أواني ... زخرفة من الطعام في أطباق

رأي: حليم نجم

دعيت مؤخراً الى تجربة فريدة من نوعها ألا و هي زيارة مطعم " أواني"، الواقع في منطقة مساكن شاطئ جميرا المفعمة بالحياة و التي تعكس تنوّع و جمال مدينة دبي.

"أواني"  مطعم للمأكولات العربية يتميّز بديكور خلاب من الداخل، مع جدران مليئة بالاواني الملونة التي تضفي نوعاً من السعادة للعين و الوفاء لإسم المطعم، كما يحتوي على ترّاس خارجي لمحبي التمتع بشمس دبي و منظر شاطئها الجميل.

إستقبلت بإبتسامة عريضة و تمّت مرافقتي الى طاولتي، ما إن جلست حتى تم الترحيب بي من قبل مدير المطعم، ما ينمّ عن احترافية عالية.

فوجئت بكوب صغير يوضع أمامي يحتوي على حساء ساخن من الخيار المنكّه بأنواع عدة من التوابل العربية، وهو عبارة عن فاتح للشهية يعرف ب "aperitif".

وبعد الترحاب و شرح قصير عن المطعم، بدأت بإنتقاء للاطباق من لائحة الطعام لتذوقها.

بدأت بكوب من الليمونضة بالريحان التي كان بالإمكان أن تحتوي على قدر أقل من ماء الزهر، لكنها لذيذة الطعم و منعشة جداً.

في هذا الوقت وصلت المقبلات الباردة والساخنة التي اخترتها وهي: القريدس المشوي، الشمندر المتبّل مع الجوز، سلطة البوملي، صاجيّة الباذنجان، كراة الدجاج بعجينة العثملية ورقائق الجبنة مع الخضار والريحان.

يكفي أن تنظر الى الاطباق حتّى يلفتك شكلها المتقون وألوانها المتنوعة وغنى الكمية في كل طبق، فالقريدس المشوي محضر بطريقة ممتازة محافظاً على نكهة البحر فيه، خفيف ومقرمش، تضاف اليه لذة  تغميسه بصلصة BBQ المرافقة له والمتوازنة من حيث الطعم.

أما طبق الشمندر المتبل فكان بمثابة المفاجئة السارة لي! طعمٌ شهي، نكهات متوازنة والجوز أضفى قرمشة على الطبق.

سلطة البوملي جيدة بالاجمال، مكوناتها طازجة لكن الطعم نقصه التوازن والسبب برأيي المتواضع يرجع الى مرورة البوملي الطاغية، كمية صلصة المايونيز وحلاوة حبيبات الرمان التي كان بالامكان الاستعاضة عنها بأخرى مائلة أكثر الى الحموضة.

بالإنتقال الى صاجية الباذنجان، تلاحظ للوهلة الأولى انه مجرد طبق بسيط، الى ان تكتشف غناه مع البدء بالتذوّق.

فالباذنجان محافظ على طعمه مضاف إليه كمية من اللحم المقطع بطريقة "رأس عصفور" منكّه بالتوابل مع زيادة جبنة القشقوان السائلة في وسط الطبق والتي تضفي تماسكاً وطعماً فريداً للطبق.

الشكل المميز دفعني لإنتقاء كراة الدجاج بعجينة العثملية، مجموعة مكوّنات جيدة جداً، محاقظة على تماسكها رغم الحرارة العالية التي تعرضت لها العجينة، كما ان وجود الجوز زادها تماسكا من الداخل وأغناها بالطعم، نضيف الى ما سبق، صلصة الكوكتيل المرافقة والمتلائمة بنسبة عالية مع الطبق…فكان الطعم كالشكل مميزاً أيضاً.

كما هو الحال مع رقائق الجبنة بالريحان، محضّرة جيدا، محتواها خفيف ولذيذ والخضار بداخلها تجعلك تستمتع بأكلها مع نفحة واضحة من طعم الريحان و صلصة البندورة والفليفلة الخضراء و تنكيه بسيط من صلصة الحر.

أما الطبق الرئيسي والاخير كان الشورما باللحم محضرة على الطريقة الفلسطينية حيث يبرز طعم التوابل الحدّ لكن اللذيذ. لحم طري للغاية ويقطع بسهولة تامة يرافقها كمية كن شرائح البطاطس المقلية وصلصة الطارطور التقليدية..إشارة ان هذا الطبق يكفي لشخص واحد، اذ يمكنكم طلب انواع أخرى من المشاوي الموجودة على قائمة الطعام.

ولاختتام مسيرة الأطباق اللذيذة، قدم لي المطعم كوب صغير من ال Limoncello المعروف بقدرته على التهضيم بعد أي وليمة طعام. ويتضمن عصير الحامض والليمون الزهري ويقدم بارداً.

و نزولاّ عند رغبة مسؤول الموظفين في المطعم تذوقت طبقاً من الحلوى عبارة عن خليط من بوظة المسكة والفانيلا مغطاة بطبقة سميكة من غزل البنات الأبيض مكسوة بحبات من الفستق الحلبي، فكانت خاتمة حلوة لساعتين لذيذتين في ضيافتهم.

هكذا تكون قد انتهت رحلتي الى "أواني"... أوانيكم من ذهب والى اللقاء قريباً.

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث