منتجع Baros Maldives ليس مجرّد ملاذ للعطلة بل فرصة للعودة إلى الذات

تشكّل بعض الأماكن مجرّد خلفيّات لعطلاتنا، بينما تعيد أخرى صياغة مفهومنا للسفر والرحلات، ويُعتبر منتجع Baros Maldives مثالاً واضحاً على ذلك. بعد أكثر من أربعين عاماً من الريادة في عالم الفخامة المالديفية، لا يعتبر هذا الموقع مجرّد منتجع، فهو تجربة من الهدوء الراقي والضيافة النابعة من القلب، ويحيط به جمال المحيط الهندي الآسر.

على بعد 25 دقيقة فقط بالقارب السريع من مطار مالي الدولي، تبدو الرحلة إلى Baros أشبه باستكشاف عالم جديد. مع ظهور الجزيرة المرجانية المطوّقة، يتلاشى ضجيج الحياة الحديثة. يتم الترحيب بك بالاسم، ويقدَّم لك جوز الهند البارد لتجدي نفسك منغمسة في عالم صُمّمت فيه كلّ التفاصيل بعناية فائقة، وكلّ لحظة تحمل معنى.

ما يلفت الانتباه أولاً هو الخصوصية التي تتّسم بها الجزيرة. فليس Baros منتجعاً شاسعاً، بل صُمّم بدقّة ليكون بمقاس بشريّ. مع 75 فيلا فقط، كلّ منها معزولة بعناية، ستشعرين كأنّك بمفردك مع الطبيعة، حتى وإن كنت تشاركين الجزيرة مع الآخرين. سواء اخترت الفيلات المائية التي تتربّع على ركائز متينة مع إمكانية الوصول المباشر إلى البحيرة، أو الفيلات الشاطئية المخبأة بين أشجار النخيل، فإن كلّ ملاذ مصمّم بدقّة متناهية من الخشب والحجر الرملي، ويمزج بين الحرفية المالديفية والراحة العصرية. كما أنّ المسابح الخاصّة اللامتناهية والحمّامات المفتوحة وآلات الإسبريسو المزوّدة بكبسولات فاخرة، كلّها تذكّرك بأن الفخامة هنا تكمن في البساطة والرقي في آنٍ واحد.

كل شروق شمس في Baros يبدو وكأنه من الطقوس الخاصّة. وجدت نفسي أبدأ اليوم بغطسة هادئة في مياه البحيرة الصافية كالكريستال، تليها جلسة يوغا على سطح جناح Serenity Spa. السبا بحد ذاته ملاذ للهدوء، حيث تتراوح العلاجات من تدليك الأيورفيدا إلى علاجات المنتجع الخاصّة، وكلّها تستخدم مكوّنات عضوية من الجزيرة أو خارجها.

أمّا تجربة الطعام، وكما هو متوقّع، فتُعدّ متعة منسّقة بعناية. يقدّم مطعم Cayenne Grill المأكولات البحرية المشوية تحت أجنحة من القشّ بجانب المحيط، بينما يقدّم مطعم The Lighthouse، بسقفه الأبيض المميّز الشبيه بالخيمة، تجربة طعام فاخرة بلمسة مميّزة، فتخيّلي مثلاً حساء الكركند المتبّل بالفلفل المالديفي وسمك الشعاب المرجانية الطازج المقدّم مع ريزوتو بالزعفران. أمّا عشّاق الرومانسية، فيأخذهم المنتجع إلى أبعد من ذلك، مع خيارات خدمة Destination Dining المميزة التي تتيح للضيوف تناول العشاء على ضفة رملية، أو تحت النجوم على متن يخت، أو في حديقة الفيلا الخاصة بهم.

ولكن أكثر ما يميّز منتجع Baros هو الناس. Sugar، مديرة مركز الحياة البحرية النشيطة، ليست فقط خبيرة في المجال، بل تشعّ شغفاً بالحياة البحرية في الجزيرة. أمّا خادمنا الشخصي، Rau، فكان بمثابة الروح النابضة لإقامتنا، إذ تميّز بحيويّته وحدسه وقلبه الرحب. وزاد François، مدير المأكولات والمشروبات، سحراً على كلّ وجبة بقصصه من حول العالم، مضيفاً نكهة خاصّة لكلّ طبق. وقد أذهلنا الشيف Karim بتشكيلة من النكهات المنسّقة بعناية والمقدّمة بشكل جميل. أما Toto، نادلنا في شرفة مطعم The Lighthouse، فقد أضفى أناقة واهتماماً بالغَين على كل خدمة، ممّا جعل كل لحظة مميزة. كما أضفت Hanane التي تتولى إدارة قسم الاتصالات، مشاعر صادقة على الرحلة، وكان حضورها تذكيراً جميلاً بالجوهر العميق الذي يشكّل أساس تجربة المنتجع الراقية.

يتميّز هذا المنتجع بأصالته الهائلة. فهو لا يعتمد على الإبهار أو اتباع الاتجاهات الشائعة؛ بل يزدهر بفضل الارتباط الحقيقي والتناسق والجمال الأخّاذ لمحيطه الطبيعي.

وبينما كنت أجلس على شرفة الفيلا في الأمسية الأخيرة لي، أشاهد الشمس تغيب في الأفق، أدركت أنّ ما يقدّمه منتجع Baros فعلاً ليس مجرّد ملاذ للعطلة، بل فرصة للعودة إلى الذات. في عالم يسير بوتيرة سريعة، يجرؤ هذا المنتجع على التباطؤ، ويدعوك لفعل الشيء نفسه.

اقرئي أيضاً: منتجع جديد في المالديف بتوقيع المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب

العلامات: المالديف

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث