
لثقافات الشعوب المتنوعة تأثيرها في الإنطباعات الذاتية التي تسود المجتمعات بوجه عام. ففي أوروبا مثلاً، تعتبر المقاييس الصغيرة ونموذج المرأة النحيلة هوالسائد حيث تسجل الفرنسيات الوزن الأقل بين نساء أوروبا والأكثر قلقاً بينهن على وزنهن وصورة جسدهن. أما في ثقافة النساء ذوات الأصول الأفريقية فتسود صورة المرأة البدينة كنموذج مثالي للجاذبية. فلديهم يسود الاعتقاد بأن البدانة من مقومات الأنوثة الطاغية، وهكذا يسجلن أعلى نسبة رضى واعتزاز بمظهرهن. وفي ثقافات الشعوب اللاتينية يمثل نموذج المرأة الممتلئة الأرداف مثالاً للجاذبية حيث يشكل الطعام جزءاً من حياتهم الإجتماعية والعائلية ويعتبرون القوام النحيل مؤشراً على الإصابة بمرض معين أو الشعور بالكآبة.
وفي الدول الخليجية، أثبتت الأبحاث أن السيدات المتعلمات والقاطنات في المدن الثرية يتبعن النموذج الغربي كمعيار للجاذبية. بينما يختلف الحال لدى السيدات الأقل حظاً بالتعليم واللاتي يعشن في البادية والمناطق النائية، ولذلك فهن لا يُعرنَ أهمية كبيرة لصورة الجسد المثالي. ومن الملاحظ أيضاً أن ثقافة الشعوب تتغير أيضاً بعامل الزمن. فقديماً كان الشعراء يتغنون بجسد المرأة الممتلىء، وكان مخرجو الأفلام أيضاً يختارون المرأة الممتلئة لتمثيل الأدوار الرئيسية. كما انطبق هذا الأمر على كل من الرسامين والنحاتين الذين غالباً ما كانوا يتخذون من المرأة الممتلئة نموذجاً لأعمالهم الفنية.