Aakanksha Tangri: من الضروري أن نستمع إلى النساء حينما يتحدّثن

التصوير: Maximilian Gower

الموقع: Kulture House Dubai

عاشت الناشطة Aakanksha Tangri نشأتها ما بين Dubai و Torontoمروراً بـNew York أيضاً. وهي من أصول هنديّة كنديّة وتعدّ نفسها من أطفال الثقافة الثالثة مع جذور في دبي. وبفضل ترعرعها في أنحاء مختلفة من العالم وتعدّد ثقافاتها، نمّت منظوراً جزئيّاً وكليّاً على حدّ سواء للتّحديات التي تواجه المجتمع. ناهيك عن أنّ والديها قد شجّعاها منذ نشأتها على طرح الأسئلة وصياغة آرائها بدون اعتبار أيّ موضوع غير قابل للنقاش، لا سيّما والقراءة ومتابعة ما يجذب اهتمامها. وأسهم هذا الأمر إلى جانب التعليم الذي تلقّته، في تشكيل الشخصيّة التي تتمتّع بها اليوم كصحفيّة ومنتجة وناشطة في الدفاع عن الحقوق. تعرّفي إلى الناشطة Aakanksha Tangri التي ورد اسمها على قائمة Forbes Middle East تحت عنوان30 under 30 للعام 2020، واطّلعي على القضايا التي تحبّ الدفاع عنها والقصّة الكامنة وراء إنشاء منصّة Re:Set التي ترمي إلى تبديد المخاوف والصور النمطيّة المتعلّقة بالصحّة العقليّة والرفاه والجندر وذوي الاحتياجات الخاصّة.

في أيّ مرحلة من حياتك قرّرت أن تصبحي صحفيّة؟ وما الأسباب التي دفعتك إلى اختيار هذا المجال المهني؟

مذ كنت في الصفّ الأوّل، علمت أنّني أودّ أن أصبح صحفيّة وهذا كلّ ما أردت فعله. حتّى أنّني جعلت والدي يتواصل مع صحفيّة محليّة في دبي ليسألها إذا بإمكاني قضاء اليوم معها وتعلّم كلّ ما يلزم عن عالم الصحافة. والحقيقة أنّني كنت طفلة خجولة بشكل كبير ومنطوية على نفسي، إنّما استطعت استخدام الصحافة كدرع لإشباع فضولي وطرح الأسئلة ورواية القصص. لذا، عندما انتقلت إلى Toronto في العام 2001 في بيئة مشحونة عنصريّاً شعرت بعدم الانتماء وأعطتني الكتابة صوتاً وسمحت لي بمعالجة أفكاري وتجاربي. إذاً بالنسبة إليّ، أعتبر الصحافة أداة قويّة سمحت لي بإيصال أصوات أولئك الذين لا صوت لهم، والذين لا تتناولهم الكتابات السرديّة، وقد استطعت من خلالها إلقاء الضوء على المواضيع التي من شأنها أن تكون صعبة.

تتبنّين الشعار التالي: "حاربي من أجل الأمور التي تهمّك، إنّما افعلي ذلك بطريقة تدفع الآخرين إلى الانضمام إليك". ما أكثر القضايا التي تهمّك إذاً ولماذا؟

دائماً ما يلمسني هذا الاقتباس عن لسان القاضية الراحلة Ruth Bader Ginsburg. فبالنسبة إليّ، إنّ الوصول إلى تعليم جيّد للأطفال من جميع القدرات والخلفيّات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وإدماج النساء وأصحاب الهمم، والصحة العقليّة والرفاه، من أكثر المواضيع القريبة إلى قلبي. وأساساً، هذه القضايا التي تركّز عليها منصّة Re:Set.

ما القصة وراء إنشاء منصة Re:Set؟ وكيف تساعد على فتح نقاشات حول مواضيع لا تزال تخضع لصور نمطيّة؟

ولدت Re:Set انطلاقاً من فكرة تبديد الشائعات والمخاوف المحيطة بالصحة العقلية والرفاه والجندر وذوي الاحتياجات الخاصّة. والواقع أنّه ثمّة الكثير من المحرّمات والمعلومات الخاطئة حول هذه المواضيع، وبما أنّنا من المنصّات الوحيدة في المنطقة التي تنشر قصصاً أصيلة يوميّة حول هذه المسائل، لذا فإنّنا نرمي إلى بدء المحادثات وإعطاء الناس منصة آمنة للوصول إلى هذه القصص والموارد. وفي Re:Set، لا يوجد موضوع غير قابل للنقاش، بل إنّها مساحة آمنة حيث يمكن للأشخاص مشاركة قصصهم والتواصل مع الآخرين بما في ذلك أصحاب المصلحة، وإيجاد حلول للتحدّيات التي يواجهونها. وبما أنّ الخطوة الأولى نحو ذلك تتمثّل بإطلاق المحادثات حول تلك المواضيع، فهذا بالضبط ما نفعله هنا في منصّتنا.

تضطلعين بأدوار كثيرة ضمن مسيرتك المهنيّة المتعدّدة كمنتجة وكاتبة ومدافعة عن الحقوق. كيف تستثمرين الإنتاج والكتابة في دفاعك عن الحقوق؟ هل لك أن تشاركينا مثالاً عن موضوع عزيز على قلبك عملت عليه؟

مع تفشّي COVID-19، تم استبعاد الأطفال والبالغين من أصحاب الهمم عن مجرى الأحداث، إن كان من حيث طريقة مساهمة الوباء في تعزيز مشاعر العزلة الاجتماعيّة، أو لجهة تحديات التعلّم عن بعد، أو عدم القدرة على الوصول إلى العلاج الجسدي وعلاج النطق. ونحن في Re:Set، لطالما ركّزنا على هذه المواضيع من خلال مقالات أو مقاطع فيديو تحدّثنا فيها مع الدكتور Timothy Shriver، رئيس منظمة Special Olympics حول تأثير COVID-19 على مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة. كذلك، فإنّ استخدام مختلف الوسائل لسرد القصص يساعدنا على التعامل معها من زوايا مختلفة وجعلها في متناول الجميع.

ما الذي يعزّز برأيك ثقة المرأة بنفسها بحيث لا تتجنّب الخوض في المواضيع الصعبة؟ هل ثمة وصفة سريّة لذلك؟

يتطلّب الأمر أن تبقى المرأة صادقة مع نفسها في المقام الأوّل، وأن تستخدم صوتها لإحداث فرق، إذا ما تمتّعت بامتياز التحدّث علناً. كما عليها أن تحدّد ركائزها الأخلاقيّة وأن تحافظ عليها طوال فترات التقلّبات الحياتيّة. إنّما لا توجد وصفة سريّة في الحقيقة، فحتّى أكثر النساء ثقة في أنفسهنّ يمررن بأوقات من الشكّ الذاتي ويصبن بمتلازمة المحتال Imposter syndrome . لذا عليها أن تتذكّر أنّ هذا أمر طبيعي وأن تركّز على نقاط قوّتها وإنجازاتها. فغالباً ما نتوقّع من النساء التقليل من شأن إنجازاتهنّ، بينما من الضروري أن نشجّعهنّ على إطلاق العنان لإمكاناتهنّ وأن نستمع إليهنّ حينما يتحدّثن‎.

كان العام 2020 صعباً على الجميع في كلّ أنحاء العالم. ومشاركة القصص تساعد الناس على فهم التّحديات والصعوبات المشتركة. كيف برأيك يمكن نشر الإيجابيّة والوعي بأهميّة الصحة العقليّة والإعاقات والدمج من خلال هذه العمليّة؟

لا جدال في واقع أنّ العام 2020 كان صعباً جداً، لا سيّما بالنسبة إلى أولئك الذين فقدوا أحبّاءهم أو وظائفهم بسبب الوباء. وفي خضمّ كلّ هذا، وبينما نركّز على التحديات، من المهمّ أن ننظر أيضاً في تقديم الحلول وزيادة الوعي. وفي Re:Set، نعلّق أهميّة بالغة على التّحدث عن الشموليّة في جميع المجالات، وقد سلّط الوباء الضوء على الحاجة إلى هذه المحادثات وإلى موارد الرّفاه. لذلك، جمعنا موارد مختلفة لاجتياز تحدّيات الصحّة العقليّة والإدماج التي تفاقمت جرّاء الوباء. هذا ونستضيف Re:Set Dialogues حيث نجمع الخبراء والأشخاص ذوي التجارب الحيّة للتّحدث عن مواضيع أمثال الصحة العقليّة في ظلّ COVID-19، وتربية الأطفال حديثي الولادة في مثل هذه الأوقات، واجتياز الطلبات الجامعيّة وتغذية سمة الصمود لدى الناس، وغيرها من الأمور. كذلك، ستجدين على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بنا رسائل ومطالبات ملهمة لتحثّك على التركيز على رفاهك وتساعد على منحك القوّة والطاقة طوال اليوم.

ورد اسمك على قائمةForbes Middle East تحت عنوان 30 Under 30 للعام 2020، هلّا أخبرتنا أكثر عن هذا الإنجاز وعن الإنجازات المستقبليّة التي تحلمين بها؟

إنّه لشرف كبير لي أن أكون على تلك القائمة. وهذا الأمر يحفّزني على العمل بكدّ وبذل قصارى جهدي لتطوير Re:Set وجعل الإدماج والرفاه جزءاً من حياتنا اليوميّة. أمّا هدفي المستقبلي فيتمثّل في جعل المنصّة والموارد التي نقدّمها جزءاً من المدارس والمؤسّسات وضمان أن تصبح هذه المواضيع هي المعيار السائد.

اقرئي أيضاً: الدكتورة هتون قاضي: لا أشعر بأنّني اخترت الكوميديا كوسيلة للتعبير بقدر ما أنّني كنت أمارسها كجزء من هويّتي وطبعي

العلامات: Aakanksha Tangri

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث