Loulwa Al Sharif تبهر الحضور في MDL Beast بصوتها العذب

ثلاث نساء سعوديّات يجمعهنَّ إحساسهنَّ المرهَف بعالم الموسيقى وكلّ ما فيه. فبأدائهنَّ الرائع تكلّل مهرجان الموسيقى الشهير MDL Beast الذي حطّ رحاله في المملكة العربيّة السعوديّة من 19 ديسمبر إلى 21 ديسمبر من العام. لذا، ارتأينا أن نحاور المغنيّة Loulwa Al Sharif ومنسّقتا الإسطوانات Hatoon Idrees ونوف سفياني المعروفة باسم Cosmicat لنكتشف كيف تمكّنَّ من كسر الحواجز في بلادهنَّ للارتقاء بمواهبهنَّ وصقل صورة المرأة السعوديّة عالميّاً.

محطّتنا اليوم مع Loulwa Al Sharif:

ما الذي ألهمك لمشاركة صوتك العذب مع العالم؟
أتّخذ العلاقات الإنسانيّة والمشاعر الصادقة مصدرَ إلهام لي، فبالنسبة إليّ أعبّر عن الأحاسيس الصادقة من خلال صوتي، والرائع أنّه في كلّ مرّة أغنّي فيها أمام حضور سواء كان صغيراً أو كبيراً، أشعر بطاقته وأحاسيسه وأرى الابتسامة على وجوه الناس وهذا أروع ما في الكون. فالقدرة على جعل يومهم أفضل ولو بنسبة 1 في المئة تشعرني أنّني في عالم آخر، ولا يسعني وصف ذلك. فأردتُ بشدّة أن أظهر للعالم أنّه ثمّة مواهب سعوديّة، لا سيّما في الفنّ، وتشجيع كلّ شابة على إطلاق العنان لموهبتها وتغذيتها وعدم الخوف من أيّ شيء. بدأت الأمور بالنسبة إليّ صدفةً، فكنت أتحلّى بشخصيّة خجولة ولم أستطع الغناء أمام أيّ كان، حتّى قابلت أحد العازفين الرائعين، ألا وهو معزر رحمان، الذي شجّعني على الغناء مع فرقته في أوّل حفل صغير، وذلك أمام 100 شخص. وأذكر تلك الحفلة وكيف كانت حالتي حينذاك وكيف أصبحت أكثر جرأة. واليوم، في كلّ مرة أغنّي فيها أشعر براحة أكبر.

مَن يلهمك من الموسيقيّين؟
في الفنّ الغربيّ، أكثر من يلهمني هو المغنيّة سعاد ماسي. أمّا في الساحة الغربيّة، فأحبّ Melody Gardot وBeth Hart وColdplay. إذ أرى فيهم الصدق وعدم التزيّف. فبرأيي الفنّان الحقيقيّ ليس بفنّه فحسب، إنّما بأخلاقه وروحه أيضاً. فضلاً عن Joss stone التي أعتبرها رمزاً يمزج ما بين الصوت والمشاعر والإنسانيّة، والتي كان لي الشرف أن أفتتح حفلها في جدّة.

ما هي أغنيتك المفضّلة للغناء وماذا تعني لك؟
تكثر الأغاني بالفعل، لكن تبقى أغنية It's a Man's Man's Man's World للفنّان James Brown الفضلى لديّ للغناء، بالرغم من أنّني لا أؤدّيها كثيراً في حفلاتي، فكلماتها غاية في القوّة والتعبير ويمكنني التواصل معها. 

من أين تستمدّين وحيك الموسيقيّ؟
أستمدّ وحيي من الحياة والطبيعة والعلاقات الإنسانيّة، لا سيّما من تجاربي التي علّمتني الكثير ومن حبّ أمي وحنانها ومن والدي الراحل الذي كان عاشقاً للفنّ وعازف عود. فأذكره في كلّ مرة أغنّي، وأعلم أنّه كان ليشعر بالسعادة والفخر بكوني أصبحتُ مغنيّة وورثتُ منه حسَّ الفنّ.

كيف تصفين دعم أهلك وأصدقائك لشغفك وسعيك وراءه؟
أعتبر أمّي وإخوتي الداعمين الأكبر على الدوام. فدائماً ما يشجّعونني على الاستمرار وعدم التوقّف للحظة، في حين يذكّرونني بموهبتي وصوتي الجميل للمواصلة على المثابرة في عملي وفنّي. كذلك، أذكرُ منذ صغري بنت خالتي، فكانت تجعلني أغنّي لها وتهتف لي قائلةً إنّ صوتي جميل ويجب أن أستمرّ، إلى جانب أصدقائي وزملائي الفنّانين الذين ساعدوني في التطوّر لأصبح ما أنا عليه اليوم. وفي السابق، قبل أن أبدأ بالحفلات، كان لديّ أصدقاء في مجال الموسيقى، فكنت دائماً أتعلّم منهم وأحاول أن أفهم الموسيقى بصورة أكثر وضوحاً.

كونكِ سعوديّة، ما هي التحديات التي واجهتك في خلال سعيك وراء شغفك؟ 
يكمن التحدي الأصعب في كيفيّة التعامل مع التعليقات والأفكار السلبيّة التي أواجهها أحياناً. وهذا أمر طبيعيّ، فثمّة قسم من الناس لا يعمل سوى على تحطيم المرأة السعوديّة، لا سيّما على الساحة الفنيّة. لكن، لحسن الحظّ أنّني لا أتأثّر كثيراً بالتعليقات التي لا تأتي بمنفعة لي. كذلك، من الصعب أن تخلقي توازناً وأن تثبتي أنّك تعملين بغرض الفنّ وليس للحصول على شهرة أو لغاية أخرى. فأنا، كسائر نساء الكون اللواتي يحملنَ رسالة سعينَ لنشرها إلى العالم، وبالنسبة إليّ إنّها رسالة فنيّة سامية تحمل الكثير من المشاعر الحقيقيّة. وأصبو بالدرجة الأولى إلى أن أقدّم الصورة المثلى للمرأة السعوديّة الموهوبة والصادقة التي تشرّف وطنها وتمثّله خير تمثيل.

كيف تصفين شعورك وأنتِ تخطفين الأنفاس على مسرح MDL ؟    
للصراحة، إنّه لشعور لا يوصف، فالأمر أشبه بحلم، فلم أتصوّر أن أجد نفسي وأنا أغنّي وأشارك صوتي مع آلاف الناس في حدث محليّ بمعايير عالميّة بحضور نخبة من المواهب المحليّة إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنّانين العالميّين الأشهر. لذلك، أودّ أن أشكر كلّ من عمل على تنظيم هذه الفعالية وساهم في نجاحها، لا سيّما محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود والسيّد تركي آل الشيخ اللذين أتاحا فرص من العمر لمواهب كبيرة في السعوديّة.

ماذا تشعرين تجاه التغييرات التي تحصل في المشهد الموسيقيّ في السعوديّة؟
لا شكّ في أنّ التغييرات كبيرة وواضحة جدّاً. فمن كان ليصدّق أنّه في فترة وجيزة حدثت نقلة نوعيّة في الفنّ، فالناس بالفعل متعطّشة للفنّ. والآن، نجد في كلّ زاوية حفلات موسيقيّة لا سيّما في المطاعم والمقاهي، ممّا أتاح فرصة كبيرة لشبابنا وشابّاتنا الموهوبين في الموسيقى بالرغم من عدم دراستها. فاليوم، نرى شابّات سعوديّات يعزفنَ آلات مختلفة ويغنّينَ ويحاولنَ كسر حاجز الخوف والخجل. وأصبح شبابنا يعملون في استوديوهات فنيّة لتطوير المواهب والعمل على محتويات فنيّة سعوديّة نعتدّ بمشاركتها عالميّاَ. 

ذكرتِ فكرة كسر الأنماط السائدة، فما هي نصائحك وخطواتك لجعل ذلك الحلم حقيقةً؟
كن نفسك ولا تتصنّع أبداً لأنّ التصنّع لايجعل منك إنساناً حقيقيّاً. كن صادقاً في مشاعرك وفنّك وعلاقاتك واصنع من نفسك شخصاً ذا أخلاق عالية. كذلك، عليك تطوير نفسك وتقبّل النقد البنّاء. هذا وحاول أن تتعلّم وتغوص أكثر في مجالك، ولا تهتمّ لكلام الناس القاسي في بعض الأحيان والذي لا يقوم سوى بإحباطك. باختصار، اسعى وراء أحلامك واسمع صوتك الداخليّ واتبع حدسك.

اقرئي أيضاً: Cosmicat منسّقة اسطوانات سعوديّة تكلّل مهرجان الموسيقى MDL Beast

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث