في شهر رمضان المبارك قد تشعر بعض النساء بالتعب والإجهاد، نتيجة الصوم الطويل ودرجات الحرارة المرتفعة، وقد يظهرن العصبية التي تعد السمة البارزة في هذا الشهر، لدرجة أن هذه الظاهرة لم تعد مستغربة ولا يسعين إلى التخفيف من حدتها، لأنهن لم يتعلمن ضبط الذات ويسمحن للغضب أن يهدم كل القيم التي يجب أن يتحلّين بها في الشهر الفضيل.
حالة من عدم الاستقرار تنتاب أغلب النساء، بسبب التغيرات الجذرية التي ترافق شهر الطاعات، ورغم فوائده الإيجابية الكثيرة، التي تتمثل في تنظيم الوقت وتحرير النفس من الأمراض النفسية المؤذية والخطيرة التي تقطع الأواصر الإنسانية، إلا أن البعض ما زلن يُضعن كل ما يجنينهن من أجر وثواب، فقط لأنهن عاجزات عن التحكم بمشاعر الغضب التي تترجم أفعالاً متهورة تسيء لأنفسهن قبل أن يسئن للآخرين.
لا بد من المحاولة للاستفادة من جميع القيم السامية والعظيمة التي يأتي ليحييها هذا الشهر من جديد في نفس كل امرأة وبالتأكيد فإن كل منهن تقدر على تخطي الأخطاء ومشاعر الغضب مهما كانت كبيرة، والمهم هو أن تكون لديها الرغبة الكاملة لتستطيع استعادة سماتٍ ومبادئ نبيلة مهمتها للتخلص من الغضب والشتائم الجارحة التي لا تليق أبداً بحرمة الشهر.
لا بد من استيعاب جميع المواقف الطارئة والمباغتة والتعامل معها بموضوعية بعيداً عن أسلوب التهجم والعدوانية، لأن المرأة باتباعها له لن تجني سوى التباغض والجفاء، كما أن القناعة بحقيقة الخطأ في فهم جوهر الصوم، يساعد كثيراً على تخطي المشاكل والقضاء على كل الظواهر الغريبة، ومن المهم التذكر بأن هذا الشهر هو شهر لتنقية النفوس وتهذيبها وكل ما يلزم هو إعادة اكتشاف الذات للتقليل من حدة الانفعالات.