Josette Awwad: إنّنا جميعاً في هذا العمل وسنواجه تحديّات مماثلة دوماً وننهض معاً مرّة أخرى

تمتلك Josette Awwad خبرة واسعة في مجال الرفاهية، وفي عام 2013 شاركت في تأسيس موقع Azyaamode.com فانطلقت في حينها مع أعضاء فريق العمل، الذين يرافقونها بمعظمهم حتّى اليوم، ليقدّموا باقة من التجارب مع التركيز على الموضة والجمال. في ما يلي، نتحدّث معها عن كيفيّة تأقملها مع التغيّرات التي فرضتها جائحة كورونا وكلّ التحديّات الأخرى التي تصدّت لها!

بصفتك مغتربة لبنانيّة تعيش في الإمارات وتعمل فيها، ما السمات الفريدة التي تميّز صناعة الإعلام في دبي والتي يجب أن نحتفي بها؟

أجد أنّ الإمارات العربيّة المتّحدة دولة رائدة في ما يتعلق بنماذج الأعمال والنموّ والأساليب المميّزة للأعمال بشكل عام. حيث أنّهم شكّلوا سابقة فريدة في الطريقة التي يديرون بها أعمالهم، فضلاً عن أنّ معرفتهم واضحة في الكثير من المشاريع الناجحة التي قاموا بها ليس في وسائل الإعلام فحسب، إنّما أيضاً في الكثير من المجالات الأخرى. هذا وقد مرّت وسائل الإعلام بالكثير من التقلبات على مر السنين، بدءًا من أزمة العام 2008، وصولاً إلى تحوّل الاتجاه من الطباعة إلى الرقميّة؛ وولادة المؤثرين والمؤثرات وتحوّل الميزانيّات إلى وسائل التواصل الاجتماعي... لكن مع ذلك، نجحت وسائل الإعلام العربيّة في الوفاء بوعودها واستمرّت في تطوير مناهجها وفرضت رؤية وصوتاً فريداً لا يزال قائماً أمام التّحديات المتعدّدة التي تواجه هذه الصناعة اليوم وستواجهها في المستقبل.

في أيّ سياق تم إنشاء المجلة الإلكترونيّة azyaamode.com؟ وكيف أثّر وباء كورونا على المحتوى الخاص بكم؟

تأخذك Azyaamode في رحلة افتراضيّة من التجارب، مع التركيز على الموضة والجمال لتلبية متطلّبات وتطلّعات قارئاتنا المخلصات. إنّنا نفخر بالمحتوى البنّاء والإيجابيّ الذي نستخدمه لمخاطبتهنّ، ونقدم لهنّ أحدث العلامات التجارية العالميّة والمحليّة والكثير غير ذلك. والملفت أنّ المجوهرات والساعات تتمتع بحضور بارز في المحتوى الخاص بنا لأنّنا ندرك أنّها فئة معروفة جيداً في المنطقة. ويعود الفضل في نجاحنا في غضون فترة قصيرة جداً إلى فريقنا المتمرّس: من الإدارة إلى المحرّرين، حيث يعتبر كلّ عضو في الفريق أنّ Azyaamode موطنه، ونعتمد سياسة الباب المفتوح ، فضلاً عن أنّ خدمتنا تتّسم بالشفافيّة والفعاليّة. وبطبيعة الحال، أثّر الوباء بشكل كبير على المحتوى الخاص بنا: فقد غيّر نهجنا في كتابة أيّ خبر أم تحقيق، وأرشدنا إلى تسليط الضوء على جميع المبادرات المذهلة التي أطلقتها الكثير من الصناعات، وتحديداً صناعتا الموضة والجمال... حتى أننا خصّصنا قسماً يغطي كلّ ما يتعلق بالوباء، بينما حاولنا تحفيز قارئاتنا ودعمهنّ قدر الإمكان من خلال مقالات ومحتوى يعكس الوضع الحالي ويخبرهنّ كيف يسعهنّ النمو من الداخل مع المتاح لهنّ.

ما الاستراتيجيّة التي ستعتمدونها لمواجهة التّحديات الحاليّة؟

نحن نستفيد حاليّاً من وجودنا في المنزل، ونأخذ الوقت الكافي لتبادل الأفكار التي من شأنها أن تساعدنا على المضي قدماً بقدر ما تسمح القيود الحاليّة بذلك. هذا فضلاً عن أنّنا في صدد "إنشاء محتوى يعكس الواقع جديد"، مع الأخذ في الاعتبار سلامة كلّ شخص نعمل معه. وأودّ الإشارة إلى أنّنا نفخر بالعلاقة مع جميع أصحاب المصلحة لدينا ونعتمد على كلّ واحد منهم للحفاظ على ما نملك، والمثابرة في كلّ ما نقوم به.

كيف نجحت في تحفيز فريقك ليكون منتجاً أثناء فترة الإغلاق؟

لطالما اعتمدنا نهج الأسرة داخل شركتنا؛ ومنحنا الأولويّة للعلاقات الشخصيّة ولتحقيق التوازن بينها وبين العمل، الأمر الذي أدّى في النهاية إلى نجاح Azyaamode. وينعكس ذلك بوضوح في المعدل المنخفض لتغيّر الموظفين. بحيث انطلق معظم أعضاء فريقنا معنا منذ اليوم الأول؛ عندما ولدت المجلّة في فبراير 2013. إذاً بقينا على تواصل أثناء الإغلاق، ولا زلنا كذلك حتى اليوم؛ إذ إنّنا نجتمع عبر مكالمات على منصّة Zoom. ونحاول أن نلتقي مرّة كلّ أسبوعين على الأقلّ بغية الحفاظ على الصلة الإنسانيّة والتشارك، كذلك فإنّنا نحاول التكيّف قدر الإمكان مع التّحديات المستمرة، مع العلم أنّنا نساند بعضنا البعض، وليس أيّ فرد منّا وحده.

ما الآثار الإيجابيّة والسلبيّة على عقليّة فريق العمل للتعامل مع جائحة كورونا؟

مع أنّ الأمر شكّل تحدياً كبيراً لنا، إلّا أنّنا معتادون على التكيّف مع التغيير، لا سيّما في عالم الوسائط الرقميّة حيث لدينا تحديّات أسبوعيّة عن الصيحات. ولكنّنا نبقي تركيزنا على الأهداف المبنيّة على الأرقام والتنبّؤات الأخرى المتعلّقة بالأعمال. ومن المهمّ ملاحظة تأثير الأزمة التي تسبّبت في خسائر فادحة للفريق، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بوباء كورونا. ولكن حتّى في خلال هذا التّحدي، سمحت لنا ثقتهم وشغفهم بالمجلّة بإيجاد تسوية تناسب الجميع، حتى نتجاوز هذه المرحلة معاً أقوى من أيّ وقت مضى.

كيف تنظرين شخصيّاً إلى التغييرات التي طرأت على مجال الإعلام بعد هذه الجائحة؟

للأسف، دائماً ما تكون وسائل الإعلام واحدة من المتضرّرين جراء الأوقات العصيبة بعد أيّ أزمة، حتى أنّها قد تحتاج إلى التخلّي عن وجوه رئيسة لموظفين أساسيّين لمجرد البقاء والاستمرار. ومع ذلك، فإنّها دائماً ما تنهض من جديد، لربّما بشكل مختلف لكنّها تفعل ذلك حتماً. إنّنا نتحلّى بالصراحة والشفافيّة، وندعم أيّ مبادرة بارزة ونثني عليها، فنحن جميعاً في هذا العمل سويّة وسنواجه تحديات مماثلة دوماً وننهض معاً مرة أخرى.

كيف تحدّدين دور وسائل الإعلام في نشر الوعي ومساعدة مجتمعاتنا على تخطّي الأزمات أمثال جائحة كورونا؟

حتّى الآن، نراجع محتوانا وصوتنا ونكيّفهما‎ بما يناسب ويدعم اهتمامات قارئاتنا وفرقنا في المناخ الحالي. وأثبتت مرونة هويّة علامتنا التجاريّة أنّها مفيدة جداً في خلال هذه الأوقات. فعلى سبيل المثال، منحنا وجود مكتبين لنا في مدينتين مختلفتين، هما دبي وبيروت، المرونة للعمل من المنزل عند الحاجة وهذا ما جعلنا متاحين دائماً أثناء ساعات العمل وبعدها لمصلحة Azyaamode وقارئاتها.

كيف ترين أنّه من شأن الشركات الإعلاميّة أن تدعم بعضها على الرغم من المنافسة في السوق؟

تعدّ مبادرتكم واحدة من المبادرات الأكثر تأثيراً اليوم، حيث تسلّط الضوء على ما يجمعنا معاً، وتركّز على أهميّة الوقوف معاً والسماح دائماً بالمنافسة الصحيّة التي لها تأثير تحفيزيّ على نمونا ومستقبلنا.

اقرئي أيضاً: Mojeh Izadpanah: سنخرج من هذه الأزمة إذا ما واصلنا التوافق والوقوف معاً

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث