Danya Al Saedan: من أهمّ قواعد الإتيكيت احترام الثقافات

التصوير: Ali Alshehri
تصفيف الشعر: Zaza Hair
الفستان من Glidâh

تخصّصت دانية السعيدان في الإدارة في الرياض وتابعت دراستها في لندن. فحصّلت دبلوم في إدارة الأعمال الدولية من جامعة SOAS ثمّ ماجستير في الإدارة وإدارة الأعمال الدولية من جامعة وستمنستر. وفيما عملت في مجال البنوك والاستثمار بحكم تخصّصها وعمل عائلتها في مجال العقارات الدولية، وجدت شغفها في الإتيكيت تمعّنت في هذا المجال ودرسته حتّى اعتُمدت كمدربّة ومستشارة في الإتيكيت الاجتماعي الدولي والبروتوكول الدولي والدبلوماسيّة من معهد الإتيكيت والبروتوكول الدولي في لندن. لنغوص سويّة في هذا الحوار في عالم خبيرة الإتيكيت والبروتوكول السعودية ومؤسّسة Etiquette House.

ما القصّة وراء شغفك بفنّ الإتيكيت حتّى أسّست Etiquette House وكيف تطوّر منذ تأسيسه؟ 
تربّيت في منزل يهتمّ كثيراً لتفاصيل الحياة وأهمّها الإتيكيت خلال تناول الطعام واختيار الملبس والتصرف عموماً والأهمّ من هذا تقبّل الثقافات واحترامها. وكان عندي حبّ لتنمية معرفتي بهذا المجال و لم أجد أماكن أو أشخاصاً مناسبين في المملكة للاستفادة من خبرتهم، فقرّرت متابعة دراستي خارج المملكة. بعد ذلك نصحتني معلّماتي نسبةً لشغفي الواسع في هذا المجال بأن أصبح مدرّبة معتمدة لديهنّ ومن هنا بدأت الرحلة. وقد أسّست إتيكيت هاوس في عام 2012 على شكل حساب على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب إلى أن تغيّر مفهوم المجتمع للإتيكيت وأصبح مطلباً في العام 2016. فطوّرنا اتيكيت هاوس وخدماته. استحدثنا موقعنا وركّزنا على تطوير المجتمع في هذا المجال عن طريق البرامج التدريبيّة والاستشارات والمسؤولية الاجتماعية، بحيث نقدّم معلومات للمجتمع للاستفادة منها مثل الانفوجرافيك و الفيديوهات المفيدة. إلى أن وصلنا للهدف عبر ايصال المفهوم الحقيقي للإتيكيت بأنّه مطلب للجميع. وأحمد الله، تمّ العمل مع شركات وجهات حكومية مثل المراسم الملكية السعودية وجامعة الملك سعود و أمريكان اكسبرس. 
هل يمكنك أن تحدّيثنا عن الدورات التدريبيّة والخدمات الإستشاريّة التي تقدّمينها من خلال هذه المنصّة؟
نقدّم دورات تدريبيّة وورش عمل واستشارات خاصّة للأفراد والأطفال والشركات في الكثير من مواضيع الإتيكيت والبروتوكول. على سبيل المثال إتيكيت الأعمال والسلوكيّات العامّة والصورة الشخصيّة والمظهر والوقوف والجلوس ولغة الجسد وفنّ إعداد بطاقات الدعوة وتنظيم الأدوات المكتبيّة والدعوات وفنّ تنظيم مائدة الطعام وتاريخه والبروتوكول الدولي. كما نقوم بإدارة الفعاليات حسب الطلب. 

هل لاحظت تطوّراً أو تغيّراً في نظرة المجتمع السعودي لفنّ الإتيكيت منذ أن انخرطت في هذا المجال؟
طبعاً فإنّ التغيير ملحوظ. تمّ تداول مفهوم مغلوط عن الإتيكيت مفاده أنّه مرتبط بالآداب الغربية البعيدة عن ثقافتنا. إنّما العكس صحيح تماماً. فالإتيكيت نابع من تعاليم ديننا حيث تعلّمنا الآداب من الرسول عليه الصلاة والسلام. وتتمثّل بعض المفاهيم المغلوطة أيضاً في أنّ هذا العلم مخصّص للطبقة المخملية فحسب، إلّا أنّه الآداب التي فرضت علينا من الدين. واليوم يوجد إقبال واطّلاع أكبر على مفهوم الإتيكيت والرغبة بالتعلّم عنه.

هل تعتقدين أنّه يجب أحياناً تعديل قواعد الإتيكيت العالميّة لتلائم مجتمعنا أم أنّه من الأفضل ابتكار قواعد جديدة خاصّة به؟  
من أهمّ قواعد الإتيكيت احترام الثقافات، وبعض القواعد تختفي حسب الدول وأحياناً حسب المنطقة. على سبيل المثال، المملكة العربية السعودية كبيرة وواسعة وفيها ثقافات وعادات مختلفة. ففي بعض المناطق، يكون جلوس المُضيف مع المدعوّين على مائدة الطعام من قواعد الإتيكيت. أمّا في مناطق أخرى، فيعتبر ذلك غير مقبول . لذلك لابدّ من معرفة هذه العادات واحترامها والالتزام بها.

كيف تغيّرت قواعد الإتيكيت جرّاء جائحة كورونا؟ 
تتغيّر القواعد بالتأكيد حسب الأنظمة الدوليّة وصحّة الإنسان. ولاحظنا هذا التغيير في الكثير من المحافل مثل الاستقبلات الرسميّة للدول وكانت القمّة الخليجيّة أكبر مثال من خلال السلام عن بعد وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي مثلاً.

بم تنصحين السيّدات لدى استضافة الإفطار أو السحور خلال هذا الشهر الفضيل؟ ما هي قواعد الإتيكيت الأساسيّة التي يجب أن يتقيّدن بها؟ وهل من فرق بين قواعد الإفطار والسحور؟ 
أنصحهنّ بالالتزام بعدد محدّد من الدعوات وعدم المبالغة في تقديم الطعام. خلال الإفطار، يُنصح بتقديم الوجبات الصحيّة الخفيفة مع مراعاة الحالة الصحيّة للمدعويّن. وخلال السحور يمكن تقديم الوجبات الدسمة المشبّعة. كما يُفضّل إدخال الطابع الرمضاني التراثي و تقديم الوجبات والمشروبات المحبّبة في هذا الشهر مثل الفول والتمر الهندي.

وماذا عن السيّدات اللواتي يلبيّن الدعوة؟ هل يمكنك مشاركتهنّ بعض النصائح؟ 
عليهنّ الالتزام بالحضور والانصراف في المواعيد المحدّدة نظراً لمحدوديّة الوقت في رمضان وانشغال الناس بالتعبّد. كذلك يجب مشاركة صاحب الدعوة بإحضار طبق أو هديّة بسيطة والتقيّد بالأزياء التقليديّة المحتشمة للشهر الفضيل.

كونك سيّدة سعوديّة رائدة في هذا المجال كيف تسهمين في تحقيق رؤية 2030 وجعل بلدك نموذجاً رائداً؟
كلّ شخص في بلدنا يساهم في تحقيق هذه الرؤية حتّى ولو بشكل بسيط. فنحن مسؤولون جميعاً عن ذلك. وبرأيي إنّ مجال الإتيكيت مهمّ لنشر الثقافة العامّة وبالتالي ظهور المجتمع في كلّ المجالات بشكل ملائم يتماشى مع الرؤية. فعلى سبيل المثال، في مكان العمل من خلال تطوير سلوك الموظّفين لينعكس ذلك على تعاملهم مع الشركات العالميّة من خلال الكتابة الصحيحة للرسائل الإكترونيّة والتعامل مع الآخرين .

مرّت المملكة بالكثير من التغييرات المذهلة في السنوات القليلة الماضية، ما تلك التي لاحظتها في سلوكيّات المرأة السعودية وكيف تحفّزينها على أن تكون ناشطة مثلك في مجال الأعمال الخاصّة؟
المرأه السعودية مبدعة وناشطة في مجالات عدّة منذ زمن بعيد، إنّما تسلّطت عليها الأضواء الآن وبدأ العالم يرى إبداعها. التحفيز ينبع من داخل الشخص أوّلاً، فلا يجب أن ننتظر أن يحفزّنا شخص آخر. فالأهمّ هو أن تبدئي ومن ثمّ المجتمع بأكمله سيدعمك. وعلى الصعيد الشخصي، أهتمّ كثيراً بدعم السعوديّين سواء النساء أو الرجال، فأتعامل مع مصمّمين ومصوّرين من بلدي. فمثلاً إطلالتي اليوم بأكملها، من أزياء وتصوير، بأنامل سعوديّة وأنا فخورة جدّاً بذلك .  

اقرئي أيضاً: Haya Abdulsalam: أتمنّى أن يكون العالم في المرحلة المقبلة خالياً من التلوّث

العلامات: Danya Al Saedan

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث