبات في حياته، ويكمن الفرق في الخيارات التي يتّخذها الأشخاص، وتستند هذه الاختيارات إلى تجاربهم الحياتيّة والقيم التي تنطوي عليها. ومن المهمّ جداً أن نفهم لمَ يتّخذ المرء خيارات معينّة دون سواها، ومن المهم دائماً أيضاً معرفة ما إذا كنّا نوظّف كامل إمكاناتنا، أو الإمكانات التي نريدها لأنفسنا، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلمَ لا. ولا يستطيع أحد أن يجيب على هذا السؤال سواك، إلّا أنّ بعض التوجيهات الحياتيّة أو القراءة قد تساعد في وضعك على سكّة الاكتشاف.

اقرئي أيضاً: Farida Osman: ما يجعلني أثابر هو السكون تحت الماء والتعمّق في أفكاري

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث