Ghita Tazi: "في عالم الرفاهيّة، لا يشتري الناس السلع والخدمات"

التصوير: Maximilian Gower
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh 
التنسيق: Sima Maalouf 
الموقع: Waldorf Astoria DIFC

في السنوات العشرة الماضية، عاشت Ghita Tazi ودرست وعملت في المغرب وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتّحدة والإمارات العربيّة المتّحدة ممّا منحها القدرة على التواصل بخمس لغات مختلفة. وتعتبر هذه السيّدة المغربيّة الطموحة أنّ هذا الانفتاح الثقافي بالإضافة إلى التفكير والانتماء اللذين لا يعرفا أيّ حدود، كلّها ترسم أساس مسيرتها الرياديّة، لأنّها لا تشعر أبداً أنّ عملها أو حياتها الاجتماعيّة محدّدة أو محدودة، ممّا يجعل أفق النمو لديها لامتناهٍ. عقب الانتهاء من دراستها الثانويّة في المغرب، التحقت بكليّة جون كوك للأعمال - جامعة سانت لويس في مدريد حيث تخصّصت في الأعمال الدوليّة والماليّة. بدأت مسيرتها المهنيّة كمستشارة وشغلت وظائف مختلفة في مجال إدارة الضيافة قبل أن تنضمّ إلى شقيقها Nacer Tazi، الذي أسّس شركة Black Edge Concierge في ميامي حيث تعاونا لبناء ما يؤمنان به، وعمدا معاً إلى تطوير الشركة وفتحا مكتباً لها في الإمارات العربيّة المتّحدة، متسلّحان بخبراتهما وتجاربهما وشبكتهما المتنوّعة، ومذّاك انطلقت مسيرتهما المذهلة. وفي ما يلي، نتعمّق في عالم Tazi ونكتشف معها كيف يمكن للفندق أن يصبح بمثابة منزل!

كيف تساعدين الزبائن على صنع أفضل الذكريات لهم أثناء إقامتهم للأعمال أو الإجازات عبر خدمات الاستقبال والإرشاد الفاخرة المميّزة التي تقدّمونها في Black Edge Concierge؟
إنّ Black Edge Concierge شركة استشارات لرحلات السفر الفاخرة عن طريق الدعوة فحسب، ولها مكاتب في دبي وميامي وتعمل في جميع أنحاء العالم. نحن نلبّي احتياجات روّاد الأعمال وكبار مديري الأعمال والمستثمرين والمكاتب العائليّة والأفراد الخاصّين ومشاهير صناعة الترفيه والرياضيين في كلّ أقاصي الأرض. ويتمثّل دورنا في مساعدة أعضائنا والإشراف على تنظيم مسارات سفرهم حول العالم، والوصول إلى الفعاليّات المشهورة عالميّاً أو تسهيل أي طلب قد يكون لديهم، بالتعاون مع شركائنا العالميين الموثوق بهم. وتسمح لنا شراكاتنا العالميّة بتقديم الجودة الأعلى بأفضل سعر، بالتوازي مع تلقّيهم معاملة VIP فائقة. وتكمن قوّتنا في العلاقة الشخصيّة التي نطورها مع أعضائنا، والتركيز الهائل الذي نصبّه على تجربة العملاء، لا سيّما والدرجة العالية من المعرفة التي نجمعها حول عاداتهم وميولهم التي تسمح لنا بإضفاء الطابع الشخصي على رحلاتهم وكلّ ما يتمحور حولها وصولاً إلى التفاصيل غير المحتملة. كذلك، تعمل خبراتنا البشريّة على تغيير طريقة استهلاكهم للسفر والتجارب وجعلها سهلة بقدر الإمكان لهم، فكلّ ما عليهم فعله هو ركوب الطائرة ونحن نعتني بكلّ شيء آخر. والواقع في عالم الرفاهية، أنّ الناس لا يشترون السلع والخدمات بل السحر والعلاقات والشعور بالتميّز، وبالاستماع إليهم والعناية بهم.

 كيف يمكن أن تصبح غرفة الفندق أشبه بمنزل للزبون؟
يميل أعضاؤنا إلى قضاء الوقت في غرف الفنادق أكثر من منازلهم، لذا يقضي دورنا في جعلهم يشعرون وكأنّهم في المنزل. ويعتمد تحقيق ذلك على تفضيلات كلّ شخص، حيث تتمثّل الخطوة الأولى في اختيار الفندق المناسب لذوق الفرد، بالاعتماد على الهندسة المعماريّة والموقع ووسائل الراحة... ثم الانتقال إلى تفاصيل الغرفة الشخصيّة التي ننظّمها مع فريق الفندق وقد تتراوح من إعداد الرائحة المفضّلة لديهم، والصورالعائليّة، وأغطية الوسائد المطرّزة وصولاً إلى شحن نوع معيّن من المشروبات أم الشوكولاتة التي يحبّونها من بلد مختلف.
بالفعل، يمكن لبعض الزبائن قضاء الوقت في الفنادق أكثر من منازلهم بسبب عملهم، ما الذي يجعل الإقامة مميزة جداً للزبون لدرجة أن يرغب في اختيار الفندق مرّة أخرى؟
في عالم الرفاهية، المفتاح هو أن يشعر الزبون بأنّه مفهوم ومميّز ويتمّ الاهتمام به بأكثر طريقة يقدّرها. وعندما نصل إلى مستوى معيّن من الرفاهية، تميل العقارات إلى تقديم وسائل راحة مماثلة، لذا فالأمر كلّه يتعلق بالخدمة التي تأتي معها. والحقيقة أنّه لدينا روابط قويّة وعلاقات عمل رائعة مع إدارة كلّ فندق نعمل معه في جميع أنحاء العالم، ممّا يسمح لنا بمنح أعضائنا أفضل معاملة ممكنة بدءاً من توافر الغرف في تواريخ توقّف الحجوزات Blackout وصولاً إلى الترحيب الخاص ووسائل الراحة الشخصيّة والترقيات المجانيّة ... يتمثّل دورنا في مشاركة أكبر عدد ممكن من التفاصيل مع الإدارة حتى تقدّم تجربة إقامة تتناسب مع ذلك.

هل يمكنك أن تشاركينا ذكرى مضحكة حول طلب غير اعتيادي وردك من أحد الزبائن ونجحت في تحقيقه مع فريقك؟
 تعتبر الخصوصية إحدى ركائز خدمة Black Edge Concierge، ممّا يحد من القصص المجنونة واللحظات والتجارب التي لا تُنسى التي كان من دواعي سروري تنظيمها والتي يمكنني مشاركتها معك. إنّما أستطيع إخبارك بأنّ الطلبات تختلف عن تلك النموذجيّة مثل طلب شيف معيّن حائز نجمة ميشلان ونقله عبر القارّات لإعداد وجبة لموعد ما أو الحصول على دعوات من الصّف الأول لعروض أسبوع الموضة أو سهرات الغالا أو الأحداث الرياضيّة أو تنظيم شهر العسل بقيمة مليون دولار ويمكن أن تزداد الغرابة وصولاً إلى استئجار طائرة للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة مرتين، في سيدني ثمّ في لوس أنجلوس. إنّ فارق التوقيت البالغ 19 ساعة يجعل الأمر ممكناً، كما أنّ وسائل الترفيه بالغة الحداثة داخل الطائرة تجعل التجربة ممتعة.
كيف أثر وباء كورونا على عملك، خصوصاً مع قيود السفر وإغلاق الكثير من العقارات المتميّزة حول العالم؟
جعل الوباء خدماتنا ضروريّة وملائمة أكثر. ففي عالم تتغيّر فيه القوانين والقواعد على أساس يومي، والشك هو اليقين الوحيد، يكون العامل البشري والخبرة أمرين حيويين. فضلاً عن ذلك، إنّنا نبقي فرقنا على اطّلاع دائم بكلّ تغيير صغير يحدث، وأيضاً على اتّصال مباشر مع محترفين في صناعتنا. ممّا يسمح لنا بتقديم المشورة لأعضائنا بشكل أفضل وتجنّب أيّ ضغوطات غير ضروريّة عليهم.
هل لاحظت أنّ الوباء قد غيّر آراء العملاء ومطالبهم بشأن الخدمات التي يتوقّعونها أو ربما التدابير الاحترازيّة وتلك التي تقدّمها العقارات ووكالات السفر؟
كانت الأشهر الأولى من الوباء مربكة للجميع ولكن مع المضي قدماً، سررنا بملاحظة أنّ الناس ليسوا مستعدّين للتخلي عن السفر، لا سيّما من أجل الاستجمام. غير أنّهم يتعلّمون التكيّف مع الواقع الجديد الذي يتعيّن فيه اتباع بعض التدابير الاحترازيّة. وعلى سبيل المثال، شهد مكتبنا في دبي عدداً قياسيّاً من الحجوزات والإيرادات على مدى أشهر قليلة. فبالرغم من أنّ الوجهات محدودة للغاية في الوقت الحالي، إلّا أنّ أعضاءنا يريدون أن يشعروا بموسم الاحتفالات، ويريدون النزول في الفنادق حتى لو كانت الإقامة في عطلة نهاية الأسبوع فحسب، ويحصل هذا الأمر أكثر ممّا نتخيّل.
ومع ذلك، فقد تغيّرت الوجهات المفضلة لدى زبائننا. كما أنّ أعضاءنا يميلون إلى اختيارها بناءً على كيفيّة تمكنّهم من التعامل مع COVID-19 والقيود المفروضة فيها ودرجة تعرّضهم للمخاطر، وقد يكون ذلك بسبب خطر الإصابة بالفيروس أو خطر تقطّع السبل بهم في مكان ما. هذا ولاحظنا أنّ معظم الأعضاء الذين سافروا بالطيران التجاريّ قبل الوباء قد تحوّلوا إلى الطيران الخاص للحد من خطر التعرّض للفيروس.
يتحوّل العالم نحو مفهوم جديد للسفر الآمن والسياحة الآمنة؛ كيف تشاركون في هذا التحوّل؟
كما ذكرت سابقاً، إنّنا نبذل قصارى جهدنا للبقاء على اطّلاع دائم بكل تغيير يحدث في جميع أنحاء العالم، ونسعى إلى بناء مقترحاتنا ونصائحنا بالاعتماد على أدقّ المعلومات وأحدثها حتى يتمكّن أعضاؤنا من اتّخاذ قرارات سديدة، ويكونوا على استعداد دائم ويتجنّبوا أي ضغط غير ضروري من شأنه أن يفسد تجربتهم. كما نتأكد قدر المستطاع، من اتّباع أيّة جهة نعمل معها الإجراءات الاحترازيّة اللازمة. 

اقرئي أيضاً: Aakanksha Tangri: من الضروري أن نستمع إلى النساء حينما يتحدّثن

العلامات: Ghita Tazi

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث