جهود متكاملة لدعم حقوق الأطفال

تحتفل الحكومات والمجتمع المدني وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية بالذكرى الـ25 لتوقيع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. وبالتزامن مع مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل، أُقيمت فعاليات المنتدى العالمي للأطفال بدورته الخامسة الذي يُعد ملتقى عالمياً للحوار وتبادلِ الآراء واستعراض الأبحاث والدراسات الذي أطلقه كل من ملك السويد كارل غوستاف والملكة سيلفيا، للبحث في مختلف القضايا المرتبطة بالأطفال وحقوقهم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وللمرة الأولى قامت دبي باحتضان فعاليات هذا المؤتمر تحت رعاية ملك وملكة السويد والأميرة هيا بنت الحسين حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رئيسة مجلس إدارة سلطة مدينة دبي الطبية، ورئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية. وجمع المنتدى تحت مظلته أكثر من 400 من صناع القرار من جميع أنحاء المنطقة والعالم في مجالات الأعمال والتمويل والحكومات والمؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني لبحث جميع السبل المحتملة لتحسين وضع حقوق الأطفال ضمن أجندة الاستدامة العالمية.

حقوق الطفل أولوية دولة الإمارات

بدأت فعاليات المنتدى بخطاب سمو الأميرة هيا بنت الحسين التي أكدت على أن الإمارات تُعنى بالمستقبل والمستقبل هو الأطفال. وأهم ما جاء في كلمة سموها ما يلي:

1- الإمارات نظمت قوانين صارمة تمنع عمالة الأطفال والإتجار بالنساء والأطفال.

2- حققت الإمارات النجاح في حملات التوعية الخاصة ببدانة الأطفال بالتعاون مع منظمة اليونيسف، وممارسة الأنشطة الرياضية واتباع أنظمة غذائية صحية.

3- قامت الإمارات ومنظمة اليونيسف على العمل في تحقيق استراتيجية تشمل البقاء والتنمية والحماية والمشاركة للأطفال.

4- الإمارات لا تميز بين الذكور والإناث في حق التعلم، بل على العكس، حيث سجلت الفتيات معدلات التحاق بالتعلم تفوق الذكور في كل المراحل التعليمية، مما يضع الإمارات على الطريق الصحيح لتحقيق المساواة بين الجنسين، إضافة إلى أن التعليم في دولة الإمارات مجاني حتى المرحلة الجامعية، وتسجل الإماراتيات أعلى نسبة في العالم في الالتحاق في الدراسات العليا.

5- ما زال هناك الملايين من الأطفال المحرومين من الفرص حيث يتفشى الجوع والفقر خاصة في دول أفريقيا، لذا يجب تحقيق الأهداف الإنمائية في عشرات البلدان. وقد قامت الإمارات بمساعدة المحتاجين وتبرعت العام الماضي بحوالي 5 مليارات دولار لمساعدات خارجية، إضافة إلى مشاريع تمويلية ومبادرات أخرى للتبرع، مما يجعلها دولة رائدة عالمياً في هذا المجال.

6- غالباً ما تكون المبادرات الدولية الخاصة بحقوق الطفل كبيرة في أقوالها ولكنها ضعيفة في أفعالها. فالقرارات والحملات لم تحقق ما يكفي من النتائج الملموسة للأطفال، فقد انتهكت حقوق الأطفال الأساسية كحقهم في الحياة في سوريا والعراق وغزة.

مبادرة سويدية

في خطاب جلالة الملكة سلفيا ملكة السويد، أكدت على أن منتدى الأطفال العالمي يُعد فرصة لتحقيق الهدف المرجو في حماية حقوق الأطفال. وإليك أبرز ما جاء في كلمتها:

1- الأطفال اليوم يعيشون أفضل من أي وقت مضى بسبب اتفاقية الأمم المتحدة التي وقعت من قبل قادة العالم قبل 25 سنة، والذي منح كل طفل حياة أفضل، كالمساواة وحق المشاركة في القرارات والحرية من العبودية والإتجار بالبشر والعمالة والتجنيد.

2- بالرغم من تبني الدول لاتفاقية الأمم المتحدة، إلا أننا في الوقت ذاته، نشهد وقوع العديد من الأطفال كضحايا للعنف والنزاعات والتهجير القصري والتغير المناخي.

3- يسعى المنتدى إلى إلهام وإشراك المزيد من الدول وأطراف أخرى من المجتمع المدني، خاصة المزيد من الشركاء من القطاع الخاص للعمل على دعم مستقبل الأطفال وتعزيز صيانة حقوقهم وحمايتهم من العنف والانتهاكات الجسدية والنفسية والجنسية.

ورشة عمل

ركزت ورشة العمل، التي جاءت على هامش جدول المنتدى، على موضوع الأم العاملة وحقوق طفلها عليها، كما ركزت على موضوع العنف المنزلي، إضافة إلى دور القطاعات والحكومات في دعم تلك الحقوق. حيث أوضحت سعادة السيدة عفرة البسطي، رئيسة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن المؤسسة تعمل على نشر التوعية في المجتمع الإماراتي، فتخاطب بداية أطفال المدارس من مختلف الأعمار، وتطرق أبواب المنازل لتخاطب الأسر والعائلات، وتعمل على نشر القوانين. كما تقدم نصائح كثيرة للأطفال كالاتصال على رقم800111 في حال تعرض الطفل للعنف المنزلي.

بدورها أوضحت السيدة موزة الشومي، رئيسة قسم الأطفال في وزارة الشؤون الإجتماعية في الإمارات، على أن دولة الإمارات تهتم بدعم المرأة العاملة اهتماماً مباشراً. حيث قرر رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن راشد، بضرورة إنشاء حضانات في المؤسسات الحكومية، وهو قرار ملزم. فإذا بلغ عدد الأمهات فوق الـ50 عاملة في المؤسسة أو كان هناك 20 طفلاً في سن الرعاية أقل من 4 سنوات، فإن على المؤسسة أن تنشىء حضانة للأطفال، وإذا لم يكتمل العدد تستطيع المؤسسة الاشتراك مع مؤسسة أخرى لإنشاء الحضانة. ولأول مرة تعلن السيدة موزة خبر إلزام المؤسسات الخاصة أيضاً بضرورة إنشاءهم للحضانات، إذا بلغ عدد الأمهات 50 عاملة. كما أكدت على أن الأم تحصل على إجازة 60 يوماً بعد الولادة، وتحصل على ساعتين رضاعة وذلك بحسب الاستراتيجية الوضعية للأمومة. أما الوالد فيأخذ إجازة ثلاثة أيام من يوم ولادة طفله، بغض النظر إذا كانت زوجته موظفة أم ربة منزل.

أما السيد "إيريك هوفن" المدير العام لشركة" دانون" التي تنتج الحليب الصناعي، أكد على حسن تعاون الشركة مع الحكومة السعودية فيما يتعلق بدعم الرضاعة الطبيعية، فعلى الرغم من أن ذلك التعاون قد يقلل من أرباح الشركة، إلا أنها بالمقابل تهدف الشركة أيضاَ إلى تقديم الحلول المستدامة للمجتمع. فقامت الشركة بالتعاون مع وزير الصحة بالعمل على برنامج يشجع الرضاعة الطبيعية، وكنتيجة لذلك ازادت نسبة الرضاعة الطبيعية في السعودية %15 .

من جانبها تحدثت السيدة" بينيتا مباكي"، مديرة الشؤون العامة في شركة " نستله"، أن الشركة تتعاون بإيجابية نحو تحقيق مسؤولياتها تجاه المجتمع وبخاصة الأطفال. وأكدت على اهتمامهم بالعناصر الغذائية الضرورية للطفل، كما يعملون بمنتجاتهم على تفادي السكريات والأملاح وضبط كمية الاستهلاك. كما تقوم الشركة بالمساهمة في برامج اجتماعية خاصة بالأطفال تعنى بالتوعية ضد البدانة وغيرها من الأمراض التي قد تصيب الأطفال، وتعمل أيضاً على تشجيع النشاط البدني وإنشاء نمط حياة إيجابي للأطفال.

تشاركها بالرأي السيدة "سُرايا رامول"، رئيسة شركة "نوفو نورديسك" للسكري، فتوضح أن الشركة وبالرغم من أنها تجني الأرباح من بيعها لأدوية السكري، إلا أنها تقوم بحملات توعوية لمنع تصاعد الوباء، حيث أنها تؤكد أن هدفهم مشترك وهو صحة أفضل للمجتمع. وتتعاون الشركة مع قطر والجزائر في موضوع نشر التوعية ضد مرض السكري.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث