إننا أمام تحول حقيقي في المفهــــوم العــــام للأعــراف والتقاليد

إننا اليوم نعيش في عصر أصبح فيه لجيل الشباب كلمته عندما يتعلق الأمر بالزواج. فالشباب والبنات أصبحوا أكثر انفتاحاً وأصبح التخاطب بينهم أمراً بالغ السهولة. فالعلاقات بين الجنسَين أصبحت قائمة ومنتشرة بكافة درجاتها بدءاً من المدرسة والجامعة ووصولاً إلى مكان العمل.

هي من تقدمت له

في العام الماضي، ذهبت مع أصدقائي في رحلة إلى مدينة برشلونة الإسبانية وبما أن وليد كان من ضمن المجموعة فقد قرر مرافقتنا في تلك الرحلة. عندها بدأت أفكر كيف يمكنني أن أستغل ذلك كي أبوح له بحبي بطريقة غريبة ومميزة لا ينساها طوال حياته. وحينما وصلنا إلى برشلونة وبمساعدة أحد الأصدقاء هناك تمكنت من التواصل مع فرقة موسيقية تقدم عروضها عادةً في الطرقات لتحضير مفاجأة لوليد". ويكمل وليد سرد القصة قائلاً: "وفي اليوم الثالث من وصولنا، كنا نتمشى جميعنا في شوارع المدينة الممتلئة بالسياح. وفجأةً لمحنا فرقة تعزف الموسيقى الإسبانيّة، فتقدمنا منها كي نستمع إلى موسيقاها ونرى أفرادها عن قرب". وهنا تقاطعه نورا: "عندما اقتربنا دخلت إلى وسط الميدان وبدأت أرقص وأغني مع الفرقة كما كنت قد اتفقت مع أفرادها من قبل. وقبل انتهاء الأغنية خلع أعضاء الفرقة قمصانهم واستداروا نحو وليد ليجد أنهم كتبوا على أجسادهم عبارة "هل تتزوجني؟". ويأتي دور وليد ليكمل هذه القصة الطريفة فيقول: "حينها، نظرت إلى نورا وكانت الإبتسامة تعلو وجهها وهي تراقبني لتعرف ردّة فعلي. لم أتمالك نفسي حينها واندفعت نحوها وحملتها وكانت السعادة تغمرنا وسط تصفيق الحضور". إنها بالفعل قصة فريدة من نوعها لم يسبق لفتاة أن تجرأت على القيام بها من قبل.

تناسى التقاليد

إن طلب الزواج مباشرةً من الفتاة أمر نادر الحدوث في دولة عربية تسود فيها التقاليد والأعراف كالمملكة العربيّة السعودية. إلا أن ذلك قد حصل حقاً مع شاب الذي طلب يد زميلته في العمل مباشرةً منها دون اللجوء إلى مباركة الأهل أولاً. وتقول الفتاة التي أخبرتنا عن قصتها: "لم أتوقع أبداً أن تكون لديه الجرأة الكافية للقيام بطلب الزواج مني مباشرة. "وعن ذلك اليوم، كانت شركتنا مشاركة في احتفال كبير في المدينة وكان على الموظفين حضوره فذهبنا جميعاً. وفجأةً وأثناء الحفل، اقترب مني مقدماً إليَ علبة صغيرة مفتوحة تحتوي على خاتم زواج. لم تصدق عيناي ما رأته حينها، فذلك كان غريباً جداً ومن النادر رؤيته في المملكة العربية السعودية. فعلت حينها أصوات التصفيق ولم يكن مني إلا أن وافقت على طلبه هذا أمام الجميع. بعدها توجه إلى منزلي برفقة والدَيه حيث طلبني رسمياً من أهلي الذين وافقوا على الفور".

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث