Adwa Al Dakheel : أحد أكبر التّحديات التي واجهتها كان تدريب نفسي على وضع فكرة الكمال جانباً

كلّ ما عليك معرفته لتبسطي جناحيك في عالم الأعمال والاستثمار!

وأخيراً اتّخذت القرار بالانخراط في مجال الاستثمار والأعمال. تريدين أن تنطلقي في هذه المسيرة إنّما تراودك أسئلة كثيرة... ما هي التّحديات التي يمكن أن أواجهها وكيف يمكن أن أتغلّب عليها؟ ما هي القواعد أو الإرشادات التي يجب أن أتّبعها؟ وما هي الخطوات المطلوبة؟ وهل هناك معادلة صحيحة للاستثمار؟ ما هو المجال الذي يجب أن أستثمر فيه؟ وهل من مجال محدّد من الأفضل أن أبدأ به؟ ماذا عن الاستثمار في العملات المشفّرة والبيتكوين والميتافيرس؟ وماذا عن الطرق المبتكرة التي يتّبعها الجيل الجديد؟ وكيف أتأكّد من أنّني سأتّخذ القرار الصائب؟ وبما أنّنا نحرص دائماً على الإجابة على كلّ الأسئلة التي يمكن أن تطرحيها، نخصّص التحقيق التالي لمناقشة هذه التساؤلات مع أضوى الدخيل المؤسسة والرئيسة التنفيذيّة لـ"فلك للأعمال والاستثمار" ومنصّة "نسعى" للتوظيف. 

هي امرأة متعدّدة المهام ومتفوّقة في مجالات متنوّعة، إنّما في تحقيقنا هذا نلقي الضوء على جانب ريادة الأعمال والاستثمار في مسيرتها. أضوى الدخيل هي المؤسسة والرئيسة التنفيذيّة لـ"فلك للأعمال والاستثمار" ومنصّة "نسعى" للتوظيف، وهي أيضاً عضو مجلس استشاري لمنصّات مختلفة. لنستفد في ما يلي من تجربتها ونصائحها!

التصوير: Angela Joshua

الإنطلاق في مسيرة ريادة الأعمال

كيف تطوّر لدى أضوى الدخيل الشغف بالاستثمار وبريادة الأعمال؟ وفي أيّ مرحلة من حياتها قرّرت أن تصبح رائدة أعمال ومستثمرة؟ تخبرنا: "أنا محظوظة لأنّني حصلتُ على توجيه نحو شغفي بعالم المال والاستثمارات منذ صغري، وخضتُ تجربة تجارة الأسهم العامّة في سنوات مراهقتي لأنّ الرسوم البيانيّة أذهلتني وهذا ما جعلني أرغب في فهم كلّ شيء عن التحليل الأساسي والفنيّ للشركات المدرجة في البورصة. وبما أنّني كنتُ أصغر من أن أتمكّن من فتح حساب تداول خاصّ، استخدمت معلومات أحد أفراد العائلة بموافقته لفتح أوّل حساب تداول خاصّ بي برأس مال قيمته 1000 دولار جمعته قبل سنتين". وتتابع: "بعد يوم واحد من فتح حسابي الخاصّ، ضاعفتُ الـ1000 دولار، وبعد 48 ساعة، كان رصيدي 128 دولاراً، ممّا دفعني إلى التفكير أكثر: لماذا خسرت رأسمالي وما الخطأ الذي ارتكبته؟ كيف يمكنني أن أكون على الطرف الآخر من هذه التداولات لتحقيق عائدات مستدامة وليس مجرّد مكاسب سريعة؟

وتؤكّد: "ومنذئذٍ، أصبحتُ تاجرة في الأسهم بدوام كامل بينما كنت لا أزال في المدرسة، وانتقلت إلى بوسطن، ماساتشوستس للحصول على شهادتي الجامعيّة في 3 تخصّصات ضمن مجال الأعمال، هي التمويل والإدارة وريادة الأعمال. لماذا؟ لأنّني أردتُ أن أتخصّص في كلّ ما يرتبط بالأعمال وأردتُ أن أتعلّم أكثر ممّا يقول لي العالم أنّه يجب أن أعرفه في سنّي. وفي بوسطن، شاركتُ في مسابقات سوق التداول الرأسماليّ على مستوى الولاية لطلّاب تخصّص التمويل مع كلّ جامعات نيو إنغلاند، وهكذا أثبتُّ مهاراتي فقد فزتُ بالمركز الأّول في 3 مسابقات على التوالي في نيو إنغلاند". قبل أن تضيف: "وبعد ذلك، جاء سؤال: ما التالي؟ وفي العام الذي تخرّجتُ فيه كنت أتداول منذ أكثر من 8 سنوات، ولم أعد أجد شغفاً بالشراء والبيع وراء شاشة الكمبيوتر، ممّا يعني أنّ الوقت قد حان لي لخوض عالم الأعمال من جانب مختلف: ريادة الأعمال ورأس المال الاستثماري. وكان هذا أحد أفضل القرارات التي اتّخذتها إذ أنّ رأس المال الاستثماري لا يتعلّق فقط بقراءة المعلومات العامّة بل بتقييم المؤسّسين ذوي الإمكانيّات العالية والخصائص عالية الأداء لعرض احتماليّة أن تصبح شركاتهم من الشركات الـUnicorn أي أنّ قيمتها تتجاوز المليار دولار."

إمبراطوريّة عبر الشراكات

ونسأل أضوى أن تشاركنا رؤيتها في بناء إمبراطورية عبر الشراكات وبنائها استراتيجيّة عملها حولها، فتشرح التالي: "لأظهر قوّة الشراكات بشكل أفضل سأعطي مثالاً على واحدة من أولى العمليّات الناجحة مع شركة تجارة إلكترونية تقنيّة في الإمارات العربية المتّحدة. حيث قابلتُ مؤسساً رائعاً صاحب أداء عالٍ وكان يملك منتجاً عمره أقلّ من شهرين، وفي ذلك الوقت اتّصل بي من أجل الاستثمار والدعم التسويقيّ. وبعد السفر إلى دولة الإمارات لمقابلته، اقترحتُ عليه أمراً مختلفاً وهو أن أتولّى أنا جميع أنشطته التسويقيّة وميزانيّاته وعروضه التسويقيّة المؤثرة مقابل نسبة مئويّة من الشركة، فأسمح له بالتالي بالتركيز على العمليات، بينما يسلّمني التسويق والنموّ. بعد أقلّ من عام ونصف، تمّ الاستحواذ على هذه الشركة من قبل مجموعة عائليّة وحقّقت لنا عائداً بنسبة 10 أضعاف في فترة قصيرة". مضيفةً: "وهذا ما شجّعني على بدء "فلك للأعمال والاستثمار": قوّة الشراكات للفوائد نفسها لتنمية شركة ناشئة واحدة هي قوّة تتجاوز الفرد الواحد، واسم "فلك" يجسّد الكواكب والنجوم والذرات وغيرها، والتي تجتمع في ما هو أكبر من الأجزاء التي تمثّلها".

النظر إلى الميتافيرس والعملات المشفّرة على أنّها المستقبل

ونتابع حديثنا مع السعوديّة الرائدة بسؤالها عن رأيها بالاستثمار في العملات المشفّرة، والبيتكوين والميتافيرس؟ فتجيبنا: "عندما تقوم شركة قدرها نصف تريليون دولار بتغيير اتّجاهها وهويتها بالكامل، فلا شكّ في أنّه أمر كبير، وعندما تبدأ الحكومات في النظر إلى الميتافيرس والعملات المشفّرة على أنّها المستقبل وتبدأ عملية الشراء من جهة تنظيميّة المستوى، فهذه علامة لكي يعرف القطاع الخاص والمستثمرون أنّ عمليّة الشراء العالميّة تتّجه نحو ذلك. لكنّ التوقيت أساسيّ في عالم الاستثمارات بشكل خاصّ، وتوقيت الاستثمارات في عالم العملات المشفّرة أو البيتكوين أو حتّى الميتافيرس هو ما يمكن أن يزيد من احتمال تحقيق الحدّ الأقصى من العائدات".

القواعد والإرشادات الضروريّة خلال مسيرة الأعمال والاستثمار

إذا كانت الدخيل ستبدأ حياتها المهنيّة في مجال الاستثمار اليوم، فما هو المجال الذي ستختار الاستثمار فيه تحديداً؟ فتقول: "سأختار حتماً رأس المال الاستثماري. مستقبل الأمس الذي كان النفط هو الآن مستقبل البيانات والشباب، وإن جمعنا بين الاثنين، نجد أنّ رأس المال الاستثماري هو السوق المثاليّة التي تجمع كلّ المواصفات لمستقبل عالم التمويل".

وما هي الخطوات المطلوبة؟ هل هناك معادلة صحيحة للاستثمار؟ تؤكّد الدخيل: "لا بدّ من وجود المستشارين المناسبين الذين تثقين بهم ويقفون منذ فترة إلى جانبك، يجب أيضاً توخّي الحذر من المؤسّسين أو الشركاء لكن اعلمي أيضاً الثغرات ونقاط الضعف لديك وكوني جديّة من ناحية العقود القانونيّة ومؤشّرات الأداء الرئيسة للمؤسّسين الشركاء الذين ينضمّون إليك، وأخيراً وليس آخراً التواصل والاتّصال بالسوق، إذ أنّ معظم الفرص الكبيرة تأتي عن طريق الصدفة، وببساطة عن طريق التواجد في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. وبالتالي فإنّ الطريقة التي يمكنك أن تزيدي بها فرصك هي من خلال البقاء على اتّصال بالسوق وأصحاب المصلحة".

وبينما نسألها عمّا يميّز المنصّات التي تستثمر فيها، ما هي النصيحة التي قد تقدّمها للسيدات ليعرفنَ أين يجب أن يبدأنَ للاستثمار وفي أيّ مجال؟ وتشير إلى التالي: "القرار الصحيح يعني الشعور بالرضا في نهاية اليوم لأنّك تعملين من أجل ترك إرث وأثر وإيجابيّ، وعندما نوفّق ذلك مع عالم التمويل، ندرك أنّ رأس المال الاستثماري هو محرّك لخلق فرص العمل والابتكار ولإحداث تغيير في المجال لجميع المستثمرين للمشاركة في التأثير الإيجابي. كما أنّ خصائص استثماراتي في رأس المال الاستثماري تعتمد على الفريق المؤسس وراء الشركات الناشئة التي أستثمر فيها سواء شخصياً أو بالنيابة عن "فلك للأعمال والاستثمار"."

التعلّم من الآخرين لإضافة سنوات من الخبرة إلى عمرنا

ألّفت أضوى الدخيل كتاب Proven Billionaire's Formula عندما كانت في الـ16 من عمرها. واليوم وبعد حوالى 10 سنوات، هل حدثت تغييرات في الرؤية التي شاركتها في هذا الكتاب؟ وهل تغيّرت خارطة الطريق نحو النجاح خلال هذه السنوات؟ تجيبنا: "يكمن جمال الكتاب في أنّني كتبته بعد قراءة وتحليل أكثر من 328 كتاباً في علم النفس وريادة الأعمال والأعمال. وهذا ما يجعله كتاباً أزلياً، فهو لا يعتمد على تجاربي الخاصّة بل على سنوات الخبرة الهائلة للمؤلفين وراء تلك الكتب والمراجع. وأعيد قراءة الكتاب كل عام تقريباً لأنظر إليه بطريقة جديدة، وفي كل مرّة أتذكّر أهميّة التعلّم من الآخرين لإضافة سنوات من الخبرة إلى عمرنا من خلال فهم فشل الآخرين ونجاحاتهم وما كان بإمكانهم فعله بطرق مختلفة. وفي النهاية، أظنّ أنّ أي شخص يمكنه التعلّم من أخطائه، لكن العباقرة فقط هم من يتعلّمون من أخطاء غيرهم إلى حدّ أن يعيشوا قصصهم بأقصى قدر من التعاطف".وتختم بمشاركة درس الحياة التالي مع السيّدات اللواتي يردنَ أن يبسطنَ أجنحتهنّ في مجال الاستثمار، وتؤكّد: " تميل النساء بشكل عام وبعيداً عن القوالب النمطية إلى الكمال ويكرهنَ المخاطر، و أحد أكبر التحديات التي واجهتها كان تدريب نفسي على وضع فكرة الكمال جانباً والتركيز فقط على التحسينات التدريجيّة لكن المستدامة أيضاً..."

إقرئي أيضاً: H.E Aisha Bin Bishr : الاستمتاع في ما نفعل جزء كبير من قصة النجاح

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث