Louise Nichol: نعمل في مجال يعتمد على الجمهور وعلينا تقديم ما يريدونه

بدأت Louise Nichol مسيرتها الصحفيّة في صناعة الأزياء في المملكة المتّحدة قبل الانتقال إلى الإمارات العربيّة المتّحدة في 2005. وبعد أن شغلت منصب رئيسة تحرير Harper’s Bazaar Arabia لتسع سنوات، وقبل ذلك في Grazia Middle East، بدأت باحتراف مهنة مستقلّة كمقدّمة برامج ومضيفة ومستشارة منذ نهاية العام 2018. في ما يلي نناقش معها أراءها عن وضع قطاع الإعلام الحالي وخصائصه في الإمارات ومستقبله وغيره من المواضيع المتّصلة. 

ما التّحديات التي واجهتها شخصيّاً في هذا المجال منذ بداياتك وكيف نجحت في التغلّب عليها؟ 
انطلقت مسيرتي المهنيّة كصحفيّة إخباريّة، حيث غطّيتُ سلسلة متاجرالتجزئة ومجموعات أزياء الشوارع البريطانيّة أمثال Arcadia و Marks & Spencer. إنّه المكان الذي طوّرتُ فيه فهماً حقيقيّاً للواقع التجاريّ لصناعة الأزياء، من المتجر إلى المصمّم. وبصفتي خريجة جديدة في حينها، كان أمراً شاقاً أن أواجه شخصيّات متمرّسة في الصناعة أمثال Philip Green، غير أنّ ذلك علّمني أهميّة البحث والإعداد وتطوير التصميم الدؤوب بهدف الضغط للحصول على إجابات؛ الصفات التي أطبّقها اليوم على جميع نواحي الحياة، وليس في عالم الصحافة فحسب.

هل يمكنك أن تذكري أمراً واحداً في المجال الإعلاميّ الإماراتيّ يختلف حاليّاً عن اليوم الذي بدأت فيه حياتك المهنيّة؟
إنّه الإنترنت بدون أدنى شكّ! حيث أنّني أتذكر أيّام السهر طوال الليل في لوس أنجلوس لمطاردة لقطات مصوّري البابارتزي والحصول على لقطات للنجمة Britney Spears وهي تهاجم سيارة بمظلة في العام 2007، حرصاً على أن تمثّل Grazia المجلة الإقليميّة الوحيدة التي تنشر تلك الصور. وبصراحة، لطالما أحببت الأدرينالين الموجود في الأخبار العاجلة، إلّا أنّها أصبحت أقلّ أهميّة الآن بفضل Twitter والذكاء الافتراضي. أمّا على الصعيد الإقليمي، فثمة اختلاف كبير أحيّيه بالفعل، ألا هو الأعداد المتزايدة من نساء دول الخليج العربي اللواتي أصبحن شخصيّات معروفة، وهذا أمر ضروري جداً برأيي لدحض المفاهيم الخاطئة وإحداث تغيير حقيقي في حياة المرأة.

كيف أثّر الوباء على عملك؟ هلّا تشاركينا الذكريات والعواطف التي عشتها في فترة الحجر؟
أنا محظوظة لأنّني أستطيع العمل من المنزل. إذ ثمّة قصص يجب إخبارها دوماً، وقد تغلّبت أخيراً على نفوري من مكالمات الفيديو بفضل انتشار تطبيق Zoom في كلّ مكان. ولربّما وجدتُ التعليم المنزليّ أصعب من المعتاد؛ بحيث أدركت أنّني سأكون مدرّسة فظيعة، لكن لحسن الحظ كان زوجي أفضل بكثير في محاولته تعليم أطفالنا الذين يبلغون من العمر سبعة وخمسة وثلاثة أعوام.

هل تغيرت آراءك حول العمل والحياة بشكل عام بعد هذه الفترة؟ إذا نعم، كيف حصل ذلك التغيير؟
على غرار الكثير من الناس، كشف لي الإغلاق بوضوح ما فاتني من الحياة اليوميّة وما كنت سعيدة بالتخلّي عنه إلى الأبد. ويتمثّل ذلك بالأصدقاء والعائلة بالدرجة الأولى، لا سيّما في ظلّ عدم القدرة على السفر إلى المملكة المتّحدة في فصل الصيف، وتفويت الأطفال فرصة رؤية الأجداد والأقارب. كذلك، أدركت أنّني لن أعتبر دروس التمارين الجماعيّة و الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضيّة أو أماكن لعب الأطفال أمراً مسلّماً به. والأمرسيّان في ما يتعلّق برؤية المحيط وسماع الأمواج. ثمّ على المقلب الآخر، لا أمانع إذا لم أتناول الطعام في مطعم فاخر مرّة أخرى، وبصفتي من عاشقات التسوّق عبرالإنترنت حتّى قبل الوباء، فإنّ إغلاق المتاجر الفعليّة لم يزعجني بتاتاً. وتبقى الأسرة واللياقة البدنيّة والمرح على طريقتي الخاصّة من أهدافي في خلال الحجر.

أجريت مقابلات مع الكثير من المشاهير على مدار حياتك المهنيّة. إذا أردت إجراء مقابلة مع أحد المشاهير اليوم لمناقشة التّحديات التي تواجهها الشركات الإعلاميّة، والاستراتيجيات التي تحتاجها للتكيّف والتعامل معها، فمن ستختارين؟
إنّه لأمر رائع أن نشاهد عائلة أوباما ينتقلون إلى إنشاء المحتوى عبر صفقة شركتهم Higher Ground Productions مع Netflix. أودّ التحدّث إلى Michelle حول إيجاد طرق جديدة للتواصل بدون المساومة على النزاهة.

ما الذي يميّز الطريقة التي تواجه بها المنصّات الإعلاميّة في دبي الأزمات والتّحديات الحاليّة برأيك؟
لست منخرطة في الصناعة الإقليميّة، إنّما ثمة جوّ عام من اليأس من منظوري. إذ لطالما كانت هذه الصناعة تجاريّة بدرجة عالية ولم يفصل بين الجودة والربح سوى حبل رفيع جداً. وبما أنّنا نعيش بشكل متزايد في عالم تجسّد فيه وسائل التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام بصورة أساسيّة، لذا فلن ينجح أيّ شخص لا يزال متمسكاً بنماذج الأعمال القديمة في البقاء لفترة طويلة. فاليوم، حتى ابنتي البالغة من العمر سبع سنوات لديها حساب خاصّ على TikTok، بينما لا تعنيها المجلّات على الإطلاق. أمّا عندما كنت في سنّها، فكانت المجلات هي عالمي كلّه. وظهر اسمي مطبوعاً للمرّة الأولى عندما كتبت رسالة إلى مجلة Bunty أتحدّث فيها عن ميزات Kylie Minogue. حينها كنت في الثامنة من عمري، ومع ذلك فإنّ التمسك بهذا الحنين لا يفيد. لأنّني إذا أردت التواصل مع ابنتي، فأنا بحاجة إلى أن أربط شعري وأرقص على نغمات حركات Savage Love التي تجتاح TikTok.

نظراً إلى تعدّد أدوار الإعلام المختلفة بين التزويد بالمعلومات أو الترفيه أو التواصل بين المجتمعات، كيف يمكن لهذه الصناعة أن تكون مبتكرة وتعود أقوى بعد جائحة كورونا؟
من وجهة نظر شخصيّة جداً، أجد أنّ القراءة والمشاهدة والاستماع إلى الصحافة العالميّة ستغذّي حياتي دائماً. إنّما السؤال الذي يطرح نفسه هو من يدفع ثمنها؟ فعلى سبيل المثال، اشتركت في The Times في المملكة المتّحدة و Business of Fashion، لأنّ الجودة بالنسبة إليّ لا مثيل لها كمصادر للمعلومات والترفيه، بالإضافة إلى منصات بث متعددة من Netflix إلى Amazon Prime إلى Apple TV. إنّما هذا مدى الوسائط التي أدفع ثمن الاشتراك بها، في حال قمت بتخفيض تبادل البيانات لاستخدام منصات مثل Instagram. كذلك، أشاهد Sky News على تلفزيون Samsung Smart TV الخاصّ بي عبر YouTube، وأستمع إلى Times Radio عبر تطبيقهم وأشترك في المدوّنات الصوتيّة التي تغطي كلّ المواضيع، من الثقافة الشعبيّة إلى الاقتصاد إلى الأبوّة والأمومة الفكاهيّة. إذاً، في حال تريد الشركات الإعلاميّة أموالي أو مقلة عيني، فعليهم إنتاج محتوى استثنائيّ بالفعل، مصمّم بالكامل لي، غير أنّ هذا أمر مكلف، وهنا تماماً تكمن المشكلة. لذا أتمنّى لو كان لديّ الإجابات على هذا السؤال.

كيف ترين أنّه من شأن الشركات الإعلاميّة أن تدعم بعضها على الرغم من المنافسة في السوق؟
يمكن أن يكون التعاون هو المفتاح الفعليّ. ولست أعني التعاون بين العلامات التجاريّة والوسائل الإعلاميّة شديدة التنافس فحسب، إنّما أيضاً بين المؤثرين وتجار التجزئة ورجال الأعمال ومقدّمي التكنولوجيا والعلامات التجاريّة ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصّات البث أيضاً. ففي النهاية، نحن في مجال عمل يعتمد على الجمهور وعلينا تقديم ما يريدونه، بالشكل الذي يريدونه، مع الأخذ في الاعتبار أنّ هذه العناصر سريعة التغيّر وما ينجح اليوم قد لا ينجح في اليوم التالي. وعندما نقع في الشك، ربما يمكننا أن نفعل الأسوأ من أن نطرح سؤال "ماذا كانت Michelle لتفعل؟"

اقرئي أيضاً: Nez Gebreel: تخيّلوا فقط التأثير الذي قد نتركه إذا ما كان صوتنا واحداً

العلامات: Louise Nichol

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث