Basma Elkhereiji: "الطعام هو تعبير عن الحبّ"

أحياناً نكتشف شغفنا في وقت متأخّر في الحياة بعد أن نكون قد قمنا بتجارب مختلفة... فكثيراً ما نسمع عن نساء تخليّن عن وظائفهنّ ليلحقن بشغفهنّ. فبدأن حياتهنّ من جديد متسلّحات بالشجاعة... قراراً لا يخلو من التحديّات إنّما يعود على الشخص بالسعادة والإكتفاء! طبعاً، فالوقت لن يكون أبداً متأخّراً للقيام بالخيارات التي تجعلنا سعداء. ولي خبرة شخصيّة على هذا الصعيد، حيث بالرغم من وجود شغف الكتابة في داخلي منذ الصغر، قمت بخيارات مختلفة في الحياة قبل أن أعود وأتمسّك به! ولكن هناك أشخاصٌ آخرون خيراً فعلوا باتّخاذ هذا القرار الشجاع بمتابعة الشغف الذي غُرس فيهم في الصغر مع بدء انغماسهم في غمار الحياة من خلال مسيرتهم الدراسيّة والمهنيّة. فبذلك اكتسبوا وقتاً أطول في القيام بما بجلب لهم السعادة! وما بالك إذا كان هذا المجال هو احتراف الطهي ! فبعضٌ منّا يحبّ التفنّن في الطبخ وتعلّم الوصفات في المنزل والبعض الآخر لا يفقه ذلك وقلّة قليلة تحترف هذا المجال... إنّما نحن بأغلبيّتنا نتلذّذ بتذوّق أطباق معيّنة. وفي ما يلي سنتعرّف إلى رائدة سعوديّة في مجال الطهي اكتشفت شغفها لهذا العالم منذ الصغر، فلم تتردّد في متابعته والإحتراف في هذا العام لتشارك أطباقها بحبّ وشغف!

 

لطالما كان لدى بسمة الخريجي شغف بالطعام خلال نشأتها إذ كانت والدتها تسمح لهم دائماً بالانضمام إليها في المطبخ. لكن عندما حان الوقت لاختيار تخصّص، لم تكن فنون الطهي والضيافة حتى خياراً بالنسبة إليها باعتبار أنّ هذا مجال يتمّ اختياره إلى جانب تخصّص آخر. وهذا ما فعلته، فحصلت على شهادة في الأعمال، واستمرّت في أخذ دورات ودروس في فنون الطهي. وباتت اليوم من رائدات الأعمال في هذا المجال كطاهية وصاحبة مطعم واستشاريّة في مجال المأكولات والمشروبات في السعوديّة. لنتعرّف إليها أكثر!

تجمع بسمة الخريجي بين خبرتها كطاهية وصاحبة مطعم واستشاريّة في مجال المأكولات والمشروبات. فهل هناك مجال معيّن قريب على قلبها أكثر؟ تجيبنا: "ساعدتني شهادتي في مجال الأعمال في فهم عمل المطاعم أكثر، فأنا أعتبر نفسي رائدة أعمال في مجال الطعام، وأحبّ أن أبتكر مفاهيم في مجال الضيافة تعكس شغفي بالطعام والإبداع..." وفيما تؤكّد رائداة الأعمال أنّه من حسنات كونها طاهية هو عدم وجود الكثير من النساء في المجال، في جميع أنحاء العالم وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاصّ. وتضيف: "لذا إذا كنت بارعة وتتقنين عملك، فسرعان ما يتمّ تقديرك للعمل الجيّد الذي تقدّمينه..." وعن اللحظة التي تفتخر بها كطاهية ورائدة أعمال، تقول: "أنا أفتخر عندما أرى السعادة والتقدير من الناس الذين يأتون ويتناولون الطعام الذي أحضّره."

لا يوجد حدود للإبداع

أمّا أكثر ما تحبّه في هذه المهنة فهو أنّها تقوم دائماً بالتغيير والابتكار، فالطعام بالنسبة إليها هو تعبير عن الحبّ، وسينعكس ذلك على الأشخاص الذين يتذوّقونه. وعن أفضليّة اتّباع الطهاة أكثر لحدسهم وذوقهم أم على قواعد الطبخ وإرشاداته، تؤكّد: "لا يوجد حدود للإبداع، والقواعد موجودة ليتم خرقها. وأظنّ أنه إذا كان المرء يستطيع أن يحلم بأمر معيّن، فيمكنه تحقيقه، أمّا سواء كان سينجح ذلك أم لا، فالأمر يعود للطاهي لتحقيقه". وتشاركنا هذه الحادثة الطريفة التي حدثت معها في مطبخ The Social Kitchen وتقول: "كان هناك شخصان جالسان عند الممرّ، وكنت في المطبخ في ذاك اليوم وبدأت أتحدّث إليهما، وانتهى الأمر بخطوبتهما فأتيا للاحتفال معي في المطبخ!."

وفيما نسألها عن تجربتها كمديرة المأكولات والمشروبات لموسم جدة 2019 والسمات والمواصفات الرئيسة التي أردتِ تسليط الضوء عليها في عملها آنذاك، تشير إلى التالي: " أفضل سمة هي أنّني كنت أتمتّع بفريق مذهل، فقد كان الجميع ملتزماً لجعلها أفضل تجربة على الإطلاق، وبخاصةً مع الوقت المحدود الذي أتيح لنا. فعملنا ليلاً ونهاراً ومن دون توقّف في رمضان لتقديم جميع المطاعم مع كلّ شركائنا الاستراتيجيين في الوقت المحدّد." وعن فعاليات الطهي والثقافة التي تنظّمها المملكة، تقول: " تواصل المملكة العربية السعودية إثارة حماستنا بالفعاليّات والاحتفالات المستمرّة، وهي تتفوّق على نفسها وتقدّم الأفضل مرّة بعد مرّة.

وتختتم بهذه الرسالة بناءً على تجربتها لتشجيع المرأة على السعي وراء أحلامها وتقول: "ثقي بنفسك، وليكن لديك نظام دعم قويّ ولا تضعي حدّاً لأحلامك. إذا كنت تستطيعين أن تحلمي بالأمر فيمكنك إذاً تحقيقه".

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث