"كوكب داخلي" في مدينة دبي

 أصبحت مدينة دبي وجهة دولية للإبداع ومقصداً مفضلاً للمبدعين بفضل ما يتوافر فيها من إمكانات محفزة ولما تتضمنه من تنوع ثقافي وحضاري. اختارت الفنانة داريا روسيك مدينة دبي لتستعرض رؤاها الفنية، ومشروعها المكون من 9 أعمال، تم عرضه في فنون عالم دبي الذي أقيم بمركز دبي التجاري العالمي مؤخراً..أعمالها عبارة عن حكايات وقيم إنسانية تنبض برونق التجريد الفني

Photo Credit @Daria Russkikh

 يبدو جلياً تعلقك الكبير بمذهب الفن التجريدي، ولكنك تضيفين إلى أعمالك في هذه العوالم، عناصر تشويق تقنية عصرية، فما هي مبررات هذا التعلق وما أسباب شغفك بإضافة تلك الأنواع من التقنيات الفنية الرقمية؟

أنا فنانة مأخوذة بسحر التجريد الفني وبمذاهبه، ذلك لكونه يجمع عصارات أفكارنا وفلسفة حياتنا وقصصنا ومفاهيمنا، في قوالب وإشارات فنية مكثفة قوية التعبير مؤثرة، ترتحل بنا إلى كواكب وعوالم فكرية وتأملية ساحرة. وقد حرصت على بث روح خاصة في أعمالي في حالاتها وتوجهاتها تلك، لأبثها ألقاً ولألبسها ثوب العصرنة ولتواكب الرقمنة فتكون رسائلها المضمونية بليغة، وهكذا مزجت مع مكون نسيجها وجواهرها سياقات التقنية والتكنولوجيا العصرية الحديثة في الفن، عبر توظيف الواقع المعزز فيها لجعل أفراد الجمهور المتلقين لأعمالي يعيشون حالة تذوق عميقة وخاصة لقيمها ورمزياتها. ومؤكد أني أحاول بهذا النهج الإبداعي، أن أروي حكاياتنا الإنسانية العامة، والذاتية الخاصة، في تنويعات وأشكال حافلة بثراء المعنى وجمال الدهشة. وهذا بالفعل، ما سيتبينه الزائر لجناحي في معرض فنون العالم دبي، حيث يمكن للمتمعن بها، أن يستكشف جميع تلك المضامين في مديات لوحاتي التسع المكونة لمشروعي الفني "كوكب داخلي".

قبل أشهر قليلة نظّمتِ معرضاً ومزاداً خاصاً، ضمّ الجزء الأول من لوحات مشروعك "كوكب داخلي"، وها أنت الآن تحضرين إلى دبي مجدداً، للمشاركة في معرض فنون العالم دبي، بهذا المشروع الفني بعد أن اكتمال لوحاته جميعاً. فما هو سبب اختيارك دبي بالتحديد لعرض إبداعاتك ؟

لا جدال في أن دبي أصبحت وجهة فنية عالمية تجمع شتى التجارب وتحفز كافة المبدعين في المعمورة. فبفضل معارضها الشهيرة وبيئتها المحفزة ومناخات التقارب الثقافي العالمي والانفتاح الحضاري التي تترسخ فيها، يحرص الجميع على الحضور في ساحاتها ومحافلها الإبداعية. إنها، بحق، منصة انشتار دولي مثالية، وأفضل نافذة للتعريف بقيمة إبداعاتنا. إذ تتوافر فيها بيئات إبداعية محفزة ومقومات نوعية، علاوة على وجود فناني العالم كافة، الأمر الذي يوفر لنا فرصة التعرف على مزيد من التجارب والاحتكاك بالخبرات المتنوعة، ويهيئ آفاق تبادل الفنانين المعارف، بين بعضهم البعض. لهذا كله أنا أواصل الحضور في فعاليات دبي وزيارتها لإطلاق أعمالي الجديدة، وهذه هي ثالث مبادراتي وفعالياتي ضمنها.

Photo Credit @Daria Russkikh

ما موضوعات لوحاتك الأثيرة، وما الرسالة التي تحملها؟

إن لوحاتي غنية بمدلولات ورسائل وقيم إنسانية رفيعة. فهي خطاب محبة وصداقة وخير وجمال وسعادة، مكتوب بأبجديات لونية عالية المستوى الثقافي وشيقة التأثير بفضل توظيفها الواقع المعزز. إنها تنشد راحة وسلام وطمأنينة النفس البشرية وتحاول تفجير طاقاتنا الإبداعية. وفي عوالمها أحاول أن أخاطب أعماق الذات البشرية وأن أروي تشابكاتنا وتقلباتنا وتبايناتنا وانسجامنا، وفرحنا وحزننا، وقوتنا وضعفنا، وتفردنا ووحشتنا وأنسنا. إنها ارتحال ممتع إلى أعماقنا وإلى فضاءات المعرفة، يستعير أجنحة الخيال والإبداع والقراءات المفتوحة، ويستثمر ثنائية الفن (المادي والرقمي)، التي أصوغ أفكاري في مروجها.

ما هو الهدف والغرض الأساسي لمشروعك الفني "كوكب داخلي"؟

 إن الكوكب الداخلي الذي أعنيه في مشروعي هذا، والذي تنشده وتسعى إليه سلسلة الأعمال ضمنه، ليس في حقيقته سوى "كوكب السعادة الإنسانية". كما أن رسالتي الأساسية منه هي نشدان الخير وطمأنينة الإنسانية بالمطلق وطرد يباب العذابات ورهبة الجوع والفقر ونشر أعطار المحبة. ذاك هو الكوكب الأساسي الذي أدعو إلى أن نبنيه ونستكشفه وننشر أنواره. لقد اشتغلت على هذه الرسالة الجوهرية بعمق في مشروعي كي أسرد جمال العالم وثبات رونق جوهره رغم سرعة التبدلات الجارية فيه. إنه في العموم، مشروع فني حافل بالتجارب الانغماسية، يحلق ممتطياً صهوة التجريد وناظراً بعيني الجمال والتأمل.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث