Mariam Al Shatti ووالدتها Muna Al Arfaj

الإعداد: Sama Al Wasmi
التصوير: Dana Dowmut
الإدارة الفنيّة والتنسيق: Farah Assaad

ولدت Muna و Mariam وترعرعتا في الكويت، وإنّما مع مزيج من ثقافات متعدّدة في عائلتهما. مهدت Muna الطريق لمسيرتها المهنيّة من خلال عملها في البنك، ثم تولّت مسؤوليّة كبيرة في شركة إخوانها لإدارة النفايات وإعادة التدوير، التي تحمل اسم Al-Arfaj Holding. ولطالما شعرت مريم برغبة في اختيار مسار وظيفي فنّي، لكنّها قرّرت بعد ذلك دراسة الأعمال في مدينة Gold Coast الأستراليّة. وفي مرحلة ما من حياتهما، شعرتا وكأنّهما وصلتا إلى الحضيض؛ غير أنّ المعرفة والممارسة التي حرّرتاهما منه تمثّلت بالاهتمام المشترك بينهما.‎
ما هو التأثير المتبادل لأسلوب الأمّ والنهج الذي اعتمده في التربية؟ 
Muna:
دفعني نهجي التربوي إلى رؤية ابنتي على أنّها صديقتي وإدراك أنّه عليّ بناء علاقة لا تسودها السيطرة معها؛ وأن أمثّل قدوة ومصدر إلهام لها، كما وأن أسلّحها بالقيم والأخلاق. وهذا ما جعلني سهلة معها ودفعني إلى احترام حريّتها وبالتالي عزّز شعوري باللطف تجاهها. إذ عندما يشعر أحد الوالدين أنّه بحاجة للسيطرة على ابنته، فهذا يجعل العلاقة أسوأ. لذا فإنّ هذا المفهوم جعل علاقتي أكثر لطفاً مع Mariam، ومن جهتي فهمت ذلك أيضاً وقدّرته.
Mariam: علّمتنا والدتي ما اعتقدت أنّه صحيح، لكن لم تلزمنا بأيّ شيء. وبالرغم من أنّني كنت مراهقة يصعب التعامل معها، إلّا أنّ أمّي بدت وكأنّها تتعامل مع الأمر بسلاسة. وبما أنّها بدأت في ممارسة التأمل في سنّ الـ14 عاماً، لذلك شعرت بأنّها تعلّمت الموازنة بين الحزم والعطف. ثمّ من حيث الموضة، اعتادت أمّي أن تنصحني بما قد يبدو جميلاً عليّ بين الحين والآخر، غير أنّني طوّرت أسلوبي البسيط الخاص الذي يعكس الفرادة.

كيف أثّرت حياة الأمّ المهنيّة على خيارات ابنتها؟ 
Muna:
بصفتي سيّدة أعمال ومديرة تنفيذيّة لشركة عائليّة، لطالما كنت شغوفة بالتأمل والارتقاء بمستوى وعيي في الحياة والعيش بدون إجهاد. من هنا، بدأت التأمل وأصبحت المؤسّس المشارك لمركز التأمل Harmony House. ثم إنّ تطبيق المعرفة التي تعلّمتها جعلني أكثر قوة، وخلق مساحة وسهولة أكبر في حياتي. لذلك، أعتقد أنّ ابنتي استلهمت منّي لتتحلّى هي نفسها برؤية أقل تحكّماً وغضباً، وأكثر عطاءً. وقد فهمت أنّ أحد الأمور الرئيسة التي تبعث السعادة في حياتنا تقتصر على المشاركة والإلهام والعطاء للآخرين. وتحقيقاً لذلك، افتتحنا مقهى Be Cafe حيث نخلق مساحة للناس لينموا ويعيشوا بشكل مختلف.

ما أكثر ما تفخران به في ما يتعلّق ببعضكما البعض؟
Muna:
أنا فخورة بــMariam لأن لديها مهمة سامية جداً في الحياة، ولا تبحث عن الثروة الماديّة فحسب، بل إنّها تقدم خدمة عالميّة تنشر رسالة العطاء والعيش بمستوى أعلى من الوعي. من هنا، أعتزّ بها كثيراً لأنّها فهمت قيمة الحياة، وخرجت من النطاق المحدود، أي تطوّرت من خدمة عدد معيّن من عائلتي إلى خدمة مجتمع أكبر. كذلك، أفخر بها لأنّها شجاعة بالنسبة إلى عمرها في إدارة Be Cafe. حيث نعلم جميعاً أنّ العمل في مجال الأغذية يمثّل تحدياً كبيراً، ولكنّها لم تخشَ أن تطلق مفهوماً جديداً في الكويت فيه الكثير من الفرادة. وقد حظي المقهى بردود فعل مذهلة، لا سيّما وأنّها عملت من كلّ قلبها ولاقى جهدها نجاحاً رائعاً. وختاماً، يمكنني القول إنّني فخورة بها لهويّتها.
Mariam: أعتزّ كثيراً بما حقّقته والدتي من توازن بين القوّة والحبّ. إذ يمكنها تحمل أيّ تحدّي والتفاوض في سبيل إيجاد حلّ لكلّ المعضلات، ولكنّها تفعل ذلك كلّه بنوايا صافية. وثمّة الكثير من الأمور الأخرى التي أفتخر فيها، حيث أنّها تلمس كلّ شخص تتواصل معه تقريباً وتؤثّر فيه، ودائماً ما تشارك معرفتها وروحانيّتها.
ما النصيحة التي تتمنّين إيصالها كأمّ إلى جميع الشابات بما فيهنّ ابنتك؟
أنصحهنّ بمواصلة رسالتهنّ والمواظبة في السعي على تحقيق أهدافهنّ في العالم. لا تخافوا شيئاً وثقوا في نجاح عملكنّ! كذلك، تقضي نصيحتي في أن يكملن ما بدأنه وعدم فقدان إيمانهنّ بالرغم من التحديات، فلا شيء يمكن أن يردعهنّ عن مشاركة ما لديهنّ مع الآخرين.

اقرئي أيضاً: Toni Breidinger: "كوني تلك المرأة التي تحقّق شغفها على أرض الواقع!"

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث